• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

لمسة بيانية

د. بن يحيى الطاهر ناعوس


تاريخ الإضافة: 16/6/2009 ميلادي - 22/6/1430 هجري

الزيارات: 14246

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لمسة بيانية
معنى الصمد بين العربية والقرآن الكريم

 

جاء في سورة الإخلاص: {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} [الإخلاص: 1 - 4].

نبحر في بداية الأمر في اللغة العربية؛ بحثًا عن مدلولات كلمة (صمد)، فقد جاء في المعاجم العربية: صمد، وصَمَدَه يَصْمِدُه صَمْدًا، وصَمَد إِليه، كلاهما: قَصَدَه.

وصَمَدَ صَمْدَ الأَمْر: قَصَدَ قَصْدَه واعتمده.

وتَصَمَّد له بالعصا: قَصَدَ، وفي هذا إشارة إلى أن المقصود في الشدائد هو الله - تعالى.

وفي حديث معاذ بن الجَمُوح في قتل أَبي جهل: فَصَمَدْتُ له، حتى أَمكنَتني منه غِرَّة؛ أَي: وثَبْتُ له، وقَصَدْته، وانتظرت غفلته.

وفي حديث علي: فَصَمْدًا صَمْدًا، حتى يَتَجلى لكم عمود الحق.

وبيت مُصَمَّد - بالتشديد - أَيْ: مَقْصود.

وتَصَمَّدَ رأْسَه بالعصا: عَمَد لمُعْظَمه.

وصَمَده بالعَصا صَمْدًا، إِذا ضربه بها.

ومن هنا؛ فإن الصَّمَد، الذي هو عَلَم على الله - تعالى - تعني أن الله - تعالى - مقصود في الشدائد، وقضاء الحوائج، ودفع الضر، وجلب الخير، وكلُّ مدلولات الكلمة لُغويًّا ترجعنا إلى هذا المعنى الأساسي، الذي هو اللجوء إلى الرحمن الرحيم.

وجاء في "لسان العرب": صَمَّدَ فلان رأْسه تَصْميدًا: وذلك إِذا لف رأْسه بخرقة، أَو ثوب، أَو مِنْديلٍ، ما خلا العمامةَ، وهي الصِّمادُ.

والصِّمادُ: عِفاصُ القارورة، وقد صَمَدَها يَصْمِدُها، ابن الأَعرابي: الصِّمادُ سِدادُ القارُورة، وقال الليث: الصمادَةُ عِفاص القارورة.

وأَصْمَدَ إِليه الأَمَر: أَسْنَدَه (ومن هنا إذا أردت أن تحل مشاكلك، فأسند أمرك إلى الله تعالى)، والصَّمَد - بالتحريك -: السَّيِّدُ المُطاع الذي لا يُقْضى دونه أَمر، وقيل: الذي يُصْمَدُ إِليه في الحوائج؛ أَي: يُقْصَدُ؛ قال:

أَلاَ بَكَّرَ النَّاعِي بِخَيْرَيْ بَنِي  أَسَدْ        بِعَمْرِو بْنِ مَسْعُودٍ وَبِالسَّيِّدِ الصَّمَدْ
 

ويروى: بِخَيْرِ بني أَسد، وأَنشد الجوهري:

عَلَوْتُهُ   بِحُسَامٍ    ثُمَّ    قُلْتُ    لَهُ        خُذْهَا حُذَيْفُ فَأَنْتَ السَّيِّدُ الصَّمَدُ
 

والصّمَد: من صفاته - تعالى وتقدَّس - لأَنه أُصْمِدَتْ إِليه الأُمور، فلم يَقْضِ فيها غيرُه؛ وقيل: هو المُصْمَتُ الذي لا جَوْفَ له، وهذا لا يجوز على الله - عز وجل.

والمُصْمَدُ لغة في المُصْمَت، وهو الذي لا جَوف له، وقيل: الصَّمد الذي لا يَطْعَم، وقيل: الصمد: السيِّد الذي ينتهي إِليه السُّؤدَد، وقيل: الصمد: السيد الذي قد انتهى سُؤدَدُه، قال الأَزهري: أَما الله - تعالى - فلا نهاية لسُؤدَدِه؛ لأَن سُؤدَدَه غير مَحْدود.

وبهذا نقف إلى نتيجة عظيمة، تتمثل في أن أي اسم من أسماء الله - تعالى - يشير إشارة شاملة وكاملة إلى عزة الخالق وقدرته غير المتناهية – سبحانه.

وقيل: الصمد: الدائم الباقي بعد فناء خَلقه، وقيل: هو الذي يُصمَد إِليه الأَمر فلا يُقْضَى دونه، وهو من الرجال الذي ليس فوقه أَحد، وقيل: الصمد: الذي صَمَد إِليه كل شيء؛ أَي: الذي خَلق الأَشياءَ كلها، لا يَسْتَغْني عنه شيء، وكلها دالٌّ على وحدانيته.

وروي عن عمر أَنه قال: أَيها الناس، إِيَّاكم وتَعَلُّمَ الأَنساب والطَّعْن فيها، فوَالذي نفسُ محمد بيده، لو قلت: لا يخرج من هذا الباب إِلا صَمَدٌ، ما خرج إِلا أَقَلُّكم، وقيل: الصَّمَد هو الذي انتهى في سَؤْدَدِه، والذي يُقْصَد في الحوائج، وقال أَبو عمرو: الصمد من الرجال الذي لا يَعْطَشُ ولا يَجوع في الحرب، وأَنشد:

وَسَارِيَةٍ    فَوْقَهَا    أَسْوَدٌ        بِكَفِّ سَبَنْتَى ذَفِيفٍ صَمَدْ
 

قال: السارية: الجبل المُرْتَفِعُ، الذاهبُ في السماء كأَنه عمود، والأَسود: العَلَم بِكَفِّ رجل جَرِيء، والصمَد: الرَّفَيعُ من كل شيء.

والصَّمْدُ المَكانُ الغليظ المرتفع من الأَرض، لا يبلغ أَن يكون جبلاً، وجمعه أَصْمادٌ وصِماد؛ قال أَبو النجم:

يُغَادِرُ الصَّمْدَ كَظَهْرِ الأَجْزَلِ

والمُصَمَّدُ: الصُّلْب الذي ليس فيه خَوَر.

أَبو خيرة: الصَّمْد والصِّماد: ما دَقَّ من غلظ الجبل وتواضَعَ واطْمأَنَّ ونَبَتَ فيه الشجر.

وقال أَبو عمرو: الصَّمْدُ: الشديد من الأَرض.

بناءٌ مُصْمَدٌ؛ أَي: مُعَلّى، ويقال لما أَشرَفَ من الأَرض الصَّمْدُ، بإِسكان الميم.

ورَوْضاتُ بني عُقَيْل يقال لها الصِّمادُ والربابُ.

والصَّمْدَة والصُّمْدة: صَخْرة راسية في الأَرض، مُسْتَوِيَةٌ بِمَتْنِ الأَرض، وربما ارتفعت شيئًا، قال:

مُخَالِفُ صُمْدَةٍ وَقَرِينُ أُخْرَى        تَجُرُّ عَلَيْهِ  حَاصِبَهَا  الشَّمَالُ
 

وناقة صَمْدَة وصَمَدة: حُمِلَ عليها قلم تَلْقَحْ؛ الفتح عن كراع.

ويقال: ناقة مِصْمادٌ، وهي الباقية على القُرِّ والجَدْبِ، الدائمةُ الرِّسْلِ؛ ونوقٌ مَصامِدُ ومَصامِيدُ، قال الأَغلب:

بَيْنَ طَرِيِّ سَمَكٍ وَمَالِحِ        وَلُقَّحٍ  مَصَامِدٍ  مَجَالِحِ
 

والصَّمْدُ: ماء للرباب، وهو في شاكلةٍ في شقِّ ضَرِيَّة الجنوبيِّ.

وفي الختام نصل إلى خلاصة مفادها: أن اللغة العربية بحر لا ساحل له، وأن القرآن الكريم نزل بها لقوله – تعالى -: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: 2].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة