• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

المضارع المنفي بـ(لا) والمنفي بـ(ما)

المضارع المنفي بـ(لا) والمنفي بـ(ما)
د. عبدالجبار فتحي زيدان


تاريخ الإضافة: 26/1/2025 ميلادي - 26/7/1446 هجري

الزيارات: 684

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المضارع المنفي بـ(لا) والمنفي بـ(ما)


كما كثُر الذين منعوا ربط المضارع المنفي بـ(لا) و(ما) بالواو، فقد كثُر كذلك الذين أجازوا ربطهما بها من النحويين، فقد أعرب الأخفش[1] وأبو جعفر النحاس[2] وأبو علي النحوي[3] المضارع المنفي بـ(لا) في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ بِالْحَقِّ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ﴾ [البقرة: 119] حالًا، إلا أنهم صرَّحوا بأنَّهم أعربوه كذلك لعطفه على الحال المفرد قبله، فهم بهذا عدُّوا واو (ولا تسأل) واو عطف، لا واو حال، وممن صرح بجواز دخول واو الحال على المضارع المنفي بـ(لا): صاحب كتاب إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج؛ إذ يقول: "هذا باب ما جاء في التنزيل من واو الحال، تدخل على الجملة من الفعل والفاعل، في مواضع من ذلك: قوله: ﴿ تُثِيرُ الْأَرْضَ وَلَا تَسْقِي الْحَرْثَ ﴾ [البقرة: 71]، وقوله: ﴿ وَلَا تُسْأَلُ عَنْ أَصْحَابِ الْجَحِيمِ ﴾ [البقرة: 119]، ومن ذلك قوله تعالى: ﴿ فَاسْتَقِيمَا وَلَا تَتَّبِعَانِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 89]، فيمن خفَّف النون، ومن ذلك قوله: ﴿ لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلَا يَسْتَثْنُونَ ﴾ [القلم: 17، 18]"[4].

 

ومن النحويين الآخرين الذين أجازوا ربط المضارع المنفي بـ(لا)، وكذلك المنفي بـ(ما)، بالواو دون الحكم بشذوذه، ودون تأويل: الجرجاني[5] والزمخشري[6] والسكاكي[7]، وابن يعيش[8] وابن الحاجب[9] والفاضل الأسفراييني[10]، وابن الناظم[11] وفلك العلا التبريزي[12]، وركن الدين الأستراذي[13] والقزويني[14]، والمرادي[15] وابن كمال باشا[16]، وغيرهم[17].

 

علة جواز الوجهين في المضارع المنفي بـ(لا) و(ما):

1- ذكر السخاوى أن المضارع المنفي بـ(لا) أو (ما) احتاج إلى الواو زيادة في توكيده[18].

 

والمعروف أن الواو ليست من حروف التوكيد؛ "فلا يصح أن يقال للعاطف أنه مؤكِّد"[19].

 

2- بعد أن علَّل الفاضل الأسفراييني حذف الواو، لكون المضارع المنفي بمنزلة اسم الفاعل المحفوض بـ(غير)، ذكر أن إثباتها إنما كان "لأن (لا) لنفي الاستقبال، والاستقبال لا يُفسد الحال، فأدخلوا الواو لربط الحال بذيها"[20]؛ يعني: أنه لا مانع من دخول الواو على المضارع المنفي بـ(لا)؛ لأن (لا) مع المضارع تفيد الزمن الحاضر، وأن الواو واو الحال، فلا تكون هذه الواو الحالية قد دخلت على ما لا يلائم معناها.

 

فإذا كان الأمر كما زعم الأسفراييني، فلِمَ لم تدخل الواو على المضارع المثبت، فهو أيضًا دالٌّ على الزمن الحالي؟

3- العلة التي شاعت هي أن المضارع المنفي بـ(لا) والمنفي بـ(ما)، جاز ارتباطهما بالواو استنادًا إلى أنّهما لم يَرِدا على أصل الحال الذي هو الإثبات، وممن صرح بذكر هذه العلة ابن الناظم[21]، وقد أوضح القزويني هذه المسالة، فذكر أنَّ المضارع المنفي بـ(لا) أو( ما) امتنع ارتباطه بالواو، لدلالته على مقارنة زمن عامله؛ إذ بهذا الوجه كان على أصل الحال، واحتاج إلى الواو من جهة خروجه عن هذا الأصل لكونه منفيًّا[22]، وهذا ما أكَّده ابن كمال باشا، فقد قال: "إن الجملة إن كانت على أصل الحال دون طريقها، يجوز فيه الواو وعدمها"[23]، وهو كالمضارع المنفي بـ(لا) و(ما)؛ إذ ورد على أصل الحال، وهو دلالته على الزمن الحالي، ولم يرد على طريقها، وهو الإثبات.

 

أصحيح أن الإثبات دون النفي أصل في الحال؟

يصرِّح النحويون بكثرة وقوع الحال المفردة التي هي أصل الحال، منفية بـ(غير)، وأحيانًا بـ(لا) في القرآن الكريم؛ كقوله تعالى: ﴿ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلَا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ ﴾ [المائدة: 5]، وقوله تعالى: ﴿ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ ﴾ [البقرة: 173]، وقوله تعالى: ﴿ فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ ﴾ [النمل: 22]، وفي الحديث النبوي: "ثم صلى غير ساهٍ"[24].

 

وقد نشر الدكتور نهاد الموسى مقالًا بعنوان: (تحقيق في الحال هل تقع في العربية نفيًا؟)[25]، ثم جعله كتابًا بعنوان (حاشية على الاستشراق المعاصر)، أكد فيه استنادًا إلى أقوال النحاة، وشواهد كثيرة جاء بها من فصيح الكلام - أن مجيء الحال منفية مفردة كانت أم جملة، لم تكن محل إنكار من النحويين[26]، وإنَّها بالغة حدَّ القياس، واستنتج من بحثه أنَّ النفي في الجملة الحالية أصيل كأصالة الإثبات، حتى ذكر أنَّ الإثبات يبدو مستهجنًا في حالات، ولا يستساغ إلا بالنفي، ويكون هو الوجه المأخوذ به[27].

 

وقد كان هذا أيضًا أحد النتائج التي توصل إليها أحد الباحثين المحدثين[28]، فإذا ثبت جواز النفي وأصالته في الجملة الحالية، فهل يصح بعد ذلك أن يتخذ عدم إثباتها علَّة لربطها بالواو؟



[1] معاني القرآن 1/ 146.

[2] إعراب القرآن 1/ 209.

[3] الحجة 2/ 168.

[4] إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج 3/ 822-824.

[5] دلائل الإعجاز، ص207-209.

[6] شرح المفصل، لابن يعيش 2/ 65، والمفضل في شرح المفصل ص705.

[7] مفتاح العلوم، بتحقيق أكرم 490.

[8] شرح المفصل لابن يعيش 2/ 67-68.

[9] الأمالي النحوية لابن الحاجب 4/ 113 وشرح الوافية، ص221، وشرح الرضي على الكافية 2/ 44.

[10] فاتحة الإعراب، ص144 ولباب الإعراب، ص358-359.

[11] شرح ألفية ابن مالك لابن الناظم، ص134.

[12] شرح الكافية، ص110.

[13] البسيط في شرح الكافية، ص489.

[14] الإيضاح، ص97.

[15] الجنى الداني، ص192.

[16] أسرار النحو، ص139.

[17] الفوائد الضيائية، ص73، وشرح الإظهار، ص147-148.

[18] المفضل في شرح المفصل، ص708.

[19] شرح المغنى للشمنّي 2/ 111.

[20] فاتحة الإعراب، ص144.

[21] المصباح في علم المعاني والبيان، ص34.

[22] الإيضاح في علوم البلاغة، ص97، والتلخيص ص201-202.

[23] أسرار النحو، ص39.

[24] إعراب الحديث النبوي، للعكبري، ص152.

[25] مجلة اللسان العربي، المجلد السابع عشر، الجزء الأول 1399هـ1979م، ص39-71.

[26] حاشية على الاستشراق المعاصر، ص13.

[27] المصدر نفسه، ص43، 75.

[28] الحال في الجملة العربية، ص460؛ لفاخر هاشم الياسري، رسالة جامعية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة