• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

قضايا لغوية قديمة معاصرة (2)

قضايا لغوية قديمة معاصرة (2)
د. أحمد عيد عبدالفتاح حسن


تاريخ الإضافة: 2/4/2012 ميلادي - 10/5/1433 هجري

الزيارات: 10399

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

2- (هُوَّ وهِيَّ) بتشديد الواو والياء مفتوحتين

يَدور هذا النُّطق على ألسنة كثيرٍ من الناطقين المُعاصرين في حديثهم العامِّي؛ إذْ نسمعهم يقولون: هُوَّ جاء، هُوَّ أخذ، وهِيَّ فعلت هذا، وهِيَّ ذهبت، بتشديد الواو والياء مع فتحهما.

 

وبِتتبُّع هذا النُّطق تَبَيَّنَ أنَّهُ ليس ببعيدٍ عن العربية؛ بل له أصلٌ لغويٌّ قديم، يَضْرب في أعماق التاريخ اللُّغويِّ، فيمتد إلى حيٍّ من أحياء العرب، وهو (هَمْدان)، دائرًا على ألسنة العرب أفراده.

 

وكانت ديارهم باليمن من شَرْقِيِّهِ، ولمَّا جاء الإسلام تَفَرَّقَ من تَفَرَّقَ منهم، وبَقِيَ من بَقِيَ.

 

وهذا الحيُّ من قبيلة كَهْلان - التي ينتهي نسبُها إلى يَعْرب بن قحطان - أصل عرب اليمن، وهو من العرب العاربة.

 

وقد حكى هذه اللهجة عنهم نحويُّو الكوفة، وفي مقدمتهم الإمام الكسائي الذي يرى أنَّ هذه اللهجةَ أصل اللهجات الواردة في هذين الضميرين؛ فقد قال - فيما يَحْكيه عنه صاحبُ اللِّسان -: (هِيَ) بفتح الياء أصلها أنْ تكون على ثلاثة أحرف، مثل: أنت، فيقال: هِيَّ فعلت ذلك - بتشديد الياء - وهي لهجة هَمْدَان، ومن في تلك النَّاحية، وكذلك قال في (هُوَ) - بفتح الواو.

 

وأيَّده في ذلك العلاَّمةُ ابنُ مالك، الَّذي سلَّمَتْه العربيَّةُ مفاتيحَ خزائنها النَّحْوية والصرفيَّة في عصره، فأجازَ أن يكون الأصلُ فيهما التَّشديد، كما يقول هَمْدان، ثم خُفِّفَا بحذف الحرف الساكن، وتركت حركة الحرف الثاني على حالها مُشعِرةً بالأصل.

 

وجعل ابنُ يَعِيش سببَ تشديد الواو في (هُوَّ) كراهيةَ وقوع الواو طرَفًا، وقبْلَها ضمَّة، وفَسَّرَ تشديد الياء مِن (هِيَّ) بأنَّه مُبالَغةٌ في تقوية الاسم المضمر، وليصير على أبنية الظَّاهر.

 

ومن العلماء مَن قال: الاسم إذا كان على حرفَيْن فهو ناقص، قد ذهب منه حرفٌ، فإنْ عُرِفَ تثنيتُهُ وجمعُهُ وتصغيرُهُ وتصريفُهُ، عُرِفَ الناقص منه، وإن لم يُصَغَّر، ولم يُصرَّف، ولم يُعرف له اشتقاقٌ، زِيدَ فيه مِثلُ آخرِه، فتقول: هُوَّ أخوك، وهِيَّ أختك - بتشديد الواو والياء - فزادوا مع الواو واوًا، ومع الياء ياءً.

 

ومن الشَّواهد الشعريَّة الواردة بهذه اللَّهجة قولُ الشاعر:

أَلاَ هِيْ أَلاَ هِيَّ فَدَعْها فَإِنَّما
تُمَنِّيكَ مَا لاَ تَسْتَطِيعُ غُرُورُ

 

وقول أبي خراش الهذلي:

تَخَطَّاهُ الْحُتُوفُ فَهُوَّ جَوْنٌ
كِنَازُ اللَّحْمِ فَائِلُهُ رَدِيدُ

الجَوْنُ: حمار الوحش، وكِنَازُ اللحم: صُلْبه، والفائل: اللحم الذي على خُرْب الوَرِك، والخُرْبُ: ثُقْبُ رأس الوَرِك، ورديد: مجتمع بعضه على بعض.

 

وقول الآخر:

وَإِنَّ لِسَانِي شُهْدَةٌ يُشْتَفَى بِهَا
وَهُوَّ عَلَى مَنْ صَبَّهُ اللهُ عَلْقَمُ

 

وإثر ذلك؛ نُقَرِّر أنَّ هذا النطقَ الفاشيَ على لساني ولسانك في اللغة العاميَّة ليس ببعيدٍ عن العربية؛ بل هو لهجةٌ من لهجاتها الفصيحة القديمة، حكاها علماءُ الكوفة، وسمعها الكسائيُّ إمامُهُم في القراءة والنحو عن هؤلاء العرب المذكورين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة