• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

الكنايات التي نحيا بها

الكنايات التي نحيا بها
د. أيمن أبو مصطفى


تاريخ الإضافة: 27/5/2025 ميلادي - 30/11/1446 هجري

الزيارات: 330

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الكنايات التي نحيا بها

 

ذكرنا آنفًا أن البلاغة لا تنفصل عن حياتنا؛ فالبلاغة ممارسة تواصلية، وهذا ما نؤكده دائمًا خلال هذه المقالات التي نأمل أن تكون لبِنةً في دراسات جادة للبلاغة، وفنون القول.

 

فسيظل البحث في ميادين الدرس البلاغي العربي كنزًا يرتبط بالقيم الجمالية والمعرفية، التي تكشف عن المدركات والتصورات العقلية للعقل العربي.

 

والكناية واحدة من طرق التعبير البياني عن المعاني، تدفع العقل إلى البحث عما يحيل إليه تركيبها اللغوي من دلالات تقع خارج القول، وتمارس قدرتها الفذَّة في الكشف عما يترسَّب في اللاشعور الجمعي من قيم نفسية ووجدانية.

 

فالكناية وهي ظاهرة من ظواهر استعمال اللغة المرتبطة بالظروف الاجتماعية والثقافية والحضارية، لا تقف فيها اللغة عند حدود المعنى الحرفي، بل تتجاوزه إلى المعاني المضمنة، وهذه المعاني المضمنة التي تعد جوهر الظاهرة البلاغية كثيرًا ما تكون وليدةَ السياقات الثقافية والاجتماعية، ومن ثَم فإن الوقوف على المعنى المراد في التعبير الكنائي يحتاج إلى معرفةٍ بالسياق الثقافي والاجتماعي الذي وُلدت فيه الكناية، ومن خلال ذلك نرى أثر معرفة السياقات المختلفة في عملية تأويل الكناية، كما يكثر أيضًا أن تكون البنية الجمالية من التعريض أو الكناية وليدةَ تأثير مراعاة لياقة اجتماعية، ومن ثَم فإن الكناية والتعريض من الظواهر البلاغية التي تحتفظ بعلاقات خاصة بالأبعاد السياقية المختلفة، وتأسيسًا على هذا يمكن القول: إن الكناية وليدة السياق من جهتين:

أولاهما: جهة عامة تتحدد في ارتكاز الكناية على عناصر عرفية اجتماعية وثقافية، في وجودها من الدال الأول الملفوظ إلى سلسلة التأويل التي تصل إلى قصد المتكلم.

 

وثانيتهما: جهة خاصة تتحدد في أن قصد الإخفاء، قد يكون بتأثير أعراف اجتماعية، تحول دون التصريح الذي ينطوي على ملفوظ يتنافى مع الأعراف الأخلاقية والجمالية للكناية؛ إذ قد تأتي الكناية في بعض النصوص قاصدة بُعدَ اللياقة والتأدب والتلطف، ومن ثَم يكون البعد الجمالي نتيجةً تالية لمراعاة هذه الأبعاد المحادثاتية، وعلى الرغم من أن الدرس البلاغي العربي قد فطن إلى هذا التفريق، فإنه قد حوى خلطًا غير قليل بين الغايتين الجمالية والاجتماعية، وإن كان غير واحد من المحدثين قد التفت إلى هذا البعد، فإنهم لم يأخذوا أنفسهم بالتفريق بين أنواع الخطاب المختلفة فيما يتصل بهذا البعد؛ فقد رأى بعضهم أن الكناية "كثيرة الدوران على ألسنة الناس؛ حيث تُحقِّق لهم فعالية أكثر في التأثير النفسي، بل العامة يستخدمونها لسهولتها في الأداء، وقدرتها على توصيل المعنى محسوسًا مجسدًا للمخاطب"[1].

 

وسنقف فيما يلي على بعض الكنايات التي نحيا بها ونستخدمها في تواصلنا اليومي:

الكناية

البعد التواصلي

أنفه والسما

تعبير يُستخدم لوصف المتعالي

لاوي بوزه

تعبير يستخدم لوصف عدم الرضا

مدلدل ودانه

تعبير يستخدم لوصف خيبة الأمل

رجله والقبر

تعبير يستخدم لوصف كبر السن أو المرض

كعبه عالي

تعبير يستخدم لوصف علو المنزلة أو الغلبة

حاطط ايده في الشق

تعبير يستخدم لوصف فقدان الأمل

أحط صوابعي في عينيه

تعبير يستخدم لوصف قوة الحجة

رجع قفاه يقمر عيش

تعبير يستخدم لوصف خيبة الأمل

يسمع دبة النملة

تعبير يستخدم لوصف قوة السمع

العين متعلاش على الحاجب

تعبير يستخدم لوصف التواضع ومعرفة قدر الآخر

عينه مكسورة

تعبير يستخدم لوصف الهوان

عينه تفلق الحجر

تعبير يستخدم لوصف قوة الحسد

يفهمها وهي طايرة

تعبير يستخدم لوصف الذكاء

تبات تعلم في المتبلم يصبح ناسي

تعبير يستخدم لوصف فقدان الأمل والغباء

علمناه الشحاته سبقنا على الأبواب

تعبير يستخدم لوصف تجاوز الحد

ركبته ورايا حط إيده في الخرج

تعبير يستخدم لوصف رد الإحسان بالإساءة

خميسه في السبت

كناية عن سوء حالته الصحية

شحات وبشحت عيش قمح

كناية عن سوء أدبه برغم حاجته

باب النجار مخلع

كناية عن سوء حاله برغم أنه ينصح الناس بما يصلح حاله لو فعله

فلان لا بيهش ولا بينش

فلان لابيقدم ولا بيأخر

فلان إيدك منه والأرض

كناية عن ضعف الشخصية وعدم التأثير

فلان ابن سوق

فلان مفتح

فلان حدق

كناية عن الذكاء والقدرة على التعامل

فلان مريش

كناية عن غناه

فلان على الحديدة - على البلاطة – على الحضيض

كناية عن الفقر وسوء الحال

 

وهكذا نجد الكناية حاضرة في كل حواراتنا التواصلية إن جاز لنا التعميم، فنحن نعبر بها عن المعاني التي لو أردنا التعبير عنها بعيدًا عن الكناية، لاحتاجت وقتًا وجهدًا.

 

فالكناية أقصر طريق للرد والإقناع، والصد والتحذير والإغراء، والمدح والذم، كل ذلك تنتجه الكناية بإيجازها، فمن منا لا يسمع "امسك الخشب"، "قلبه ميت"، "بابه مفتوح"، "حصلته ضيقة"، "ياكل مال النبي"، "ذمته واسعة"، "ابن حلال"، "عينه مليانه" ...؛ إلخ.

 

فنحن مع الكناية نبني حِجاجًا يقوم على أساس عقليٍّ، يمتاز بحركة الاستدلال التي تستند إلى الأبعاد السياقية، انطلاقًا من المعنى المباشر للألفاظ عبر تسلسل استدلالي.

 

فالكناية تترك في النفس أثرًا لا تبلغه الحقيقة المجردة، ولا المجاز، ولا يستطيع فهمهما إلا من أعمل فكره، وملك لغته، ووقف على الأبعاد السياقية.

 

وبهذا تكون الكناية سياقيةً في المقام الأول، فلكل بلد كناياته، فما يتواصل به المصريون قد لا يفهمه غيرهم، وكذا المصريون لا يفهمون أحيانًا ما يتواصل به غيرهم من كنايات؛ لأن الكناية في المقام الأول فنٌّ سياقي.



[1] د. عبدالفتاح عثمان: التشبيه والكناية بين التنظير البلاغي والتوظيف الفني، ص 166، مكتبة الشباب، 1993م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة