• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

التعريب ضرورة لمواجهة السيطرة الفكرية الموجهة في ظل العولمة

د. عبدالفتاح مصطفى


تاريخ الإضافة: 12/6/2011 ميلادي - 10/7/1432 هجري

الزيارات: 9916

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تواجِه حركة التعريب تعثُّرًا ومُعارضة شديدة من قِبَل كثيرٍ من الأكاديميين، بل مِن بعض الرُّواد الثقافيين أيضًا، وهناك صِلة وثيقة بين هذا التخاذل الأكاديمي في شأْن اللغة العربية، وآفة التلقِّي السلبي التي تسود طُرق تعليمنا، فما الذي يمنع من أنْ يتمَّ التدريس باللغة الأم؛ لترسيخ الفَهم وتأصيل المفاهيم، ويستكمل الطالب بنفسه معرفته من خلال المراجع الأجنبيَّة؛ ليجمع بذلك بين الْحُسنيين، ولا شكَّ أن ضرورة التعريب أمرٌ يفرضه منطقُ الأمور في عصر انفجار المعرفة التي لا يُمكن حصرُها فيما يُلقنه المدرِّس في قاعات الدَّرْس، أو يُودعه بمذكراته المطبوعة، يهدي الدكتور "نبيل علي" تحيَّاته إلى رُواد تعريب التعليم من السوريين، وإلى الأطباء السوريين الذين تلقَّوا تعليمهم الجامعي باللغة العربيَّة، والذين تفوَّقوا على كثيرٍ من أقرانهم العرب ممن تلقَّوا تعليمهم باللغات الأجنبية، وذلك في الاختبارات التي عليهم اجتيازُها للامتحان بالدراسات العليا في الجامعات الأوروبية والأمريكية.

 

ومن المتوقَّع بعد العولَمة أن تحدثَ فجوةٌ حادَّة بين اللغة العربية ولغات العالَم المتقدِّم؛ فجوة في التنظير، فجوة في المعاجم، فجوة في تعليم اللغة وتعلُّمها، فجوة في استخدام اللعة وتوثيقها، وفجوة في معالجة اللغة وترجمتها آليًّا، ورُبَّما يؤدي ذلك إلى انتكاس نُظم التعليم والارتداد إلى اللغات الأجنبية التي تسابق عهْدنا.

 

ومن المتوقَّع أن ندفعَ كلفة باهظة لرسوم الملكية الفكريَّة فيما يخصُّ الفهرسة وتعريب برامج الكمبيوتر، وترجمة الكتب العلميَّة.

 

وستتفاقَم تبعيَّتنا الفكرية والإبداعية والتكنولوجيَّة من المعمار حتى النقد الأدبي، ومن مناهج التربية، حتى تعريب البرامج، وتطوير برامجنا التعليمية والترفيهيَّة.

 

العلم في الغرب طابع الحياة اليومية، يرضعه الطفلُ مع حليب أُمِّه، ويتلقَّاه في البيت، والشارع، والملعب، والملهى، والصحافة اليوميَّة؛ نتيجة لحركات الترجمة في كلِّ الدول الأوروبية، وفي الغرب نجدُ رجالَ العلم والأدب والصحافة والسياسة، ورجال التجارة والصناعة والفلاحة والأعمال الحرَّة، ورَبَّات البيوت، نجد كلاًّ من هؤلاء له من العلم المعاصر نصيبٌ يتلقاه في الكتب المترجَمة المبسطة، والنشرات والصحف والإذاعة والتلفزيون، بلغات خُبراء عارفين يفهمون ما يقولون.

 

أحدثُ الابتكارات العلمية والتكنولوجية نجدُ الحديث عنها وعمَّا يُنتظر مِن أثرٍ لها على لسان العام والخاص؛ نتيجة الاهتمام بالترجمة، وأصبح من قِيَم الحياة في العالَم المتقدِّم أنَّ المرءَ المثقَّف ينبغي أن يكونَ مُلِمًّا بما يجري في حقول العلم من مستجدات نظرية وتطبيقية، ينقلها إليه المترجمون من لغات أخرى إلى لُغته، وأهم من هذا كلِّه أنَّ العالَم المتقدِّم يعيش عصرَ صراعٍ من أجْل الحياة، أداته النافذة الغالبة هي العلم، ومن أجْل ذلك صارَ العلمُ في أوروبا - كالماء والهواء والغذاء - ضرورة من ضروريات الحياة، ورُكنًا من أركانها الهامَّة، وسلاحًا من أسلحتها الماضية.

 

إنَّ إسرائيل تستخدم اللغة العبريَّة في جميع المجالات العلمية، وتنقل إليها جميع العلوم، وتأتي إسرائيل في المرتبة الثانية بعد الدانمارك في معدَّل نشْر الكتب بالنسبة لعدد السكان، وذلك علاوة على حركة ترجمة هائلة إلى العبريَّة من الإنجليزية والروسية، والألمانية والفرنسية، والإسبانية والبولندية، والعربية بالطبع، وتُولِي إسرائيل اهتمامًا بالغًا خاصًّا بالترجمة الآلية، وتُبدي اهتمامًا خاصًّا بتطبيقات المعالجة الآليَّة للغات الإنسانية بواسطة الكمبيوتر، وعلى رأْسها العبرية، ويأتي على قائمة هذه التطبيقات نُظم الترجمة الآلية، ووصَل الأمرُ إلى حدِّ أنْ تقدَّمَتْ إسرائيل إلى منظمة الوحدة الأوروبية؛ لتطوير نُظم الترجمة الآلية من لغات دول السوق المشتركة إلى العبريَّة لا العربيَّة، وهي يُمكن أن تستغلَّ في تنفيذ مُخَططها هذا العربَ الفلسطينيين المقيمين داخل إسرائيل.

 

يقول الدكتور نبيل علي: "ما تلك الأرقام الهزليَّة للغاية لإنتاجنا في مجال الترجمة مع كوننا مستوردين للعلم أصلاً لا منتجين له؟ فإجمالي ما يترجمه العالَم العربي سنويًّا في حدود 200 كتاب، أقل من خُمس ما تترجمه اليونان، والإجمالي التراكمي لكلِّ ما ترجمناه منذ عصر المأمون إلى الآن في حدود 10000 عشرة آلاف كتاب، وهو يساوي ما تترجمه إسبانيا في عامٍ واحد".

 

وتترجم مصر - أكثر الدول العربية مكانة بإمكانيات المترجمين -  مائةَ كتابٍ في العام، مقابل 25 ألف كتاب يترجمها اليونانيون، و18 ألف كتاب يترجمها الأتراك، وتترجم مصر كتابًا واحدًا مقابل 1700 كتاب يترجمها اليابانيون، وهل ثَمَّة صلة بين هذا الانكماش المعرض في نقْل فكر الآخرين، بعد أنْ عجَزْنا نحن عن إنتاجه وبين غياب حرية الفكر لَدَينا، ولا يَسعني القول سوى: صَدِّق أو لا تُصَدِّق!

 

• المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم، قامَ به مستشرق ألماني.

 

• والمعجم المفهرس للأحاديث النبوية، قام به مستشرق فرنسي، وترجمة ألفاظ القرآن الكريم إلى الفرنسيَّة قامَ بها مستشرق فرنسي.

 

وهناك مركز للدراسات الشرقية في "بطرسبورج" "ليننجراد سابقًا"، يقوم بدراسة وبحث علاقة النصِّ القرآني بالشعر الجاهلي.

 

سوريا وتعريب العلوم:

وقد تَمَّ تعريبُ الكثير من الكتب الطبية في جامعة "دمشق" على أيدي بعض عباقرة اللغة العربيَّة من الأطباء، أمثال: الدكاترة حمدي خياط، مرشد خاطر، والكواكبي، وحسني سبح، ولا شكَّ أنَّ الْجُهد العظيم الذي قاموا به من أجْل اختيار المصطلحات الطبيَّة من دور اللغة العربيَّة؛ لتواكب المصطلحات العصرية الحديثة، ومن كُتب ومَخطوطات الأطباء العرب، أمثال: الرازي، وابن سينا، والزهراوي، وابن النفيس، إضافة للمصطلحات العلمية الثابتة والمتعارَف عليها؛ حيث أُبْقِيَتْ كما هي، وهي قليلة.

 

والملاحَظ أنَّ هذه المصطلحات العربية اشتُقتْ بالدرجة الأولى من القرآن الكريم المليء بالكثير من الأمور الصحيَّة والطبية، وقسم اشْتُقَّ من المخطوطات الطبية العربية، والقسم الباقي من قواميس اللغة، مثل: لسان العرب، والقاموس المحيط، ومختار الصحاح، والمصباح المنير، وجميعها أقرَّها مَجمع اللغة العربية.

 

وفي العالَم العربي ما يزيد على 40 كلية طب، وتُدَرِّس الطب بلغات مختلفة، منها: 220 كلية تدرس باللغة الأجنبية في مصر، والسودان، والعراق، والسعودية، والأردن، وليبيا، والكويت، واليمن، والإمارات، وثلاث كليات تدرس بالعربية في سوريا، وواحدة تدرس باللغة الإنجليزية والفرنسية وهي لبنان، و5 كليات تدرس بالفرنسيَّة في الجزائر والمغرب وتونس، وواحدة بالإيطالية وهي الصومال.

 

الترجمة همزة الوصْل بين الثقافات والحضارات، وأعظم الوسائل للتواصُل بين الثقافات، لقد أصبحَ التعريب موقفًا مضادًّا للسيطرة الفكرية التي تقوم بها العولَمة الموجَّهة، وأنَّ قضيَّة الترجمة واستخدام اللغة العربية - لتعليم الهندسة والطب والمواد العلمية - قضيَّة من قضايا الأمة العربية مع بداية القرن الحادي والعشرين.

 

إنَّ اتصالنا بالحضارة الغربية، وَسعينا إلى تعريب ما نستطيع، أمرٌ تفرضه الضرورة؛ وذلك لحاجتنا إلى العلم والتكنولوجيا، ولا سيَّما أنَّ سِمَة العصر السرعة والتقدُّم في كلِّ المجالات، ولا خلاف اليوم على أنَّ اللغة العربية هي أقوى عوامل الوحدة والتضامُن، وأنها من أغْنَى اللغات وأوسعها اشتقاقًا وأوفرها تعبيرًا، وقد حقَّقتْ عملية التعريب في سوريا حالة من الاستقرار، وإنْ لَم تحقِّق جميع الآمال المعلَّقة عليها؛ يقول العقاد: "في حروف وألفاظ العربية واشتقاقاتها من كمال ومرونة، ما يصعدان بها درجات فوق اللاتينيَّة، إن اللغة العربية تمتلِك طاقات توليديَّة غير مُحددة من الخصب والامتلاء والثراء، والحيوية والفاعلية والخلق، ومن لِينٍ وطَراوة، وجَزَالة ودِقَّة، وسلاسة وعُذوبة، يُمكن أن تمدَّنا بكلِّ ما نحتاجه من مضامين ومعانٍ جديدة لكلِّ فروع التعليم.

 

ولقد نجحتْ دولة الكويت في تشجيع الترجمة إلى العربية بسلسلة عالَم المعرفة، ونشْر الأعمال الإبداعية المؤلَّفة في العلوم الطبيعية والفيزياء والكيمياء، والبيولوجيا والفلك والرياضيات، والمطلوب اليوم إنشاءُ مؤسَّسة عربية مختصة تشرِف على كلِّ أعمال الترجمة في الأقطار العربية كافة، وأنْ تهتمَّ بالترجمة كنشاط يحتاج إلى رعاية وتنسيق، وتخطيط وتنظيم، وغزارة علميَّة عالية؛ لنقْل أحدث المؤلَّفات في مجال العلوم والتكنولوجيا في عصر العولمة والكمبيوتر، ووسائط المعلومات، وهذا أمرٍ تحتِّمه الظروف؛ لكي نواكِبَ ظروف العولَمة وآليَّات السوق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة