• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

عزوف المتعلمين عن العربية

عزوف المتعلمين عن العربية
يسرى المالكي


تاريخ الإضافة: 29/4/2025 ميلادي - 1/11/1446 هجري

الزيارات: 1278

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عزوف المتعلمين عن العربية

 

نشاهد في يومنا الحالي تراجع إقبال المتعلمين على الدراسات العربية، فما السبب في ذلك؟ هذا ما سنبيِّنه في هذا المقال بشكل مختصر وجامع لكل الأسباب التي يمكن أن تكون حاجزًا أمام المتعلم، التي تجعله ينفر من الدراسات العربية التي تمثل هويته وتاريخه وثقافته. فإذا لم يعتزَّ هو بلغته وهويته، فمن الذي سيعتزُّ بها؟

 

تُعَدُّ اللغة العربية من أرقى اللغات وأفصحها وأبلغها ألفاظًا؛ حيث بدأت بوادر انتشارها بين كافة الناس بعد الفتوحات الإسلامية؛ إذ قبلها عرفت صراعًا بين اللهجات، وانتصرت لهجة قريش عليها جميعًا، فاتُّخِذَتْ وحدة لغوية مرجعية ومعيارية للعلوم الأدبية؛ لأنها أوسع اللهجات ثروةً ورقيًّا.

 

ويرجع ذلك لعدة أسباب نذكر منها الموقع الاستراتيجي؛ حيث كانت تحظى بمكانة مهمة في التجارة والتبادل.

 

وبعد نزول القرآن الكريم والحديث بلغة قريش، كان لذلك أعظم أثر في ترسيخ اللغة وتقويتها وانتشارها؛ إذ بعد الفتوحات الإسلامية، دخل العجم في الإسلام وامتزج لسانهم باللسان العربي؛ مما فشا اللحن وفسد اللسان، ومن هنا بدأت بوادر تقعيد اللغة العربية مخافةً من الضياع، وتأثير ذلك في فهم القرآن الكريم وعلوم الدين في المعنى والدلالة والأصوات.

 

كانت العربية آنذاك تحتل مكانة مرموقة، وكان الجميع يسعى لتعَلُّمها؛ لأنها كانت مصدر علم وأدب ودين، ونظرًا إلى الموقع الاستراتيجي الذي كانت عليه قبيلة قريش، كان لا بد من تعَلُّم العربية لأغراض التجارة والتبادل.

 

فإذا قمنا بمقارنة بسيطة بين العصر الجاهلي وهذا العصر، فسنخلص إلى أنه لا مجال للمقارنة بينهما؛ لا من حيث فصاحة اللسان، ولا من حيث اهتمام واعتزاز العرب بلغتهم؛ مما جعلها آنذاك لغةً قويةً ومتطورةً إلى أن نزل القرآن الكريم، الذي حسم الاختيار في أن اللغة العربية لغة ذات قوة وبلاغة، قادرة على نقل المعاني بدقة ووضوح.

 

فالعرب قديمًا رضعوا من ألبان اللغة العربية، كانت القواعد محفورة في أذهانهم بفطرة وسليقة، لهم بنية لغوية مستبطنة، لا يحتاجون إلى بذل جهد في التواصل ولا الكتابة ولا أي نوع من المهارات الأربع للغة؛ لأنهم كانوا في محيط لغويٍّ نقيٍّ فصيحٍ. أما اليوم، فنجد المتعلم العربي بالأساس يعاني من صعوبة تعلم اللغة العربية بشكل فظيع، مما يجعله ينفر منها، وهذا يرجع إلى عدة أسباب رئيسة، أبرزها:

تعدد اللهجات في البيئة الواحدة، وهذا أكبر حاجز أمام المتعلم؛ لأن لغته الأم تعدُّ هي اللغة العامية التي التقطتها مسامِعُه منذ الولادة في محيطه الأسري خاصة والاجتماعي عامة، إلى أن يصل إلى سِنِّ التعلم ليُفاجأ بلغة أخرى للدراسة، هنا يصطدم المتعلم بالواقع، وتحدث عنده فجوة لغوية.

 

لكن هذا السبب رغم أهميته لكنه ضئيل وغير كافٍ لتفسير العزوف؛ لأن السبب الأساسي يرجع في كيفية التعامل معها سواء في المحيط التعَلُّمي أو المحيط الاجتماعي، إلا أن هذا الأخير نعرف وضعه، فيبقى التركيز على المحيط التعلمي. ومع الأسف الشديد لا يزال بعض المدرسين يعتمدون على الطرق التقليدية في التدريس، ومن هنا تنبع لدى المتعلم رغبة في تعلم اللغة العربية أو نفوره منها، فطريقة التدريس مهمة جدًّا بالنسبة إلى المدرس وبالنسبة إلى المتعلم، (سنركز بالأساس على المتعلم)، بحيث تجعل المتعلم يقبل على المادة الدراسية بكل حيوية واهتمام، إن طريقة التدريس تُسهِّل على المتعلِّم تنظيم الأفكار وتلقيها بطريقة سهلة، واضحة، وسلسة؛ إذ لا يمكن الإغفال عن أهميتها؛ لأنها هي نقطة بداية توجيه المتعلم.

 

إلى حدود الساعة، ما زلنا نعايش مشكلة الطريقة التقليدية التي يعتمدها المدرس في العملية التعليمية التعلمية، وبالأساس طريقة الإلقاء وعدم جعل المتعلمين فاعلين في العملية التعليمية، وهنا يكمن سبب ضعف الاستجابة للمتعلمين، بحيث يشعرون بالملل؛ لأن دوره يقتصر على الاستهلاك لا على المشاركة، وهذا خلل كبير يتوجه إلى الأطر التربوية.

 

فالمتعلم عليه أن يحس بشعور المسؤولية والمشاركة والإنتاج في بناء الدرس، وهذا يتم عن طريق مجموعة من النماذج التي تجدي نفعًا؛ كالتعلم التعاوني والتعلم بالمشاريع مثلًا، هنا يحس المتعلم بأنه يقوم بالإبداع والابتكار لا الاستهلاك والتلقي فقط.

 

ينبغي أن يوجه المتعلم إلى بناء استراتيجيات للتعلم من خلال التعلم الذاتي، لا حشوه وضغطه بالمعارف اللغوية بشكل يصعب عليه استيعابه، فالحفظ لا يعني الفهم، غير أنه محاكاة فقط؛ لأنه لا تسنح له فرصة التطبيق أو المشاركة والتفاعل داخل الفصل الدراسي، للتأكد من مدى فهم واكتساب اللغة. ومن خلال حديثنا عن اكتساب اللغة لا بد من جعل المتعلم يمارس اللغة داخل الفصل الدراسي شفويًّا من خلال استحضار الكفاية التواصلية، وأن يكون منتجًا أكثر من المدرس. فالمدرس عليه أن يلتزم بدوره كمرشد وموجِّه.

 

أستحضر هنا نموذجًا لمتعلم في السنة الثانية من المرحلة الإعدادية خلال حصة الانغماس التربوي، سألته: ما هي المادة المفضلة لديك؟ فأجاب: مادة الرياضيات، فسألته: ماذا عن اللغة العربية؟ فأجاب دون تردُّد: لا أحبها! فما السبب وراء عدم حبه للغة العربية؟

 

بعد عدة تساؤلات تأكدت أن طريقة تدريس الأستاذة غير فعَّالة لم تحاول أن تنجح في إيصال مادتها بشكل جيد، وهذا سبب كما أشرت إليه سابقًا بيداغوجي.

 

كما أن هناك سببًا رئيسًا يتجلى في أن معظم مدرسي اللغة العربية غير مُلمِّين بالمادة لتصحيح الصورة النمطية حول صعوبة اللغة أو أنها لغة مملة.

 

فالسؤال يبقى مطروحًا حول لماذا يقبل المتعلمون على اللغات الأجنبية؛ كالإنجليزية والفرنسية مثلًا، في حين ينفرون من اللغة العربية؟ مع العلم أنها لغات تشترك في كثير من الخصائص اللغوية. هل يمكن أن يكون السبب في القواعد اللغوية أم أن اللغة صعبة ومعقدة كلغة؟

 

ضمن هذا السياق، لعلنا نستحضر أول سبب هو التوجيهات التربوية، من الناحية الديدكتيكية، نرى أن الكتاب المدرسي يركز على الكم قبل الكيف، وعلى إدراج قواعد نحوية بشكل فجائي غير ممنهج مما يربك المتعلمين، وهذا سبب راجع بالأساس إلى السياسة اللغوية التي تتبنى اللغة العربية كلغة أُمّ، فتخطط لكيفية تعلم المتعلم للغة انطلاقًا من أنها لغة ينتجها ويفهمها، وهذا مخالف للواقع، وسبب كافٍ لجعل المتعلمين ينفرون من اللغة العربية؛ لأن قاعدتها مبنية على المخالفة بين الواقع والسياسة اللغوية.

 

بالمقابل، نجد تدريس اللغة الإنجليزية مثلًا يركز على تطوير المهارات الأربع، فهناك حصة مخصصة للاستماع، وحصة للإبداع والابتكار... أما بخصوص القواعد فهي تدريجية تجعل المتعلم يندمج بسرعة وبسهولة، فالمتعلمون ينحازون إلى الحصص أو بالأحرى المواد التي تجعلهم فاعلين ومنتجين، لا مستهلكين ومُتلقِّين.

 

إضافة إلى المواضيع المدرسية الذي يقدمها الكتاب المدرسي غالبًا ما تكون كلاسيكية وبعيدة كل البعد عن اهتمامات المتعلم، فاللغة تنبني كما أشرت سابقًا على أربع مهارات: الاستماع، والتحدث، والقراءة، والكتابة.

 

الاستماع والتحدث تم الإشارة إليهما سابقًا باختصار، أما القراءة والكتابة فهما متكاملان؛ إذ ينبغي التركيز أولًا على ما سيجده المتعلم ملامسًا لرغباته وقريبًا من اهتماماته، ليجد نفسه يغوص في بحر القراءة؛ لأن القراءة مهمة في مهارة الكتابة؛ إذ بدون قراءة لا توجد كتابة؛ لذا ينبغي تلبية اهتمامات المتعلمين للحصول على نتائج مرضية، إضافة إلى تخصيص مدة زمنية خاصة فقط بالقراءة؛ لأننا ما نجده حاليًّا في المدارس التعليمية، هي مدة القراءة التي تخصص في الفصول الدراسية غير كافية بسبب الحيز الزمني واكتظاظ المتعلمين، وإذا لم تُتَحْ فرصة القراءة للمتعلمين داخل الفصل الدراسي فمتى سيقرأ؟

 

نلاحظ ضعفًا كبيرًا في المهارات الأربع، لا من ناحية الاستماع ولا التحدث؛ لأن المتحدث إذا كان عرضةً للسماع لا محالة في إنتاجه، وأيضًا القراءة والكتابة.

 

أتمنى أن يعاد النظر في التوجيهات التربوية من السلك الابتدائي إلى الثانوي التأهيلي، وأن تبنى بشكل متسلسل ومنسجم بين المستويات، بدءًا من مستوى بسيط ومناسب للمتعلمين في المرحلة الابتدائية، يتطور تدريجيًّا ليهيئهم لمواجهة مستوى أعلى في الإعدادي والثانوي دون أن يفاجئوا بصعوبات تؤدي بهم إلى التراجع.

 

فالسؤال الأهم: لماذا لا يقبل المتعلمون على اللغة العربية؟ يجب أن نبدأ بالبحث فيما تقدمه المنظومة التربوية برمتها للمتعلمين، ونتساءل عن الغاية الأهم من التعليم، هل فقط حشو المتعلم بالمعارف، أم يكون لنا هدف واضح لبناء مُتعلِّم واعٍ بلغته وهويته ومستقبله؟





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة