• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

التِّيه والتَّوه، وما بينهما (من موجبات تقويم اللسان)

د. عبدالرزاق مرزوكَ


تاريخ الإضافة: 16/4/2009 ميلادي - 20/4/1430 هجري

الزيارات: 33847

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تقديم:
الحمد لله الذي أتْقن كلَّ شيءٍ خلَقَه، والصَّلاة والسَّلام على مَن أوتيَ جِماع الكلام وألقه، وعلى آله وصحبه الراشدين، ومَن سار على نَهجهم إلى يوم الدين.

شرط الكتابة المُفيدة إقامةُ الكلام على سنن السَّلامة والإتْقان، وذلك بتقْويم اليد واللسان؛ حذرًا من المعاطب المفْسِدة للعبارات والمقاصد.

فإن أصاب المتكلِّم أو الكاتب، ووافق سَنَن اللِّسان العربي الفصيح، أفاد القارئَ أو السامع، ونفعَه نفعًا يتعدَّاه إلى سواه، فيبقى أصل الاستعمال على حالِه الأوَّل فصيحًا سليمًا على تعدُّد المتلقِّين والقارئين، وطول العهْد بمخرج السَّلامة الأوَّل.

وإن أَخْطَأ المتكلم أو الكاتب، وخالف سنَّة الفصاحة، أضلَّ القارئ أو السامع تضليلاً يتعدَّاه إلى سواه، فيشيع الخطأ شيوعَ العدوى الكاسحة، ثم يتعذَّر ردُّ ما شرد، وإصلاح ما فسد، كما يتعذَّر إطفاء حريقٍ سرى في هشيم مترامٍ بخرطوم ماء.

لذا وجب الانتِباه والتَّنبيه، وحسْم مادَّة الدَّاء الأولى بحِمْية ناجعة، تصون مخرج الكلام الأول، فربَّ انتباه لحظة أورث سلامة الأبد.

التِّيه والتَّوْه والتَّيْه.. وما بينهما:
ومن الكلِمات المشتهرات، ذات الدلالات الغامضات في استعمال المتكلِّمين والكاتبين، ممَّا شاع تبديله، ويلزم تعديله: التِّيه - بكسر المثناة المشدَّدة - وهو الهلاك، والتَّيْه - بفتحها - وهو الكِبْر، والمعْنى الأوَّل أكثر ورودًا وذيوعًا، وذاع معه استِعْمال كلا المصدرين في الدلالة عليه، وهو خطأ لاختِلافهما وزنًا ومعنًى.

وهذا بيان ما وجدتُ من الفروق بيْنهما، اختصرتُه من "لسان العرب"، للعلاَّمة ابن منظور، و "القاموس المحيط"، للإمام الفيروزآبادي (توه):
فالتِّيهُ - والتَّوْهُ لغة فيه -: الهلاك.
ويقال: تَاهَ يَتُوهُ، ويَتِيهُ تَوْهًا: إذا هلك.
وتَوَّهَ نفسه: أهلكها، وما أَتْوَهَه: ما أهلكه.
والتَّيْهاء: الأرض التي لا يُهتدى فيها، والمَضِلَّة الواسعة التي لا أعلامَ فيها ولا جبال ولا إكام، والتِّيه: المَفازة يُتاه فيها، والجمع: أَتْياه وأَتاويه.
ومنه قولُه - تعالى - عن بني إسرائيل: {أَرْبَعِينَ سَنَةً يَتِيهُونَ فِي الأَرْضِ} [المائدة: 26].
قال الحافظ ابن كثير: "فوقعوا في التيه: يسيرون دائمًا، لا يهتدون للخروج منه"[1].
أمَّا التَّيْهُ - بفتح التاء المشدَّدة -: فهو الكِبْر والصَّلَف.
ويقال: تَاهَ يَتِيهُ تَيْهًا: إذا تكبَّر.
ورجل تَائِه وتَيَّاه وتَيَّهان - بفتح الياء المشدَّدة - وتَيْهان وتَيِّهان: إذا كان جسورًا يركب رأسه في الأمور.

الخلاصة:
1 - التَّيْه والتِّيه - بفتح التَّاء المشدَّدة وكسْرِها -: صحيحانِ في معنى الهلاك، والذَّهاب، والحيرة، والضلال.
2 - لا يصحُّ في معنى الكِبْر إلا التَّيْه - بفتح التاء المشدَّدة.
3 - وفي الوصْف يصحُّ (التَّائه) في الضَّالِّ والمتكبِّر معًا، ومثله يحكمه السياق.
والله أعلم.
وصلَّى الله على نبيِّنا محمَّد وآله وصحبِه وسلَّم.

ــــــــــــــــــ

[1]      تفسير القرآن العظيم: 3 / 79. 
 

 





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- شكر وتقدير
المهدي بن زوية - المغرب 13-07-2009 02:57 PM

الحمد لله الذى علم الانسان ما لم يعلم وأكرم نبيه الامي باعجاز البيان، الذى أفحم الناطقين بما يوحى إليه من القرآن والعرفان، وصلوات الله سبحانه على أكرم المرسلين سيد الانبياء والصديقين، سيدنا ومولانا محمد وآله الطاهرين وأصحابه الأكرمين وأزواجه المنزهان من الرجس أمهات المؤمنين، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد
فيقال في كلام العرب: غربت الكلمة غرابة - إذا غمضت وخفيت معنى، وغرب الرجل يغرب غربا - إذا ذهب الرجل وبعد. فقال أبو سليمان محمد الخطابي في شرح معنى الغريب واشتقاقه أن الغريب من الكلام إنما هو الغامض البعيد من الفهم كالغريب من الناس، وقال، إن الغريب من الكلام يستعمل على وجهين " أحدهما أن يراد أنه بعيد المعنى غامضه لا يتناوله الفهم إلا عن بعد ومعاناة فكر، والوجه الاخر أن يراد به كلام من بعدت به الدار ونأى به المحلل من شواذ قبائل العرب، فإذا وقعت الكلمة من لغاتهم استغربناها.
جزى الله خيرا شيخنا الحبيب مرزوق على الفصاحة والبيان وثر الله من أمثالك ونفع الله بك
ولله در الشافعي حين قال : أهل اللغة جن الإنس يبصرون مالا يبصر غيرهم.

1- حتى لا نتيه
محمد صالح - المغرب 23-06-2009 04:35 AM

والله لقد عظم الخطب، وما حالنا مع هذه اللغة إلا كمثل قميص ليلى الناعطية التي مازالت ترقع قميصها حتى صار القميص الرقاعَ، وذهب القميص الأول، فصارت ترقع الخرق، وخرق الخرق، وتحوص الفتق وفتق الفتق.
فنسأل الله أن يكثر فينا أمثال الشيخ مرزوك، ولقد هممت أن أتتبع مثل هذه الزلقات، فلم أفعل، وكدت، وليتني....

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة