• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / فن الكتابة


علامة باركود

عشرون وصية في الكتابة الأدبية (3)

عشرون وصية في الكتابة الأدبية (3)
أ. د. زكريا محمد هيبة


تاريخ الإضافة: 11/12/2025 ميلادي - 21/6/1447 هجري

الزيارات: 196

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عشرون وصية في الكتابة الأدبية (3)

 

الوصية الحادية عشرة: اجعل لأسلوبك بصمة لا تُخطئها العين:

اسعَ لأن يكون لك أسلوب يُعرَف بك كما يُعرف الصوت بصاحبه. إنها مهارة كبرى، إذا بلغتَها والتفت إليها قُرَّاؤك فقد حققت غاية الغايات.

 

أتذكَّر تعليق أحد الفلاسفة الأكاديميين على كتاباتي حين قال: إنك تدمج بين الشخصي والعام، وتلك كتابة تدل على فن في الكتابة". يومها ازدان في عيني ما أكتب، وأدركت أن هذه اللمحة قد تكون سمة خاصة بأسلوبي.

 

الأسلوب ليس زخرفة للمعنى، بل هو تجلٍّ لشخصية الكاتب، وامتداد لروحه على الورق، وكما قيل: "أسلوب الرجل قطعة منه".

 

الوصية الثانية عشرة: سرُّ الخلطة الذهبية في الكتابة:

لا أبالغ إن قلت إن الوصفة السحرية للنص البديع تكمن في الموازنة الدقيقة بين ثلاث ركائز:

• التفلسف بمعناه الواسع الذي يمنح النص عمقًا وبُعْدًا فكريًّا.

 

• التجربة الحياتية التي تضخُّه بالحرارة والصدق.

 

• الطرفة أو النادرة التي تضيف إليه الخفة والمتعة.

 

فالاقتصار على الفلسفة يترك النص جافًّا عسير المذاق، والاعتماد على التجارب الحياتية وحدها قد يغرقه في واقع مملٍّ، أما الاستغراق في الطرائف والنوادر فيسلبه وقاره، ويجعله أقرب إلى اللهو منه إلى الأدب.

 

والكاتب الحق هو من يمزج هذه العناصر بميزان ذهبي، فلا تطغى واحدة على الأخرى، بل تتكامل لتصنع نصًّا متوازنًا، عميقًا، وممتعًا في آن واحد.

 

الوصية الثالثة عشرة: اجعل الرفض وقودًا لا قيدًا:

توقَّع أن تُقابل محاولاتك للنشر بالرفض من قبل الجهات المختلفة: مواقع إلكترونية، مجلات وصحف، أو دور نشر. فالرفض ليس نهاية الطريق، بل جزء من مساره الطبيعي.

 

تأمل الكاتب الأمريكي أندرو كونراث الذي ظل اثنتي عشرة سنة يرسل مخطوطاته إلى دور النشر، ليتلقَّى نحو 500 رفض كانت كفيلة بتحويله إلى يائس عظيم، لكنه لم يستسلم، وكانت النتيجة أن تجاوزت مبيعات كُتُبه ثلاثة ملايين نسخة.

 

يقول كونراث: "رفض عملك يخدش كرامتك، هذا عمل تجاري؛ لذا كُن عمليًّا".

 

فالكاتب الحقيقي يدرك أن كل رفض ليس حكمًا على قيمته، بل خطوة أخرى نحو النشر الذي يستحقه نصه.

 

الوصية الرابعة عشرة: تذوَّق نصك كما تحتسي قهوتك:

امنح كتاباتك فرصة للنضج؛ راجعها وتعاهدها بروح المستمتع، لا بروح المريض الذي يتجرَّع جرعات الدواء على مضض. ليكن تعاملك مع نصوصك كتعامل عاشق القهوة معها؛ يحتسيها على مهل، ويستمتع بكل رشفة حتى آخر قطرة.

 

يقول الأديب يحيى حقي: "قد أكتب الجملة الواحدة من سطر ونصف أكثر من خمس وثلاثين مرة! ولكن لا أضعها مكانها إلا إذا شعرت أنها جاءت متدفقة".

 

فالكتابة ليست سباقًا مع الوقت، بل هي فن الصبر على الكلمة حتى تكتمل وتستوي على عرش المعنى.

 

الوصية الخامسة عشرة: دع النص يختمر قبل تنقيحه:

لا تتعجل في مراجعة نصك فور الانتهاء منه؛ دعه يستريح قليلًا، ويختمر في ذهنك كما يختمر العجين قبل خبزه. فالبعد الزمني بين الكتابة والمراجعة يمنحك عينًا أكثر موضوعية، ويكشف لك ما غاب عنك في لحظة الحماس الأولى.

 

تأمل الإمام الشافعي؛ قيل أنَّه راجع كتابه الرسالة أربعين مرة، وفي كل مرة كان يضيف ويحذف ويعدِّل! هكذا يولد النص القوي: من رحم الصبر، لا من عجل المراجعة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة