• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

إياكم والنحويين العامة

أ.د. عبدالحكيم الأنيس


تاريخ الإضافة: 4/6/2014 ميلادي - 5/8/1435 هجري

الزيارات: 7675

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إياكم والنحويين العامة


قرأتُ هذه الجملة فعجبتُ مِنْ قائلها، وتساءلت: عن أي نحويين يتحدث؟ ومَن هؤلاء النحويون العامة؟ ولم يحذِّر منهم؟ ومَن يستغني عن النحو؟

 

والنحويون أهل ظرف وأدب، -وإن كان شعرهم بارداً- فما وجه هذا التحذير؟

ولم ألبث أن اكتشفتُ السرَّ، وعرفتُ الحقيقة، واستظهرتُ الصواب، فالجملة هي: "إياكم والنحو بين العامة"، وهذا معقول جداً، فالنحو بين العامة يؤدي -أحياناً- إلى ما لا تُحمد عقباه.

 

هذا هو الموجز، وإليكم التفصيل:

ذكر ابنُ الأزرق الغرناطي (ت: 896هـ) في كتابه "روضة الإعلام بمنزلة العربية من علوم الإسلام" مواضعَ لا يحسنُ فيها الخطابُ بمقتضى العربية، ثم قال:

"الموضع الرابع":

عند خطاب العامة ومحاورة الكلام معهم، وذلك من أهم ما تأكدتْ به وصايا العلماء قديماً وحديثاً حتى إنَّ ابن الجوزي ذَكَرَ في كتاب "الحمقى والمغفلين" أنَّ الكلام بالإعراب معهم فنٌّ من فنون الحماقة، قال ما نصه:

"وقد تكلم قومٌ من النحويين مع العامة بالإعراب، وكان ذلك من جنس التغفيل وإن كان صواباً، لأنه لا ينبغي أن يكلم كلُّ قوم إلا بما يفهمونه".

 

ثم حكى عن ابن عقيل قال: كان شيخنا أبو القاسم ابن برهان الأسدي يقول لأصحابه: إياكم والنحويين العامة، فإنَّ النحويين العامة مثل أهل اللحن من الخاصة.

 

قال ابن عقيل: وتعليل هذا أن التحقيق بين المحرفين ضائعٌ، وتضييع العلم لا يحل، ولهذا رُوي: حدِّثوا الناس بما يفهمون، أتحبون أن يكذب على الله ورسوله، وقد قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: يا أبا عُمير ما فعل النُّغير؟. وإنما يُنسب المعلِّمون إلى الحماقة لمعاملتهم الصبيان بالتحقيق.

 

قلتُ [القائل ابن الأزرق]: "ومثلُ هذا المحكي عن ابن برهان ما رأيتُ في بعض التقاييد منقولاً عن بعض المحقِّقين: إياكَ والنحويين العامة، فإنه كاللحن بين الخاصة"[1].

 

والصواب في هذه الألفاظ:

• "إياكم والنحو بين العامة، فإنَّ النحو بين العامة مثل اللحن بين الخاصة".

• إياك والنحو بين العامة.

 

ويبدو أن النص الأول "الذي هو قول ابن برهان" تحرّف على المؤلف ابن الأزرق والنص الثاني "الذي هو قول بعض المحققين" تحرّف على محققة "روضة الإعلام" الأستاذة سعيدة العلمي.

 

والذي يشير إلى أن النصَّ الأول تحرَّف على ابن الأزرق أمران:

• الجملة الثانية من القول، وهي " مثل أهل اللحن من الخاصة" التي تقابل "النحويين العامة".

• ثم قوله: "ومثل هذا المحكي عن ابن برهان"[2].

 

واللفظ في "أخبار الحمقى والمغفلين"[3]: "فإنه كاللحن بين الخاصة"، ولا أدري من أين جاء لفظ "أهل"، ولا كيف تحرَّف "بين" إلى "مِن"؟

 

أما بعضُ المحقِّقين الذي ذُكِرَ في بعض التقاييد فالظاهرُ أنه هو ابن برهان نفسُه، والقول قولٌ واحدٌ، وصوابُه: إياكم والنحو بين العامة...



[1] روضة الإعلام (2/594 - 595)

[2] ولعلنا إذا رجعنا إلى النسخ الخطية من كتاب "روضة الإعلام" انكشف لنا شيءٌ آخر.

[3] ص 125 من طبعة المكتب التجاري في بيروت، وكذلك في نسخة خطية منسوخة سنة 900هـ محفوظة في مكتبة الملك عبد العزيز بالمدينة المنورة، مجموعة عارف حكمت، برقم (3752)، (الورقة 70).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
5- جواب
د.عبد الحكيم الأنيس - الإمارات 18-06-2014 07:12 AM

الأخ الكريم (قلم الرحيل)
لم أر الكتاب المذكور
والله يحفظكم

4- عفوا
قلم الرحيل - الأردن 16-06-2014 11:28 PM

عفوا أستاذي
ما رأيكم بكتاب "الكفاف" للصيداوي

3- يا رب عودا حميدا
قلم الرحيل - الأردن 15-06-2014 09:27 PM

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

سبحان الله لغة تشتاق لها القلوب التي لا زال فيها نبض مروءة لغوية!
كم أغبط اهل الجاهلية الاولى لفقههم العجيب بها,,

أذكر مرة تكلمت مع معلمة الشريعة عن تفسير القرآن للشيخ الشعراوي,, فقلت لها: "سهل تفسيره وأنا أفهمه"
فابتسمت وأجابت: أنا وأنت نفهم معنى الفاعل والمفعول لكن هل أمي وأمك تدرك هذا المعنى؟

ابتسمت وقلت لها: لا، صدقت

هذا هو معنى (النحو بين العامة كاللحن بين الخاصة)

جزاك الله كل خير

2- بيان
د.عبد الحكيم الأنيس - إلإمارات 08-06-2014 07:25 AM
أخي الكريم السيد يزيد
المقال موجه لتصحيح خطأ في عبارتين، ولا علاقة له بترهيب وأمر بمنكر ولا نهي عن معروف
والموضوع هو في التكلم وفق النحو مع العامة لا في موضوع اللغة أصلا
وهذا الأمر يدرس في مجال آخر ولست هنا في صدد التأييد أو التفنيد. مع الشكر لغيرتك على لغتك.
1- غريب!
يزيد عبد الرحمن جعيجع - الجزائر 05-06-2014 08:06 PM

أصبح يرهب من التكلم بالعربية!
يؤمر بالمنكر وينهى عن المعروف؟!
إن كان القصد عدم التقعر والتشدق والتعالي والتعالم فذلك مقام يبسط له كلام غير هذا.
وإن القرآن والسنة والحكمة لا ينطق بهم عاقل إلا حيث أن يكون المقام لائقا، والمخاطب مهيأ له.
اعذرني يا كاتبنا :الناس تتكلف اليوم لغات لو لم نسعفها نحن العرب في نكباتها لاندثرت منذ سنين..
رأيي أن تكلف اللغة كتكلف البكاء لسماع الذكر الحكيم.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة