• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

امرأة تحب العربية وتحبها العربية

مصعب الخالد البوعليان


تاريخ الإضافة: 1/12/2010 ميلادي - 25/12/1431 هجري

الزيارات: 11423

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

الحمد لله ذي المنَّة، والصَّلاة والسَّلام على رسول هذه الأمَّة، ومَن اقتَفَى أثَرَه وسارَ على السنَّة.

 

وبعدُ:

توطئة:

يقول أحدُهم:

وَإِذَا كَانَتِ النُّفُوسُ كِبَارًا
تَعِبَتْ فِي مُرَادِهَا الأَجْسَامُ

 

ويقول المتنبي:

عَلَى قَدْرِ أَهْلِ العَزْمِ تَأْتِي العَزَائِمُ
وَتَأْتِي عَلَى قَدْرِ الكِرَامِ المَكَارِمُ
وَتَعْظُمُ فِي عَيْنِ الصَّغِيرِ صِغَارُهَا
وَتَصْغُرُ فِي عَيْنِ العَظِيمِ العَظَائِمُ

 

في المجتمع أشخاصٌ لا يجعَلُون من العلم وسيلةً لنيل المال، ولا يقتَصِر التفوُّق العلمي عندَهم على امتِلاك مُعدَّلات جامعيَّة مرتفعة ودروع شرف، بل ينظُرون إلى كلِّ ذلك على أنَّه جزءٌ صغيرٌ جِدًّا من النَّجاح.

 

ويرتَبِط النَّجاح العلمي في أذهانهم بالعمل بهذا العلم، وليس العمل هنا هو (الوظيفة) التي ذُبِح العِلمُ على عتبتها، لكنَّه خِدمَة العِلم، وتحويله إلى جزءٍ مُؤثِّر في واقعهم والبيئة من حولهم، وها هنا مربط الفرس.

 

وبطبيعة الحال، فإنَّ أمثال هؤلاء يُصبِحون كُنُوزًا إنسانيةً، حين يكون فَضاء تفوُّقهم العلمي مُرتَبِطًا بشكلٍ كامِلٍ بهويَّة أمَّتهم الحضاريَّة؛ إذ تُضحِي خدمتهم للعِلم خدمةً لحضارة أمَّتهم، ويا سعد أمَّتنا التي تُعانِي وَيْلات الحُرُوب الحضاريَّة المُختَلِفة بأمثالهم.

 

من هؤلاء امرأةٌ من الأقارب، اختارَتْ في مَسِيرتها الجامعيَّة اللغة العربيَّة عن حبٍّ وقَناعَة بأنها سيِّدة لغات البشريَّة جمعاء، ومضَتْ تسطر صفحات من التفوُّق العلمي والتفوُّق العملي، مُوائِمة بين مهامِّها الدراسيَّة ومهامِّها العمليَّة، ومنتَقِلة من طَوْرِ التعلُّم إلى طَوْرِ التعليم باكِرًا، باذِلَة من وقتها وجُهدِها في سَبِيل العربيَّة.

 

لقد سبحت هذه المرأة عكس التيَّار، وتحدَّت نظرات الناس واستِغرابهم، ووقَفتْ تُعلِن أنها عربيَّة الهويَّة واللسان، لا عربيَّة الهويَّة أجنبيَّة اللسان، وصرَّحت بملء (فيها) بأنَّ تمكين العربيَّة في نفوس الصِّغار لا يتوقَّف على اللغة العاميَّة، بل يتجاوَزه إلى الفُصحَى، حتى صار إخوتها الصِّغار مُتَحدِّثين جيِّدين بالعربيَّة الفَصِيحة، بل أرغمت الكِبار من أهلها على ذلك، وأدخلَتْهم مُرغَمين في دوَّامة تجربة العربيَّة الفصيحة في الأماكن العامَّة؛ إذ رصدت لهم جائزةً ماليَّة نظير اقتصارهم على العربيَّة الفصيحة في نُزهةٍ لهم إلى مدينة الملاهي، وكان لها ما أرادت، فتحدَّثوا العربيَّة الفصيحة، وتخاطَبُوا بها مع مَن حولَهم من الناس، حتى استَثارُوا عجبهم وإعجابهم، وأرغَمُوهم على الحديث معهم بهذه اللغة العظيمة.

 

ولم يَهدَأ لهذه المرأة بالٌ وهي ترى أخاها الصغير يَعُدُّ بالإسبانيَّة، حتى علَّمَتْه العدَّ بالعربيَّة، وجعَلتْ منه متحدِّثًا فصيحًا بها، وكرَّرت الأمر نفسه حينما سمعتْ أمَّه تُلاعِبه بأرجوزةٍ إنجليزيَّة، حفظ منها بِضعَة كلمات، فقامَتْ بترجمة الأرجوزة وتلحينها، ولاعبَتْه بها حتى استقرَّ الأمرُ على الأرجوزة العربيَّة، ونُسِيت الإنجليزية.

 

وليست هذه الأخبار إلاَّ شيئًا ممَّا يُسمَع عنها، وعن عزمها الجبَّار، الذي تفجَّر عن حبٍّ عظيم للعربيَّة، ويقينٍ راسِخٍ بمتانَتِها وقوَّتها وقُدرَتِها على السِّيادة واستِحقاقها للرِّيادة، وإلاَّ فإنَّ مجرَّد الالتِحاف بلحاف الهويَّة العربيَّة ليس كافيًا لخدمتها، وليس شيئًا في بحر الاعتزاز بها.

 

وقبل النِّهاية تحيَّة إلى كلِّ إنسانٍ رابَط على ثُغُور الحِمَى الحضاريَّة لأمَّته، معتزًّا محتسبًا ومُتفائِلاً، وله أقول: كان الماضي لأسلافنا، وسيكون المستقبل لنا - بإذن الله تعالى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- ربي يثبتك ويجعلك الله ذخرا لخدمة دينه
فاطمة العبدالسلام - oman 25/04/2013 08:10 AM

علينا جميعا الاقتداء بهذه والاتجاه الى القرآن الكريم ومن خلاله سنتجه للتحدث بالفصحى

2- تستحق أكثر من الإعجاب و التقدير
د.م / اسماعيل ابو انجاة - مصر 17/01/2012 03:47 AM

بسم الله الرحمن الرحيم؛ يا أخى مصعب الخالد، بوركت و بوركت قريبتك التى تستحق أكثر من الإعجاب والتقدير! تستحق أن نسميها "أم العربية". وتستحق من المسئولين أن يبوؤها منصبا قياديا لتشرف عل النهوض باللغة العربية الفصحى فى جميع مستويات التعليم من الحضانة حتى أعلى مستوى أى ما بعد الجامعى. وأيضا فى شتى الجمعيات الثقافية النسائية. وأرجوك إرسل لى بريد الإلكترونى لأرسل لك فكرة بحث لتعليم الأعاجم تلاوة القرآن الكريم عن طريق تعليمهم (جوهر) اللغة العربية! بزرع ذلك منهجيا فى مداركهم عن طريق التقنيات الحديثة! و هذا هو بريدى راجيا منك توصيله للأستاذة الفاضلة و شكرا. مع العلم أننا بصدد إنشاء موقع لذلك البحث وبه قسم خاص باللغة العربية الفصحى و يشرفنا مشاركتها فيه. aboulnaga1942@yahoo.com

1- اعجاب وتقدير
أبو محمد - المملكة العربية السعودية 20/02/2011 08:29 PM

شكري لقد أسعدتني مقالتك وأوقدت شمعة الأمل في نفسي
بارك الله فيك ونفع بك .
اخوك زيد بن محمد التميمي

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة