• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

دلالات البعد الشعوري وإشكالية الترجمة فيه: مواقف البكاء في القرآن الكريم أنموذجا

دلالات البعد الشعوري وإشكالية الترجمة فيه: مواقف البكاء في القرآن الكريم أنموذجا
د. محمد زبير عباسي


تاريخ الإضافة: 3/12/2024 ميلادي - 1/6/1446 هجري

الزيارات: 880

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دلالات البُعْدِ الشُّعوريِّ وإشكالية الترجمة فيه (مواقف البكاء في القرآن الكريم أنموذجًا)

 

يشمل القرآن الكريم العديدَ من المواقف الإنسانية التي تتناول تجارِبَ اجتماعيةً وعاطفيةً تمرُّ بالإنسان، ومن بين هذه المواقف يأتي مشهدُ البكاء، الذي يرتبط بتجليَّات الحزن والخوف والندم، إضافةً إلى مشاعر الفرح والخشوع.

 

يركِّز هذا الموضوع على المعاني الدقيقة، والدلالات العميقة التي تمثِّلها مشاهدُ البكاء في القرآن الكريم، كما يتناول إشكاليات ترجمة هذه الدلالات إلى لغات أخرى.

 

أولًا: بعض مواقف البكاء في القرآن الكريم:

ففي القرآن الكريم تظهر مواقفُ متنوعةٌ للبكاء، تعكِسُ مشاعرَ مختلفةً؛ ومنها:

• بكاء الخشية من الله: كقوله تعالى: ﴿ وَيَخِرُّونَ لِلْأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴾ [الإسراء: 109]. هنا، يأتي البكاء نتيجةً للتأثر العميق من خشية الله وتعظيمه.

 

• بكاء الألم والندم: كما في قصة بكاء يعقوب عليه السلام على فِراقِ ابنه يوسفَ؛ حيث قال تعالى: ﴿ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَا عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ ﴾ [يوسف: 84]، ففي هذا السياق، يُعبِّرُ البكاء عن مشاعر الحزن والألم العميق.

 

• بكاء العجز: كحالة الذين لم يتمكَّنوا من المشاركة في الجهاد؛ إذ قال تعالى: ﴿ تَوَلَّوْا وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلَّا يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ ﴾ [التوبة: 92]، يعكس هذا البكاءُ مشاعرَ الحزن لعدم القدرة على القيام بالواجب.

 

تُمثِّل هذه المواقف تجرِبةً شعورية مُعقَّدةً، تتجلى في علاقة الإنسان بالله وبالآخرين وبذاته؛ حيث تنطوي على مستويات متباينة من التفاعل العاطفي.

 

ثانيًا: دلالات البكاء في القرآن:

يتضح مما سبق أن البكاء ليس مجردَ ردِّ فعلٍ عاطفيٍّ، أو عادة يمارسها الإنسان، بل هو وسيلة للتعبير عن المشاعر الكامنة؛ حيث يعكس مستوياتٍ متعددةً من الشعور الإنساني؛ منها:

• دلالة الخشوع والتقوى: يُعبِّر البكاء في هذا السياق عن قلبٍ خاشعٍ ومُستجيبٍ للخشية الإلهية، مما يعكس التقوى العميقة.

 

• دلالة الألم والحزن الداخلي: يظهر البكاء دلالةً على معاناة داخلية في مواقف الفقد أو الشعور بالعجز.

 

• دلالة الرجاء والتضرع: يُستخدَم البكاء هنا تعبيرًا عن التوسُّل لله؛ طلبًا للرحمة والمغفرة.

 

تتنوع هذه الدلالات وتتباين حسب السياق القرآني، وشخصية الباكي، وسبب البكاء وطبيعته، مما يُضفي على مشاهد البكاء في القرآن أبعادًا شُعُورِيَّةً عميقة ومعقَّدةً.

 

ثالثًا: إشكالية ترجمة دلالات البكاء:

تُشكِّل ترجمة دلالات البكاء في القرآن الكريم تحدِّيًا كبيرًا؛ حيث يعتقد البعض أن نَقْلَ هذه المعاني لا يتطلب جهدًا استثنائيًّا، لكن الواقع يُظهر غير ذلك؛ فالترجمات المتوفِّرة قد لا تعكس عُمْقَ النص القرآنيِّ؛ لأسباب منها:

• صعوبة نقل المعنى العاطفي: يُعَدُّ البكاء تجرِبةً شعورية فريدة تختلف دلالاتها عبر الثقافات، وهذا مما يجعل من الصعب نقل الشعور القرآني بدقة.

 

• اختلاف معاني البكاء باختلاف السياق: قد يُترجَم البكاء على أنه حزن أو خشوع أو ندم، ولكن دون فهم السياق الكامل؛ لذا، قد تفتقر الترجمة إلى العمق المطلوب.

 

• تأثير الخلفية الثقافية للغة المترجَم إليها: بعض الثقافات قد لا تنظر إلى البكاء على أنه تعبير عن الإيمان أو التقوى، بل قد تعتبره علامةَ ضعفٍ، وهذا مما قد يؤثِّر في كيفية تلقِّي النص المترجَم.

 

رابعًا: حلول إشكالية ترجمة دلالات البكاء وأشباهها:

يمكن للمترجمين معالجةُ إشكالية ترجمة دلالات البكاء باتباع الخطوات الآتية:

• استخدام الشروح التفسيرية: قد يكون من المفيد إضافةُ شروحٍ تُفسِّر طبيعة البكاء ودلالاته، مما يمنح القارئ فهمًا أعمقَ.

 

• التأكيد على السياق الشعوري: ينبغي للمترجم أن يختار مفرداتٍ تعكِسُ مشاعرَ الخشية والحزن والرجاء، بحيث لا تكون الترجمةُ مجردَ نقلٍ آليٍّ للمعنى.

 

• مراجعة الترجمات المتعددة ومقارنتها: يمكن الاطلاعُ على ترجمات أخرى لمشاهد البكاء في القرآن الكريم؛ لفَهمِ تنوُّعِ الدلالات واستنباط المعنى الأعمق.

 

دور السياق القرآني في الترجمة:

يُعَدُّ السياق عاملًا مهمًّا في فَهمِ المقصود من البكاء؛ إذ من الضروري التفريقُ بين بكاء الخوف والخشية، وبين بكاء الحزن والندم لتحديد الترجمة الملائمة، وتتطلب الترجمة القرآنية معرفةً عميقة بالمعاني والدلالاتِ، بحيث تتجاوز الكلمات إلى مستوى ينقُل المشاعر، ويعبِّر عن روح النص بلغته الجديدة.

 

وختامًا، يُعَدُّ هذا الموضوع بحثًا قيِّمًا في مجال الدراسات القرآنية والترجمة؛ إذ يساعد في الكشف عن البعد الشعوري للنصوص القرآنية، وتحدِّيَات نقلِهِ إلى لغات أخرى، كما يُسهِم في تحسين فَهمِ النصوص المترجَمة ودلالاتها الروحية، ما يجعله موضوعًا جديرًا بالبحث العلمي والدراسة الأكاديمية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة