• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

أثر وسائل التواصل الاجتماعية والهواتف الذكية على لغتنا

أثر وسائل التواصل الاجتماعية والهواتف الذكية على لغتنا
جفلاء سعيد القرني


تاريخ الإضافة: 14/9/2014 ميلادي - 19/11/1435 هجري

الزيارات: 64453

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أثر وسائل التواصل الاجتماعية والهواتف الذكية على لغتنا

 

العربية هي منبع البيان، ومرآة الفكر لأمتنا، ومفتاح الكتاب والسنة، تلك هي اللغة التي قاومت كل التغيرات الحضارية والثقافية التي طرأت عليها على مر العصور، وهذا ما يؤكده قوله تعالى: ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9]؛ فالعربية هي اللغة الأقوى ثباتًا بين اللغات منذ زمن، وأقدم اللغات الحية على الأرضش، ويكفيها شرفًا أنها لغة القرآن؛ فالمحافظة عليها واجبٌ ومطلب دِيني على أبنائها.

 

فهي وعاء ثقافة الأمة وتراثها وحضارتها، وكما قال عمر بن الخطاب[1]: "تعلموا العربية؛ فإنها تشبِّب العقل، وتزيد في المروءة".

 

ومن الملاحظ على كثير من أبنائنا ممن يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعية - كالفيس بوك، والتويتر، والواتساب - أنهم لم يدرؤوا عنها العجمة واللحن، بل زادوها، ولن أتحدث في مقالي هذا عن تفشي العامية على ألسنة أبنائها، وضعف العربية عندهم، فقد ابتعد الناس عن الملَكة والسليقة اللغوية.

 

ولكنني سأذكر تلك المصطلحات والأخطاء التي أخشى أن تقودنا إلى مزالق يصعب علينا إصلاحها، أو تدارك الأمر فيما بعد؛ فمن ذلك انتشار المصطلحات المختصرة عن كلمات إنجليزية، يعبرون بها عن مقاصدهم، نحو: برب، وهي اختصار لجملة:Be Right Back، معناها: سأذهب وأعود، تيت، وهي اختصار لكلمة: Take Your Time، ومعناها: خذ وقتك، ولول، وهي تعني الضحك بصوت عالي، وسيس، وهي اختصار لكلمة: see you soon، ومعناها: أراك قريبًا، أليست المعاني العربية التي تحملها هذه المختصرات أكثر جمالاً؟!

 

وكما قال الجاحظ[2]: "كلما كان اللسان أبينَ، كان أحمدَ".

 

فهذه الاختصارات التي اخترعوها أشبهُ ما تكون بالأحاديث الناعسة بعد الشِّبع.

 

وشيوع الأخطاء الإملائية كذلك، وهذه يطول الحديث عنها، ولا أستطيع أن أحصيها، ولكن سأشير إلى بعضها؛ فمن ذلك: تفشي الكتابة بهمزة الوصل والهاء المربوطة، بدلاً من همزة القطع وحرف المد والتاء المربوطة، ويعود ذلك إلى تثاقل المستخدم للهواتف الذكية عن استبدال همزة الوصل بالقطع، والهاء المربوطة بالتاء المربوطة من خلال لوحة المفاتيح التي لم تستوعب جميع أحرف العربية، مما يتطلب من المستخدم الضغط على زر الإبدال المسمى بـ: "الشفت" في الإنجليزية، واختيار الحرف المناسب للكلمة، بعكس الإنجليزية التي وضعت لكل حرف زره الخاص به، واستوعبت جميع أحرفها.

 

ولتقارب الأحرف في الأجهزة الذكية أثر بالغ؛ مما يجعل المستخدم وهو يكتب على عجل يستبدل بالحرف الصحيح أحد الأحرف المقاربة له في لوحة المفاتيح؛ فمثلاً في كلمة (خير) يستبدل الخاء بالحاء فتصبح: (حير)؛ لتقارب مكان الحرفين من بعضهما البعض.

 

وأصبحت الحركات أو الضبط بالشكل في لوحات المفاتيح تستخدم زخرفًا من القول، وهذا من الجهل بمقاصد تلك الحركات التي لها معانيها النحوية والصرفية.

 

ومما يبعث الحسرة في النفس: ذلك المخطط التغريبي، الذي يدعى بمخطط: (الفرنكو آرب)، وهو مخطط أمريكي للقضاء على العربية، وتشتيتها عبر وسائل الإنترنت، وهدفه هو أن يستبدل بالأحرف العربية أحرفًا لاتينية، فيستبدل بالحرفِ العربي ما يقابله في اللاتينية، وبحكم ثراء هذه اللغة، فقد وجدوا أن هناك من الأحرف العربية ما لا يقابله حرف في اللاتينية، فاستبدلوا به رقمًا؛ وذلك لتغطية القصور الذي في أحرف اللاتينية؛ كاستبدالهم بحرف الحاء الرقم (7)، فيكتب اسم محمد هكذا (mo7amad)، وقد انتشرت هذه اللغة بين الطلاب المغتربين، والسبب يعود إلى أن الأجهزة المحمولة والمتصفحات للإنترنت لديهم في تلك البلدان لم يتوفر فيها لوحة مفاتيح بالعربية.

 

ومما يجب علينا كحماة للعربية وغيورين عليها، أن تكون رسالتنا الأولى هي المحافظة عليها، وتوعية الشباب بهذا الخطر، وحثهم على الاعتزاز بالعربية واستخدامها يوميًّا؛ لأنها مصدر عزهم، وتشجيعهم على التواصل مع بعض الحسابات التي تحيي العربية؛ كالحسابات الشائعة في التويتر لأولئك الذين يغردون عن يومياتهم، فيستشهدون عليها ببعض الأشعار والأقوال، بعضها منقول، والبعض الآخر من مقولهم.

 

فيجب استغلال هذه الوسائل والتقنيات فيما يحيي تراثنا وعربيتنا وأصالتنا، والعجيب أن هذه الوسائل تتناقل بعض الأخبار المهمة للعربية؛ كأخبار ضئيلة عابرة تنشر ثم تطوى، كاليوم العالمي للغة العربية، الذي من المفترض أن يجد حفاوة عبر الشبكات الاجتماعية وفي وسائل الإعلام.

 

أمر محزن جدًّا أن يبلغ الحال بلغتنا هذا المبلغ، وألا يتحرك لهذا الأمر ساكن، ولا يثور له أحد، ولنسعَ معًا نحو عربية خالصة من العجمة والأخطاء، عربية نفخر بها وتفخر بنا؛ فهي بحر، الغوص في أسرارها مما يمتع النفس، فنسيان لغتنا سينسينا هُويتنا، وسيفقدنا احترامنا.



[1] طبقات النحويين واللغويين للزبيدي 13.

[2] البيان والتبيين 1/11.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
6- ضياع اللغة ضياع الامة
دكتور السماني محمود حامد - السودان 10-08-2020 09:02 AM

عندما ضيعت الأمة اللغة العربية ضاع منها كل شيء، وهذا شيء طبيعي لما طرأ علينا من وَهن واستكانة وجعلنا مستهلكين لكل شيء، وفي الحقيقة نحن مصدر الإنتاج.
وحتى الابتكار والعلوم الحديثة لم تكن جديدة على إرثنا وثقافتنا المُستمدة من ديننا الحنيف، فمثلاً النسخ واللصق لما يكتب على الحاسب يعتبر تقدم كبير في التقنية وماتع لمستخدميها، ونجد أن القرآن الكريم ذكر ذلك من قبل قروناً سلفت أليس قوله الحق (هَذَا كِتَابُنَا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ إِنَّا كُنَّا نَسْتَنْسِخُ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ).
وليتنا نعتز ونفاخر بلغتنا الخالدة بخلود هذا الكتاب العزيز.

5- لغتنا لغة القرآن
زائر - المملكة العربية السعودية 18-09-2014 12:03 AM

كل الشكر والتقدير والاحترام لصاحبة الأنامل الذهبية صاحبة المقال الرائع مقال جداً مفيد ومهم في وقت نحتاج الى المحافظة على لغة القرآن الكريم

4- الغيرة اللغويّة ! .
عُروبة ! . 17-09-2014 11:55 PM

أحسنتِ أ. جفلاء على ماخطّته يداك ، وأملته عليك غيرتك على لغة القرآن الكريم ، شفيتِ وأشفيتِ ، ونسأل اللهُ أن يُسمع ببيانك الجيل ، ويجعل له بسببه هدى وسبيل ! .

3- مقال رائع عن لغة أهل الجنة
ام الوليد - المملكة العربية السعودية 17-09-2014 11:45 PM

مقال رائع ومهم نحتاج إلى مثل هذه المواضيع المهمة فهو عن لغة القرآن الكريم ولغة أهل الجنة وهي لغة ديننا الإسلامي الحنيف ولغة أجدادنا وهي جس التواصل بين الناس

2- بهذه الهمم نرقى للمعالي
أم التوأم - السعودية 17-09-2014 09:56 AM

نعم إنها العربية لغة القرآن الكريم ولغة نبينا وهي ماضينا التليد وعصرنا الوليد بالمحافظة عليها نضمن لها بالبقاء ونؤدي واجبنا العربي والإسلامي لهذه اللغة العظيمة إنها لغة القرآن الكريم ومن تساهل في الحفاظ عليها فقد تنازل عن هويته وعن واجبه الجسيم

1- نحتاج لمثل هذا المقال
ام ياسر - المملكة العربية السعودية 17-09-2014 05:37 AM

مقال وموضوع رائع ...وكم نحتاج للوعي باستمرار
وألف شكر لمن كتب هذا الموضوع المتميز ...لأنني استفدت منه كثيرا

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة