• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

المترجم الإنسان

المترجم الإنسان
أسامة طبش


تاريخ الإضافة: 11/5/2024 ميلادي - 3/11/1445 هجري

الزيارات: 997

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المترجم الإنسان

 

نُعرِّف بدايةً الترجمة بأنها ذلك العِلْم الحديث الذي أُرسيت دعائمه مع غرَّة سنة 1950م؛ أي: النصف الثاني من القرن العشرين، وأَطْلَقَ عليه المُنظِّر الهولندي "جايمس هولمز" تسميته الأولى: Translation Studies.


نُفرِّق بين نمطين من النصوص:

1- النصوص التخصصية: هي نصوص مُحدَّدة المعارف، ومصطلحاتها مضبوطة، وتَنتمي إلى مجالاتٍ، منها: العلوم القانونية والاقتصادية والطبية، وغيرها، وهي ذات طابع مباشر، فالغاية المتوخاة منها إيصال "الرسالة" بشكلٍ واضحٍ إلى القارئ دون إحداث لبسٍ في فهمه.


2- النصوص الأدبية: تنقسمُ هذه النصوص إلى "شعرٍ"؛ مثل: الشعر الحر، و"نثرٍ"؛ مثل: الرواية، والهدف منها بالإضافة إلى إيصال "الرسالة" هو إحداث الأثر المكافئ في القارئ المتلقي، فاللغة تتميز بجماليات هي أساس هذه النصوص الأدبية، وهو الجانب "الفني" منها.


لقد أمدَّت "الأدوات التكنولوجية" الحديثة المترجمين بنوعين من الوسائل:

1- الترجمة الآلية: هذه الترجمة تَتَناسب مع النصوص التخصصية، وهي في الحقيقة مرحلةٌ من مراحلها، بمعنى أنها في حاجةٍ لإعادةِ الصياغة حتى تُضْبَطَ اللغة، ويُحَسَّنَ الأسلوب، وهي وسيلةٌ حديثةٌ مفيدةٌ للمترجمين.


2- الترجمة بمساعدة الحاسوب: برامجٌ إلكترونية نحفظُ من خلالها بيانات النصوص، وهي عبارة عن تعبيرات وصِياغات، تختصر علينا الوقت، وتُوفِّر الجهد، ونَجدها في ترجمة النصوص "القانونية" الرسمية، فتكونُ بحوزتنا نماذج نَعتمدها بدلًا من التحرير من الأول، ومن بينها ترجمةُ "شهادات النجاح" الخاصة بطلبة الجامعة على سبيل المثال.


هذه الوسائل رغم أهميتها، لكنها يستحيل أن تُعوِّض المترجم "الإنسان"، وأَرَدْنَا من خلال لفظِ "إنسان" أن نُدلِّل على دور "العقل" البشري، فأنا بصفتي مترجمًا قبل قيامي بعملية الترجمة، أضعُ إستراتيجية أَتبعها حسب النص الذي بين يديَّ، سواء "التخصصي" أو "الأدبي" ثمَّ يُمكن أن أسألَ عن حقيقة فحوى عبارة تخصصية "قانونية"، فأتثبَّت منها قبل اعتمادي لها في الترجمة، أو أَتواصل مع "الأديب" مؤلف الرواية في الأدب، فيُميط اللثام عن عبارة محلية وظَّفها في نص من نصوصه، وهذا العملُ لا يقومُ به إلا المترجم "الإنسان" الذي يعتمد "الدقة" في الترجمة و"التحليل" في استخلاص المعنى و"المنطق" في إعادة صِياغته من خلال النص المُتَرْجَمِ.


هذا زيادةً على خاصية "الإبداع"؛ لأنه لا يَخفى علينا أن لكل مترجم لمسته الذاتية في ترجمة النصوص، وهذا يُحيلنا مباشرة إلى "التأويل" ونظرية المعنى لكُلٍّ من المُنظِّرتين الفرنسيتين "دانيكا سيليسكوفيتش" و"ماريان لوديرار"، فللنص قراءةٌ أتبنَّاها بصفتي مترجمًا، والتأويل لمضمونه قد لا يُماثل تأويل غيري، وهذه هي "مُتعة" الترجمة، ولا تُنافي مطلقًا الأمانة فيها، بل تُمثِّل جانبًا من جوانب "الفنِّ" في إيصال "الرسالة" ولَعِبِ دور الوساطة بين الكاتب والقارئ بنوعٍ من الحُريَّة، وبطريقةٍ فيها مسحةٌ من "الابتكار" و"التجديد" و"التلاعب" بالألفاظِ والعباراتِ، وصِياغة المعنى في قالبٍ جديدٍ ومُتجدِّد، يَجذب القارئ المتلقي فيَلقى إعجابه كما يَمنحه فكرةً واضحةً عن فحوى النص المُدوَّن باللغة المنقول عنها.


إذن، الترجمة عملٌ إنساني بَحْتٌ تُوظَّف فيه كفاءات العقل، أمَّا الوسائل التكنولوجية فهي عواملُ آلية مساعدة للمترجم، وتُمثِّل برامجَ وتِقنياتٍ وذكاءً صناعيًّا لا بُدَّ من النَّهل منه، والمترجم هو الذي يقودُ القاطرة، نُشبِّهه بالأستاذ في قاعة التدريس، فهو "رُبَّان السفينة" ويعلمُ كيف يُسيِّرها لشاطئ الأمان، بإعانةٍ من تلاميذه والطاقم الإداري والتربوي في المؤسسة التعليمية.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة