• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

عالمية اللغة العربية بعالمية القرآن الكريم سمة ملازمة لها

عالمية اللغة العربية بعالمية القرآن الكريم سمة ملازمة لها
هبة أحمد مصطفى


تاريخ الإضافة: 5/8/2024 ميلادي - 29/1/1446 هجري

الزيارات: 1338

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عالمية اللغة العربية بعالمية القرآن الكريم سمة ملازمة لها

 

الحكم على أيِّ لغة بالعالمية يجب أن تُعضِّدَه أدلةٌ، وتقوِّيَه أسباب تنبع من هذه اللغة، ولها علاقة وثيقة بها؛ فالحكم على الشيء فرع عن تصوره[1]، فما تتميز به اللغات من سمات وخصائص هو ما يلازمها، ويقويها.

 

ومع هذا نجد بعضهم يحكم على لغة ما بالعالمية لهيمنة بلدها سياسيًّا واقتصاديًّا وترويجيًّا، بغض الطَّرْفِ عن خصائصها التي تميِّزها عن غيرها، ونجد آخرين يُطلقون على بعض اللغات لغةَ العلم، ويُعلِّلون هذا بأنها لغةُ كتابة الأبحاث العلمية والعلوم في عصرنا الحاضر على حدِّ تعبيرهم، وتناسَوا أن الأبحاث والعلوم ليست حكرًا على لغة بعينها؛ فالإبداع يمكن تحقيقه والتعبير عنه بكل اللغات.

 

ومع أن السبب واحد، فالهيمنة شملت البحث العلميَّ أيضًا، فدَعُونا نطرح سؤالًا هنا: ماذا سيحدث لهذه اللغة عندما تتبدل الأحوال السابقة؟

 

فعند ضعف هذا البلد أتظلُّ لغتُه عالميةً كما كانت من قبل، أم تحل محلها لغة بلد آخر أقوى منه؟ وماذا سيحدث لو طَغَت لغة أخرى على النشر العلمي؟

 

والآن لنعرض مثالًا حُكم فيه على اللغة بِناءً عليها وعلى خصائصها؛ فاللغة العربية معروفة بسماتها الفريدة، وخصائصها التي تميزت بها عن سائر اللغات، وكثير من الكتب والأبحاث والمقالات العربية والغربية تكلمت في هذا الشأن، ولهذا سنركز في سمة العالمية هنا.

 

فما الدليل على عالمية اللغة العربية وأنها سمة ملازمة لها؟ وما سبب هذا؟


أنزل الله سبحانه وتعالى القرآنَ الكريم على الرسول صلى الله عليه وسلم خاتم الرُّسُل للخلق جميعًا، وهناك آيات عديدة ذكرت هذا؛ منها:

﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [سبأ: 28].


﴿ تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا ﴾ [الفرقان: 1].


﴿ وَمَا هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴾ [القلم: 52].


ويذكر بعضهم أن عدد الآيات التي دلَّت على عالمية القرآن تزيد على ثلاثمائة وخمسين آية[2].


فالقرآن الكريم عالميٌّ لكل البشر، وهو صالح لكل زمان ومكان، واختار الله سبحانه وتعالى اللغةَ العربية لتكون لغةَ هذا القرآن العالمي الْمُعْجِز، فأصبحت اللغة العربية عالميةً بعالمية القرآن.

 

يقول الله جل شأنه: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف: 2].


﴿ وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ أَوْ يُحْدِثُ لَهُمْ ذِكْرًا ﴾ [طه: 113].


﴿ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ ﴾ [الشعراء: 192 - 195].

 

والقرآن الكريم محفوظٌ في اللوح المحفوظ، واللغة العربية محفوظة بحفظه.

 

ويقول الطاهر بن عاشور في عالمية القرآن: وقد أراد الله تعالى أن يكون القرآن كتابًا مخاطَبًا به كل الأمم في جميع العصور؛ لذلك جَعَلَهُ بلغة هي أفصح كلام بين لغات البشر؛ وهي اللغة العربية، لأسباب يلوح لي منها: أن تلك اللغة أوفر اللغات مادة، وأقلها حروفًا، وأفصحها لهجة، وأكثرها تصرفًا في الدلالة على أغراض المتكلم، وأوفرها ألفاظًا، وجعله جامعًا لأكثر ما يمكن أن تتحمله اللغة العربية في نظم تراكيبها من المعاني، في أقل ما يسمح به نظم تلك اللغة، فكان قِوام أساليبه جاريًا على أسلوب الإيجاز؛ فلذلك كثُر فيه ما لم يكثُر مثله في كلام بلغاء العرب[3].

 

ويقول ابن كثير إزاء تفسير قوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ ﴾ [يوسف: 2]: وذلك لأن لغة العرب أفصح اللغات وأبينها، وأوسعها وأكثرها تأديةً للمعاني التي تقوم بالنفس؛ فلهذا أنزل أشرف الكتب بأشرف اللغات، على أشرف الرسل، بسفارة أشرف الملائكة، وكان ذلك في أشرف بقاع الأرض، وابتُدئ إنزاله في أشرف شهور السنة، وهو رمضان، فكمل من كل الوجوه.[4]


فاللغة العربية لغة للبشر جميعًا، وهي لغة عالمية في ذاتها، وصفة العالمية لا تسقط عنها بضعف اقتصاد أو سقوط دولة؛ لأن القرآن الكريم هو الذي أكسبها صفة العالمية.



[1] ابن تيمية، مجموع فتاوى شيخ الإسلام أحمد بن تيمية، تحقيق: عبدالرحمن بن محمد بن قاسم، مجمع الملك فهد، السعودية، د. ط، 1425ه - 2004م، ج14، ص57.

[2] محمد خليل جيجك، دلالة أسماء سور القرآن الكريم من منظور حضاري، مؤسسة الرسالة، بيروت، لبنان، ط1، 1421ه - 2001م، ص132.

[3] محمد الطاهر بن عاشور، التحرير والتنوير، الدار التنوسية للنشر، تونس، د. ط، 1884م، ج1، ص98.

[4] ابن كثير، تفسير القرآن العظيم، دار إحياء الكتب العربية، مطبعة الحلبي، القاهرة، د. ط، د. ت، ج2، ص466.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة