• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

نحو القرآن الكريم: دراسة تأصيلية للعربية

نحو القرآن الكريم: دراسة تأصيلية للعربية
د. محمد زبير عباسي


تاريخ الإضافة: 27/10/2024 ميلادي - 23/4/1446 هجري

الزيارات: 1276

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نحو القرآن الكريم: دراسة تأصيلية للعربية

 

يعتقد الكثيرون منا أن النحوَ العربيَّ أساس القرآن الكريم، فلا يحِلُّ إنكار ما ورد في العربية، سواء وافق عربيةَ القرآن الكريم أو خالفها، إن جاء شيء في القرآن الكريم وهو معاكس لِما ورد في العربية، فالحل الوحيد في المسألة هو جعل لغة القرآن الكريم خاضعة للغة العرب، وإزالة الإشكالية النحوية في ضوء كلام العرب أنفسهم، فكأن المرجع الرئيس في هذه القضية هو كلام العرب، وليس كلام الله جل وعلا.

 

هذا الأمر بكل بساطة ليس بجديدٍ علينا في عصر العولمة النحوية، بل إنه أمر أُثير منذ القرن الأول حينما رأى علماء اللغة وضع القواعد والضوابط والأحكام لفقه اللغة وفقه النص، ومن بين أولئك الأجِلَّاء علماء القراءات الذين وضعوا قواعدها وأحكامها؛ لأنهم يَرَون أن من شروط قبول القراءة هو أن تُوافق القراءةُ العربيةَ ولو بوجه من وجوه النحو، علماء القراءات أدركوا ذلك في زمانهم، فردُّوا على النحاة الذين رفضوا القراءات القرآنية أو بعضًا منها، والسبب الأكبر في ذلك هو أنهم اعتبروا القرآن الكريم أصلَ العربية، وعند الاختلاف اللغوي بين القرآن الكريم وكلام العرب، أخذوا كلام الله تعالى بِناء على أنه كلام من خلق العرب أنفسهم، وجعل العربية لسانَهم، فعربيةُ القرآن الكريم أسبق من عربية العرب ذاتهم، وما وصل إلينا من كلام العرب فهو ليس قليلًا، والعربية الفصحى التي اختارها الله لسانَ كتابه، لا نعرف منها ما يتجاوز مائتي سنة قبل الإسلام، أو نقول: ما نعلم أكثر من العربية الجاهلية إلا قدر ما وصل إلينا من شعرها ونثرها، على امتداد مائة وخمسين سنة، أو مائتي سنة على اختلاف التقدير، وهذا القدر اليسير الذي عرفناه من عربية العرب لا يكفي للاحتجاج به بدلًا من الاحتجاج بلسان القرآن الكريم الذي كتبه الله في اللوح المحفوظ، وهو كلام من يحيط بعلم كل صغيرة وكبيرة من وحدات اللغة.

 

فليس من المعقول أن يُقاس علم البشر الذي لا حدود لمحدوديته على علم الله الذي لا حدود لسعة آفاق علمه، وهذا ما ذهب إليه علماء القراءة عند القياس والإثبات في العربية، وأقاموا عربية القرآن الكريم - في سياق القراءة - على الأثبت في الأثر، والأصح في النقل والرواية، بدلًا من الاعتماد على الأفشى في اللغة، والأقيس في العربية، وهذا الذي نراه في كلام الزرقاني وهو يعقب على كلام الداني قائلًا: "فإن علماء النحو إنما استمدوا قواعده من كتاب الله تعالى، وكلام رسوله، وكلام العرب، فإذا ثبتت قرآنية القرآن بالرواية المقبولة، كان القرآن هو الحكم على علماء النحو، وما قعَّدوا من قواعد، ووجب أن يرجعوا هم بقواعدهم إليه، لا أن نرجع نحن بالقرآن إلى قواعدهم المخالفة تحكمها فيه".

 

فما تقدم من الحديث المجمل عن نحو القرآن الكريم إنه يرتبط بمراجعة النحو القرآني على أدق الوجوه من خلال مصادره.

 

فالوجوه النحوية القرآنية تجعل العربية أكثر ثراءً وفُتوَّة واستعمالًا، وتبعد بصفتها كلام الله تعالى الكثير من الإشكالات اللفظية والمعنوية التي تحدث في الأذهان، وتفتح بابَ فقهِ لسان القرآن الكريم على أبسط الوجوه التي تقوم بدور مهم في القضاء على الاختلافات الطائفية، تتسع صدور المتأملين فيها، فلا يتسرعون في اتخاذ الآراء الشديدة نحو الآخرين، فإما أن يقبلوها إن اقتنعوا بها فوجدوها تتوافق مع طبائعهم، أو يحترموها حال عدم وفاقها مع الطبيعة على الأقل، ومن ثَمَّ فإن نار الشدة المتطرفة في المجتمعات الإسلامية قد تخمد من أجل العمل بالنص القرآني على وجوهه المتعددة؛ لأن جميعها صحيحة.

 

وهذا النحو يمكن أن يُسمَّى بالنحو الحيِّ، فيتضح محتواه على أجْلَى وجه من خلال تحديد خصائصه البارزة، التي تتسم في المستويات اللغوية كلها.

 

ولعل الأمر مثله يحتاج إلى استقراء علوم العربية بالدقة، واستيعابها بشكل جماعي، وإثارة هذه الدقائق من خلال الدراسات القرآنية المنوطة بالتفاسير والمتون والشروح، وغيرها، حتى يتم تحديد معالم النحو الحي الذي يساعد القارئ العزيز في فقه كتاب الله تعالى، ويفتح آفاق الفهم والتأمل فيه من غير الخوض في غمار التأويلات - إلا عند الضرورة - البعيدة عن طبيعة نظم القرآن الكريم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة