• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

العربية صوت القرآن وصورته

أ. د. محمد حسان الطيان


تاريخ الإضافة: 21/9/2010 ميلادي - 13/10/1431 هجري

الزيارات: 10520

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ليست اللغة مجرد رموز أو مواصفات فنية، بل هي أسلوب تفكير ونمط بناء وتثقيف للشخصية الإنسانية، وبقدر ما تكون اللغة دقيقة يكون الفكر دقيقاً والرأي صائباً، فالإنسان عندما يفكر لا يستطيع ذلك إلا إذا وجد مخرجاً لكل فكرة بعبارة يقولها أو يكتبها، وما لم تتحول الفكرة إلى لغة فإنها تموت، ومن هنا فإن زيادة الثروة اللغوية يؤدي إلى زيادة الثروة الفكرية، ومن هنا أيضا كان الخلل في اللغة خللاً في التفكير كما قال الفيلسوف زكي نجيب محمود : "إذا دبّ خلل في اللغة دبّ خلل في التفكير" ذلك أن العلاقة بين اللغة والفكر علاقة جدلية أزلية فلا فكر دون لغة ولا لغة دون فكر .

 

هذا وإن ضعف اللغة أو قوتها معيار تقاس به ثقافة الأمم وحياتها، فالمجتمع الذي تقوى لغته ترقى ثقافته وحياته وفكره. "وكم عز أقوام بعز لغات ".

 

ولغتنا تواجه اليوم حربا ضروسا على مختلف الجبهات، سرا وجهرا..ظاهرا وباطنا..داخلا وخارجا.. وتعضد هذه الحرب تقارير رسمية تصدرها اليونسكو مؤذنة بزوال هذه اللغة وأفول نجمها في هذا القرن الذي سيطيح بنصف لغات الأرض( أي نحو ثلاثة آلاف لغة بينها العربية).

 

ولا ريب أن راية العربية راية منصورة، وأن هذه التقارير ستعود بخيبة الأمل على من صاغها، لأن المولى جل وعلا قد تكفل بحفظ هذه اللغة، أو ليست لغة ذكره الذي قال فيه ﴿ إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ﴾ [الحجر: 9].

 

ولكن هذا النصر الإلهي مرهون بالجهاد في سبيله، وبذل الغالي والنفيس من أجله، إنه مرهون بشروطه التي كتبها ربنا سبحانه بقوله: ﴿ إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ ﴾[محمد: 7].

 

والعربية شعيرة من شعائر الله جل في علاه، ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، وهي إلى هذا الرباط المقدس المتين الذي يشد بعض أبنائها إلى بعض، ويصل مشرق هذه الأمة بمغربها، وحاضرها بماضيها ومستقبلها، وهي هوية الأمة.. ووعاء فكرها.. ووسيلة تواصلها.. وأداة المعرفة فيها.

 

واستهدافها يعطل نمو تفكير الأمة، ويلغي عقلها، ويطمس شخصيتها، ويعبث بثقافتها، ويقطع أوصالها، ويجفف ينابيعها، ويجتث جذورها ويتركها في مهب الريح، ولاسيما أنها لغة العقيدة والقيم والثقافة والحضارة والعلم والتعليم والعبادة.

 

وليست العربية لغة إقليمية تخص بلداً معيناً أو شعباً مخصصاً، بل هي لغة الأمة كل الأمة، ولست أعني الأمة العربية فحسب بل الأمة الإسلامية أجمع لأنها لغة القرآن الكريم.

 

ومن هنا كان لزاما على كل عربي صادق في ولائه، بل على كل مسلم ملتزم بإيمانه، أن يرعى هذه اللغة حق الرعاية، وأن يحفظها ويعنى بها حق الحفظ والعناية، يقول الإمام الزبيدي: "ولم تزل الأئمة من الصحابة الواشدين ومن تلاهم من التابعين يحضّون على تعلم العربية وحفظها والرعاية لمعانيها، إذ هي من الدين بالمكان المعلوم، فبها أنزل الله كتابه المهيمن على سائر كتبه، وبها بلّغ رسوله عليه السلام وظائف طاعته وشرائع أمره ونهيه.".

 

ومن تنكّب عن ذلك ففي عروبته شك، وفي إسلامه نقص، كما يصرح أستاذنا الدكتور مازن المبارك حيث يقول: "وليس مخلصا للإسلام ولا واعيا في خدمة كتاب الله من لم يدعه حبُّه وإخلاصه ووعيه إلى العناية باللغة العربية، إن العربية صوت القرآن وصورته، ولا يطعن فيها أو يفصلها عنه إلا شعوبي".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- اللغة هى الداء و هى الدواء
د.م/اسماعيل بوالنجاه - مصر 12-10-2010 03:14 PM

بسم الله الرحمن الرحيم، نعم راية العربية منصورة إذا نصرناها برعايتها لتقوى على الصمود فى عصر التقنية الرقمية التى تغلغلت فى كافة أنشطتنا و منها تعليم و تعلم اللغة نفسها. فالعربية-افضل اللغات قاطبة- بحالتها الراهنة هى داء عضال لمن يريد أن يتمسك بها فى بيئة لغوية عالمية زاخرة بالتحديات؛ مع أن خصائصها الفريدة بين لغات العالم يمكن أن ترقى بنفسها وبمن يستخدمها إذا ما تم تأهيلها لتتواءم مع التقنيات الرقمية. وحتى لا نسهب فى التفصيلات التخصصية و التى يجب علينا المسرعة بالولوج فيها للحاق بما فاتنا أحيل المهتمين إلى مرجع قيم هو "الفجوة الرقمية: رؤية عربية لمجتمع المعرفة، 2005 د.نبيل على، د.نادية حجازى. عالم المعرفة، الكويت" الآن أرانى - على استحياء - أرجو ذوى الفكر، من مختلف التخصصات والمهن والمشارب، المهتمين بموضوع المحافظة على اللغة العربية بتعليمها عن طريق تعليم تلاوة القرآن الكريم لغير الناطقين بها باستخدام التقنيات الحديثة من صوتيات وتصوير واتصالات؛ أرجوهم الإطلاع على فكرة بحث مذكور تحت إخترنا لك؛
و التعليق عليه مشكورين. بل هم مدعوون للمشاركة.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة