• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

في سبيل تعليم العربية

عبدالعظيم بدران


تاريخ الإضافة: 2/6/2010 ميلادي - 20/6/1431 هجري

الزيارات: 14044

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حُكي أن أعرابيًّا سمع رجلاً يقرأ الآية: ﴿وَأَذَانٌ مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَوْمَ الحَجِّ الأَكْبَرِ أَنَّ اللهَ بَرِيءٌ مِنَ المُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ﴾، فعطف "رسوله" على "المشركين"، فقال: إنْ كان الله بريئًا من رسوله فأنا منه بريء، فلبَّبه الرجل إلى عمر، فحَكى الأعرابيُّ قراءتَه، فعندها أمَرَ عمرُ بتعلُّم العربية؛ (تفسير النسَفِي 1/432، والكشَّاف 2/394).

 

وقال الفقيه أبو الليث - رحمه الله -: اعلَمْ بأن العربية لها فضلٌ على سائر الألْسِنة، فمَن تعلَّمها أو علَّم غيرَه فهو مأجور؛ لأنَّ الله - تعالى - أنزل القرآن بلُغة العرب.

 

وعن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: "مَن تعلَّم الفارسية خَبَّ، ومن خبَّ ذهبَتْ عنه مروءتُه"، يعني لو اقتصر على لسان الفارسية، ولم يتعلم العربية، فإنه يكون أعجميًّا عند مَن يتكلم بالعربية، فذهبت مروءتُه؛ (تفسير حقي 9/480).

 

ويقول الجزائري في "أيسر التفاسير" (4/71) مستنبِطًا من قول الله تعالى: ﴿ وَمِنْ قَبْلِهِ كِتَابُ مُوسَى إِمَامًا وَرَحْمَةً وَهَذَا كِتَابٌ مُصَدِّقٌ لِسَانًا عَرَبِيًّا لِيُنْذِرَ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَبُشْرَى لِلْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأحقاف: 12]: مِن هداية الآيات: وجوبُ تعلُّم العربية لمن أراد أن يحمل رسالة الدعوة المحمدية فيُنْذِرَ ويبشِّر.

 

وعن يحيى بن عتيق قال: قلْتُ للحسَن: يا أبا سعيد، الرجُلُ يتعلم العربية يلتمس بها حُسْنَ المنطق، ويُقيم بها قراءتَه؟ قال: حسنٌ يا ابن أخي، فتعلَّمْها؛ فإن الرجل يقرأ الآية فيَعْيَا بوَجْهها فيهلِك فيها.

 

وعلى الناظر في كتاب الله - تعالى - الكاشف عن أسراره النظَرُ في الكلمة وصيغتها ومحلِّها، ككونِها مبتدأً أو خبرًا، أو فاعلاً أو مفعولاً، أو في مَبادئ الكلام أو في جواب.. إلى غير ذلك.

 

ويجب عليه مراعاةُ أمور؛ أحدها - وهو أول واجب عليه -: أن يفهم معنى ما يُريد أن يُعْرِبه مفْرَدًا أو مركَّبًا قبل الإعراب؛ فإنَّه فَرْعُ المعنى، ولهذا لا يجوز إعراب فواتح السور إذا قلنا بأنها المتشابه الذي استأثر الله بعلمه؛ (الإتقان للسيوطي 1/206).

 

وفي موضع آخر يقول السيوطي: يجوز تفسيره - القرآن - لِمَن كان جامعًا للعلوم التي يَحتاج المفسِّر إليها، وهي خمسةَ عشَرَ عِلمًا:

أحدها: اللغة؛ لأنَّ بها يَعرف شرْحَ مفردات الألفاظ ومدلولاتها بحسب الوضع، قال مجاهد: لا يحل لأحد يؤمن بالله واليوم الآخر أن يتكلم في كتاب الله، إذا لم يكن عالمًا بلغات العرب.

 

وتقدَّم قول الإمام مالك في ذلك، ولا يَكفي في حقِّه معرفةُ اليَسير منها؛ فقد يكون اللفظُ مشتركًا، وهو يعلم أحَدَ المعنيين، والمراد الآخر.

 

الثاني: النحو؛ لأن المعنى يتغير ويختلف باختلاف الإعراب، فلا بُدَّ من اعتباره، أخرج أبو عُبيد عن الحسن: أنه سُئل عن الرجل يتعلم العربية يلتمس بها حسن النطق ويقيم بها قراءته، فقال: حسَنٌ فتعلَّمْها؛ فإن الرجل يقرأ الآية فيَعْيَا بوجهها، فيهلِك فيها.

 

الثالث: التصريف (علم الصَّرْف)؛ لأنَّ به تُعرف الأبنية والصِّيَغ، قال ابن فارس: ومَن فاته علمُه فاته المعْظَم؛ لأنَّ (وجد) مثلاً كلمةٌ مبهَمة، فإذا صرَّفْناها اتضحت بمصادرها.

 

وقال الزمخشري: مِن بِدَعِ التفاسير قولُ مَن قال: إنَّ الإِمامَ في قوله - تعالى -: ﴿ يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ﴾ [الإسراء: 71] جمعُ أُمٍّ، وإنَّ الناس يُدعون يوم القيامة بأمَّهاتهم دُون آبائهم.

قال: وهذا غلط، أوجَبَه جهْلُه بالتَّصريف، فإنَّ أمًّا لا تُجمع على إمام. (الإتقان 1/443).

 

وفي كتابه "تحريم كتابة القرآن الكريم بحروف غير عربية" يقول "صالح علي العود": محاربةُ اللغة العربية هي محاربة لجميع علومها، واحتقارٌ وازدِرَاءٌ لأهلها، وأفكارهم واجتهاداتهم.

 

وقد أجمع العلماءُ - قديمًا وحديثًا - على وجوب تعلُّم العربية؛ لأنَّ ما لا يتمُّ الواجب إلا به فهو واجب.

 

ولم يكن الرَّبُّ - سبحانه - عاجزًا عن إنزال القرآن بلغةٍ غير العربية، ومِن هنا ينبعث الحسد والحقْد في صدور الأعداء، ومن هنا - أيضًا - نعتقد أنَّ كلَّ مَن حارب اللغة العربية، فإنما يحارب اللغة التي اختارها الله، ومِن ثَمَّ فهو يتَّهم الله في اختياره! وبالتالي فهو كافر؛ لأنَّه لا يقدِّس الله، ولا يُنَزِّهه عن النقْص، تعالى الله عن ذلك عُلوًّا كبيرًا.

 

لكنَّ الكفَّار يُدْرِكون: أنه ما سادت لغة في أمة إلاَّ ساد فِكْرُها، ومتى خضعت أمة لغزْوِ لغةٍ وفكْرها إلاَّ كانت تابعةً مأمورةً، وذلك ما يُخيفُهم؛ (الطبعة الأولى، الناشر: وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد، المملكة العربية السعودية، 1416هـ، ص6).

 

ويقول ابن تيميَّة في "اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم 1/420": اللسان الذي اختاره الله - عزَّ وجلَّ - لسانُ العرب، فأنزَلَ به كتابه العزيز، وجعله لسانَ خاتَمِ أنبيائه محمَّدٍ - صلَّى الله عليه وسلَّم .

 

ولهذا نقول: ينبغي لكل أحد يَقدر على تعلُّم العربية أن يتعلَّمَها؛ لأنه اللسان الأَولى بأن يكون مرغوبًا فيه.

 

ويُورد ابنُ الأنباري في "كَنْز العُمَّال" تحت رقم (29510) عن ابن شهاب: أن عمر بن الخطاب كتب إلى أبي موسى الأشعريِّ: أنْ مُرْ مَن قِبَلَك بتعلُّم العربية؛ فإنها تدل على صواب الكلام، ومُرْهم برواية الشِّعر؛ فإنه يدُلُّ على معالي الأخلاق.

 

وفي "مجموع فتاوى ابن تيمية" (2/312): "تعلُّم العربية التي يتوقَّف فَهْمُ القرآن والحديث عليها - فرْضٌ على الكِفاية.

 

وفي موضعٍ آخَرَ يقول: إن تعلُّم العربية وتعليم العربية فرضٌ على الكفاية؛ وكان السَّلف يؤدِّبون أولادهم على اللَّحْن، فنحن مأمورون - أمْرَ إيجاب أو أمر استحباب - أن نَحفظ القانون العربِيَّ؛ ونُصلِحَ الألسُنَ المائلة عنه؛ فيَحفظ لنا طريقةَ فهْمِ الكتاب والسُّنة، والاقتداء بالعرب في خِطابها.

 

فلو تُرِك الناس على لحنهم كان نقصًا وعيبًا؛ فكيف إذا جاء قوم إلى الألسنة العربية المستقيمة والأوزان القويمة، فأفسدوها بمثل هذه المفرَدات والأوزان المفسِدة للسان، الناقلةِ عن العربية العرباء إلى أنواعِ الهَذَيان؟!"؛ (مجموع فتاوى ابن تيمية 8/343).

 

وبعدُ، فلعلَّ هذه الكلمات تُضِيء طريقَنا الممدود الذي لا بدَّ من سلوكه؛ لبلوغ العزَّة والكرامة، وإلا فقَدْنا حلقةً جوهريةً في تواصلنا مع شعوب أمتنا، وألجَأْناهم إلى وسائط اللغات والوكالات والإذاعات والترجمات؛ ليتعرَّفوا على دينهم وعلى أخبار أُمَّتهم، وفي هذا ما فيه من الخطورة البالغة التي لا يعلم مداها إلا الله سبحانه.

 

ولعلِّي أسوق في هذا بعْضَ أبياتٍ، فأقول:

هَذِي الْجُمُوعُ غَدًا سَتَدْعَمُ أَمْنَنَا
لَوْ لَمْ نُسَلِّمْهُمْ لِكُفْرٍ يُفْسِدُ
وَإِذَا تَغَافَلْنَا عَنِ الْأَمْرِ الَّذِي
جَاءَ الْكِتَابُ بِهِ وَجَاءَ الْمُرْشِدُ
الْمُسْلِمُونَ مِثَالُهُمْ بَيْتُ الْهُدَى
يَشْتَدُّ كَالْبُنْيَانِ لاَ يَتَبَدَّدُ
هَذِي مَلاَيِينٌ سَنُسْأَلُ عَنْهُمُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَأْتِي الْمَوْعِدُ
إِنَّ السَّبِيلَ طَويلَةٌ لَكِنَّمَا
لاَ بُدَّ مِمَّنْ يَبْتَدِي وَيُمَهِّدُ
وَالْأَجْرُ فِي قَدْرِ الْمَشَقَّةِ وَالْعَنَا
لَيْسَ التَّوَانِي بِالْكِرَامِ يُمَجِّدُ

 

اللهم وفِّقْنا لدَعْم كلِّ ما مِن شأنه أن يمكِّن لدينك في الأرض ويُعِزَّ أمَّتَنا، آمين.

 

والحمد لله أوَّلاً وآخِرًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- التقنيات الحديثة و إتقان اللغة العربية
د.م/اسماعيل بوالنجاه - مصر 13-10-2010 12:01 PM

بسم الله الرحمن الرحيم، لا يوجد أهم من أن يتعلم أهل اللغة العربية لغتهم، قبل تعليمها للناطقين بغيرها.
و قد أجتاحت التقنيات الرقميةكل مناحى الحياة الآن. و لا مناص من استخدامها فى تعلم و تعليم العربية، وإلا ستتسع الفجوة بين ما نحن فيه و ما نريد تحقيقه.
طبعا ذلك يستلزم رفع الوعى بتلك المفاهيم و ما له علاقة بالعملية التعليمية بالكامل، حتى لا نأخذ جزء و نترك جزء، فلا يتحقق الهدف و تتشتت الجهود. الجهود المتشعبة التى نحن فى حاجة ماسة لتجميعها لتعطى المحصلة المرجوة فى تغير المناهج، و تأهيل المدرسين، والأساليب التربوية، وإعداد وسائل الإيضاح و طرق التدريس داخل قاعات الدرس النظرى و فى المختبرات، و مراعاة الجوانب النفسية للأفراد
...و غير ذلك الكثير و أصعبها تغيير الفكر والصورة الذهنية لدى المجتمع الأكاديمى بأن اللغة علم له أصوله مثله مثل باقى العلوم البحتة ، بعد ذلك له تطبيقاته مثل باقى العلوم البحتة الذى لكل منه تطبيقاته الخاصة.
لا أريد الدخول فى التفصيلات المحتم على اللغة العربية أن تخوضها لتصمد فى بيئة لغوية عالمية زاخرة بالتحديات. ولنحمد الله العلى القدير الذى تعهد بحفظ القرآن الكريم المنزل باللغة العربية، ففيه حفظها أيضا بإذن الله. لكن علينا أن نعمل جاهدين لذلك، كل على قدر طاقته و بتوفيق الله.
و فى هذا الخصوص توجد فكرة بحث منشورة فى الألوكة الغراء معنونة "تيسير تلاوة القرآن الكريم للناطقين بغير اللغة العربية" باستخدام التقنيات الحديثة و علم الصوتيات، تؤدى فى النهاية إلى تعلم الفصحى ،و معرفة كيفية تلاوة القرآن الكريم كما أنزل، واستيعاب جرسه، بالإضافة إلى فهم معانيه

2- استدراك على التعليق
طارق - مصر 05-07-2010 03:36 AM

بالنسبة لملحوظة عدم جواز نفي العجز عن الله فإني أخطأت وأرجع عما قلته في تعليقي السابق فإني وجدت نصوصا عن أهل السنة تبين وجه الحق الذي غفلتُ عنه في جواز ما جاء في مقالة كاتب المقال. وفي كل يوم يتعلم المرء ما لم يعلم والحمد لله

1- شكر وثناء وملحوظة
طارق - مصر 01-07-2010 04:08 PM

"ولم يكن الرَّبُّ - سبحانه - عاجزًا عن إنزال القرآن بلغةٍ غير العربية، ومِن هنا ينبعث الحسد والحقْد في صدور الأعداء، ومن هنا - أيضًا - "نعتقد أنَّ كلَّ" مَن حارب اللغة العربية، فإنما يحارب اللغة التي اختارها الله، ومِن ثَمَّ فهو يتَّهم الله في اختياره! وبالتالي فهو كافر؛ لأنَّه لا يقدِّس الله، ولا يُنَزِّهه عن النقْص، تعالى الله عن ذلك عُلوًّا كبيرًا."

جزى الله الكاتب خيرا، لكني أعتقد أنه أخطأ في الحكم على كل من حارب العربية بالكفر، فليس كل من حارب العربية مدركا لخطورة فعله بل كثير منهم منخدع، فلا يجوز التعميم في الحكم بالكفر على من ينظر إلى العربية على أنها صعبة أو لا تواكب العصر أو قصرها على البحث العلمي وأرجو من الكاتب أن يدرك معنى التكفير وخطورته ولفظة "كل" خطيرة الأثر. فهلا استخدم "جل" أو "كثير".
كما أن من الأفضل تقرير أن الله اختار العربية كما فعل الإمام ابن تيمية، بدلا من نفي العجز عن الله فإن نفي النقص أقل دلالة عند أهل السنة من الإثبات، فلا يقال في وصف الله: ليس بكذا وليس بكذا...بل يقال كما جاء في القرآن والسنة. وهذا أدب مع الله وليس كمثله شيء. والله أعلم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة