• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

متون اللغة العربية (4)

متون اللغة العربية (4)
محمد ناصف


تاريخ الإضافة: 22/1/2024 ميلادي - 11/7/1445 هجري

الزيارات: 1698

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

متون اللغة العربية (4)

 

قد تكلمنا فيما مضى عن (العصر الجاهلي زمنًا ومفهومًا، مصادر الشعر الجاهلي، قضية الانتحال في الشعر الجاهلي، رواية العرب للشعر الجاهلي، والتعريف بالمعلقات وأصحابها)، واستكمالًا لِما بدأناه من سلسلة متون اللغة العربية نردفها الفصول التالية:

 

فصل (شعراء الجاهلية الصعاليك)[1]:

أتكلم باختصار عن شعراء الجاهلية الصعاليك؛ حيث اخترتُ منهم شاعرَينِ في متون اللغة المعجمية، فأجملت الكلام عنهم، ومن أراد الزيادة فليراجع المصادر.

 

يقول الدكتور شوقي ضيف: (الصعلوك في اللغة: الفقير الذي لا يملك من المال ما يعينه على أعباء الحياة، ولم تقف هذه اللفظة في الجاهلية عند دلالتها اللغوية الخالصة، فقد أخذت تدل على من يتجردون للغارات وقطع الطرق، ويمكن أن نميز فيهم ثلاث مجموعات:

مجموعة من الخُلَعاء الشُّذَّاذ الذين خلعتْهُم قبائلهم؛ لكثرة جرائرهم؛ مثل: حاجز الأزدي، وقيس بن الحدادية، وأبي الطَّمَحان القَيْنِيِّ.

 

ومجموعة من أبناء الحبشيات السود، ممن نبذهم آباؤهم، ولم يُلحقوهم بهم لعارِ ولادتهم؛ مثل: السُّلَيك بن السُّلَكَة، وتأبَّط شرًّا، والشَّنْفَرى، وكانوا يشركون أمهاتهم في سوادهم، فسُمُّوا هم وأضرابهم باسم أغْرِبة العرب.

 

ومجموعة ثالثة لم تكن من الخلعاء ولا أبناء الإماء الحبشيات، غير أنها احترفت الصعلكة احترافًا، وحينئذٍ قد تكون أفرادًا؛ مثل: عروة بن الورد العبسي، وقد تكون قبيلة برمتها؛ مثل: قبيلتي هذيل وفَهْمٍ، اللتين كانتا تنزلان بالقرب من مكة والطائف على التوالي"[2].

 

ويلخص الدكتور شوقي ضيف ما في كتاب الأغاني من أعمال الصعاليك قائلًا: "وعروة بذلك كله يعبِّر عن نفس كبيرة، فهو لا يغزو للغزو والنهب، وكالشَّنْفَرى وتأبَّط شرًّا، وإنما يغزو ليُعين الهُلَّاك والفقراء، والمرضى والمستضعفين من قبيلته، والطريف أنه لم يكن يُغِير على كريم يبذُل ماله للناس، بل كان يتخير لغارته من عُرِفوا بالشح والبخل، ومن لا يمدون يد العون للمحتاج في قبائلهم، فلا يرعون ضعفًا ولا قرابة ولا حقًّا من حقوق أقوامهم، وبذلك كله تصبح الصعلكة عنده ضربًا من ضروب النُّبْلِ الخُلُقِىِّ، وكأنها أصبحت صنوًا للفروسية، بل لعلها تتقدمها في هذه الناحية من التضامن الاجتماعي بين الصعلوك والمعوزين في قبيلته، وبلغ عروة من ذلك أنه كان لا يؤثِر نفسه بشيء على من يرعاهم من صعاليكه، فلهم مثل حظه غزَوا معه، أو قعد بهم المرض والضعف، وهو يضرب بذلك مثلًا رفيعًا في الرحمة والشفقة والبذل والإيثار[3].

 

والصلعكة والصعاليك لم تتوقف عند الجاهلية، فظلت موجودة إلى العهد الحديث، إلا أنها اشتهرت بالعصر الجاهلي.

 

ومن‌‌ أهم شعراء الصعاليك الجاهليين:

عروة ‌بن ‌الورد: من عبسٍ، وكان يُلقَّب عروة الصعاليك؛ لأنه كان رئيسًا عليهم، أو أبو الصعاليك، ونقل الأصفهاني في الأغاني عن عبدالملك بن مروان قال: من زعم أن حاتمًا أسمح الناس، فقد ظلم عروة بن الورد[4].

 

الشَّنْفَرى: من الأزد، وهو من العدَّائين الذين لا تلحقهم الخيل [ستأتي ترجمته].

 

تأبَّط شرًا ثابت بن جابر: كان أشد العرب سمعًا، وأحدَّهم بصرًا، وكان أعدى رجل ينظر إلى الظباء، ثم يعدو خلفها فلا تفوته [ستأتي ترجمته].

 

السُّلَيك ‌بن ‌السُّلَكَة: من تميمٍ، أمُّه أَمَة سوداءُ، ويعُده المفضل من أشد رجال العرب، وكان أدل الناس بالأرض، وأعلمهم بمسالكها.

 

فصل (موضوعات الشعر الجاهلي وأغراضه)[5]:

أقدم من حاول تقسيم الشعر العربي جاهليًّا وغير جاهلي إلى موضوعات هو أبو تمام (ت: نحو 232 ه) في ديوانه الحماسة، فقد نظمه في عشرة موضوعات؛ هي الحماسة، والمراثي، والأدب، والنسيب، والهجاء، والأضياف ومعهم المديح، والصفات، والسير، والنعاس، والْمُلَح، ومذمَّة النساء.


وهي موضوعات يتداخل بعضها في بعض؛ فالحديث عن الأضياف، إما أن يدخل في المديح أو في الحماسة والفخر، والسير والنعاس يدخلان في الصفات، كما تدخل مذمة النساء في الهجاء، أما الملح فغير واضحة الدلالة، وجاء في باب الأدب بما يدل على أنه يقصد به المعنى التهذيبي، غير أنه أنشد فيه أبياتًا في وصف الخمر، وأغفل إغفالًا تامًّا باب العتاب والاعتذار.

 

ووزع قدامة في كتابه (نقد الشعر) هذا الفنَّ على ستة موضوعات؛ هي المديح، والهجاء، والنسيب، والمراثي، والوصف، والتشبيه، وحاول بعقله المنطقي أن يرد الشعر إلى بابين أو موضوعين هما المدح والهجاء، فالنسيب مديح وكذلك المراثي، ومضى يعين المعاني التي يدور حولها المديح، وهي في رأيه الفضائل النفسية، ونجد نفس المحاولة في تضييق موضوعات الشعر واضحة في كتاب (نقد النثر)؛ فهو مديح، وهجاء، وحكمة، ولهو، ويدخل في المديح المراثي والافتخار، والشكر واللطف في المسألة، ويدخل في الهجاء الذم والعتاب، والاستبطاء والتأنيب، كما يدخل في الحكمة الأمثال والزهد والمواعظ، أما اللهو فيدخل فيه الغزل والطرد وصنعة الخمر والمجون.

 

وجعل ابن رشيق موضوعات الشعر في كتابه العمدة تسعة؛ وهي النسيب، والمديح، والافتخار، والرثاء، والاقتضاء والاستنجاز[6]، والعتاب، والوعيد والإنذار، والهجاء، والاعتذار، ومن السهل أن يُرَدَّ موضوع الاقتضاء والاستنجازإلى المديح، والوعيد والإنذار إلى الهجاء، وأن يُضَمَّ العتاب إلى الاعتذار، وأيضًا فإنه نسي موضوع الوصف.

 

ويقول أبو هلال العسكري: "وإنما كانت أقسام الشعر في الجاهلية خمسة: المديح، والهجاء، والوصف، والتشبيه، والمراثي، حتى زاد النابغة فيها قسمًا سادسًا وهو الاعتذار فأحسن فيه"، وهو تقسيم جيد غير أنه نسي باب الحماسة، وهو أكثر موضوعات الشعر دورانًا على لسانهم، ولا نستطيع أن نرتب هذه الموضوعات في الشعر الجاهلي ترتيبًا تاريخيًّا، ولا أن نعرف كيف نشأت وتطورت.

 

فصل (تقسيمات تاريخ الأدب العربي وعصوره)[7]:

يقول الدكتور شوقي ضيف: "أكثر من أرَّخوا للأدب العربي، وزَّعوا حديثهم في هذا التاريخ على خمسة عصور أساسية؛ وهي:

(1) عصر الجاهلية أو ما قبل الإسلام [مائتي عام على أقصى تقدير كما وضحنا من قبل].

 

(2) والعصر الإسلامي من ظهور الرسول صلى الله عليه وسلم إلى سقوط الدولة الأموية سنة 132 هـ‍/ 750 م، وهو العصر الذي تكوَّنت فيه الدولة العربية، وتمَّت الفتوح الإسلامية، ومن المؤرخين من يقسم هذا العصر قسمين، فهو إلى نهاية عصر الخلفاء الراشدين يسمى عصر صدر الإسلام، وما يليه إلى آخر الدولة الأموية يسمى العصر الأموي.

 

(3) والعصر الثالث هو عصر العباسيين أو العصر العباسي، ويستمر إلى سقوط بغداد في يد التتار سنة 656 هـ‍/ 1258 م، ويقسم بعض المؤرخين هذا العصر قسمين: العصر العباسي الأول، ويمتد نحو مائة عام، والعصر العباسي الثاني ويستقل ببقية العصر، ومن المؤرخين من يقسمه ثلاثة أقسام، يُبقي فيها على القسم الأول بنفس الاسم، أما العصر العباسي الثاني فيقف به عند سنة 334 هـ‍/ 945 م؛ وهي السنة التي استولى فيها بنو بويه على بغداد، وأصبحت الخلافة العباسية منذ تاريخها اسمية فقط، ويمتد العصر العباسي الثالث إلى استيلاء التتار على بغداد، وقد يقسم بعض المؤرخين هذا العصر العباسي الثالث قسمين، فيقف بالقسم الأول عند دخول السلاجقة بغداد سنة 447 هـ‍/ 1055 م، ويستقل القسم الثاني أو العصر العباسي الرابع ببقية العصر.

 

(4) وباستيلاء التتار على بغداد يبدأ العصر الرابع، ويستمر إلى نزول الحملة الفرنسية بمصر سنة 1213 هـ‍/ 1798 م.

 

(5) ثم العصر الحديث الذي يمتد إلى أيامنا الحاضرة.

 

وسنُبقي في كتابنا على العصرين الأوَّلَين، أما العصر الثالث وهو العصر العباسي فسنُدخل عليه بعض التعديل، وذلك أننا سنُبقي على قسمين منه: عصر عباسي أول، ينتهي بانتهاء خلافة الواثق سنة 232 هـ‍، وعصر عباسي ثانٍ ينتهي باستيلاء البُوَيْهِيِّين على بغداد سنة 334 هـ‍، ومن هذا التاريخ إلى نهاية العصور الوسطى نبتدئ عصرًا رابعًا، نمده إلى العصر الحديث؛ وهو عصر الدول والإمارات، فقد تفككت أوصال الدولة العباسية، وظهرت إمارات وخلافات ودول كثيرة؛ كإمارات الفرس في إيران وما وراءها، وسيف الدولة الحمداني في حلب، والفاطميين ثم الأيوبيين والمماليك والعثمانيين في مصر، والأمويين ثم ملوك الطوائف والمرابطين والموحدين ومن خلفوهم في الأندلس.

 

وحريٌّ أن يبحث الأدب العربي في هذا العصر الرابع، ويؤرِّخ في كل إقليم على حدة، فيكون هناك جزء لإيران والعراق، وجزء لمصر والشام والجزيرة العربية، وجزء للأندلس وبلاد المغرب، وقد ينمو البحث وتتولد أجزاء أخرى، حتى إذا انتهينا من ذلك أرَّخْنا للعصر الخامس؛ وهو العصر الحديث، وقسمناه بدوره أجزاء على البلاد العربية.

 

ولا أشك في أن هذا التقسيم الجديد لعصور الأدب العربي أكثر دقة ومطابقة لتطوره، وللظروف المختلفة التي أثرت فيه، فإن بغداد لم تعُد منذ القرن الرابع الهجري تحتل المكانة الأولى في الحركات الأدبية، بل لقد نافستها في الشرق والغرب مدن كثيرة، تفوَّقت عليها في النهوض بالشعر والنثر تفوقًا واضحًا" أ.هـ.



[1] راجع: كتاب الشعراء الصعاليك في العصر الجاهلي، د. يوسف خليف.

[2] تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي، د. شوقي ضيف (ص: 375).

[3] تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي د. شوقي ضيف (ص: 383 وما بعدها).

[4] الأغاني (3/ 53).

[5] باختصار من: تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي د. شوقي ضيف (ص: 195-196) ولفظه، وقريب منه: الأدب الجاهلي قضاياه وأغراضه (ص: 61 وما بعدها).

[6] استنجزَ يستنجز استنجازًا، اسْتَنْجَزَ الشيء:تنجَّزَه، استنجز حاجتَه: طلب قضاءَها ممَّن وعده إياها.

[7] تم نقل الفصل كاملًا بغير تصرف فيه من كتاب: (تاريخ الأدب العربي العصر الجاهلي) د.شوقي ضيف (ص: 14، 15)، يُنظر أيضًا: الفصل الأول من كتاب الأدب العباسي دراسة ونصوص، د. صلاح رزق، ود. عبدالستار ضيف، ود. صبري أبو جازية، مطبوعات كلية دار العلوم للتعليم المفتوح، وقالوا عن تقسيم العصر العباسي (ص: 14): "بيد أن تلك التقسيمات - في معظمها - يعيبها التعويل بشكل أساسي على العوامل السياسية، دون رعاية الظواهر الأدبية، أو ملاحظة الخصائص الفنية بشكل كافٍ، يلائم الدرس الأدبي الذي لا يكترث لأحداث السياسة وفعالياتها، إلا بقدر تأثيرها في الحركة الأدبية وتوجيه مسارها، كما يؤخذ عليها النزوع إلى الحسم والتحديد الصارم، رغم ما ينطوي عليه الأدب - والفن عمومًا - من تأبٍّ على التحديد ونفور من الوصف الدقيق".





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة