• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

في جواز لفتني الأمر وألفتني، فهو لافت وملفت.. هلك المتنطعون

في جواز لفتني الأمر وألفتني، فهو لافت وملفت.. هلك المتنطعون
سعيد عبيد


تاريخ الإضافة: 19/10/2022 ميلادي - 23/3/1444 هجري

الزيارات: 3607

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

في جواز لَفَتَني الأمرُ وأَلْفَتني، فهُو لافِتٌ ومُلفِتٌ

هلكَ المتنطِّعون![1]


من بين الفَتاوَى اللُّغويَّةِ التي تُغرِقُ فضاءَ الشابِكة جَهلا بالعربيَّة ولسانِها فتوَى تزعُم أنَّ الصوابَ هو حصرًا قولُك "لَفَتني الأمرُ" و"الأمرُ لافِتٌ، وأن قول الناس "ألْفَتني الأمرُ" فـ"الأمرُ مُلفِتٌ" خطأٌ!! ولا أعلَمُ لهذهِ الفتوَى من أساسٍ عِلمي، كما لا أعلم لمن أفتى بها من سببٍ إلا ضَعفَ الإحاطةِ باللسان العربيِّ، ولا أعلم كذلك من سببٍ لمن تناقَلَها بين المنابِرِ إلا جَهلَ التقليدِ!

 

وردَ في "لسان العرب" بالنصِّ: "لَفَتَهُ يَلْفِتُهُ إذا لَواهُ... وقد أَلْفَتَهُ وتَلَفَّتَهُ". ا هـ. وهذا أصلٌ صحيحٌ صريحٌ واضح وضوح الشمس في كبِد السماءِ على أنَّ العربَ تُعبِّرُ عن لَيِّ لِفْتِ الوَجْهِ، أيْ شِقِّهِ، مِن جِهةٍ إلى أخرى – وهذا هو أصلُ التسمية الحقيقيُّ، وما عداهُ مجازٌ جميلٌ – بثلاثةِ أفعالٍ متعدِّيةٍ هي لَفَتَ – وبه وردت آيةُ (لِتَلْفِتَنا) - وألْفتَ وتَلفَّتَ، فتقولُ: "لَفَتنِي جمالُ العربيَّةِ"، و"أَلْفَتني جمالُها"، و"تَلفَّتني جمالُها"، (وللإشارة فهذا الفعلُ الأخير يُستعمَل كذلك لازما كما هو معروف كقولك "تَلفَّتَ فلانٌ خَلْفَه"، وهذا ليس مُرادَنا هنا)؛ وعليه فإنك تقول في اشتقاق أسماء الفاعِلِين من الأفعال الثلاثة المذكورة: "جمالُ العربية لافِتٌ ومُلْفِتٌ ومُتلفِّتٌ" سواءً بسواء.

 

غير أنَّ ههنا فُروقا معنويَّةً دقيقةً لطيفةً لا يُدْرِكُها إلا من آتاهُ اللهُ ذَوقًا للعربية لا عِلمًا بها فحسْبُ، تماما كما أدركَ اللغويُّ الجليل عبدُ القاهر الجرجانيُّ من أسرار البلاغة ودلائل الإعجاز ما لم يُدرِكْه من سَبَقهُ من علماءِ العربية (واللهُ يُؤتي فَضلَه من يشاءُ)! ذلك بأنَّ قولكَ "لَفتَني الأمرُ" فيه معنى أدارَ وَجهي فحسبُ، فالأمرُ هو الفاعِلُ، ولِفتُ وجهِكَ هو ما وقعَ عليه الفِعلُ، بينما قولك "أَلْفتني الأمرُ" و"تلفَّتني الأمرُ" فيهما معًا معنى الجَعْلِ، أي إن الأمر جعلَني أَلْفِتُ وجهي أو أتَلَفَّتُ، ولم يَلْفِتْني فحسب. غيرَ أن مَعنى الجَعْلِ الذي في "ألفتني" مخالِفٌ لمعنى الجعلِ الذي في "تلفَّتني"؛ فقولكَ "ألفتني الأمرُ" معناهُ جعلَنِي أَلْفِتُ وَجْهِي، ولا نعلَمُ أعُنوةً تمَّ ذلك أم بمُطاوعةِ رغبَتِك، في حين أن "تلفَّتني الأمرُ" معناهُ أنه جعلني أَلفِتُ وجهي، ففعلتُ ذلك مُطاوعةً لهُ إذ تَلَفَّتُّ. فانظُرْ إلى هذه المعاني الدقيقة الرائعةِ التي يُريدُ بعضُ المُفتِين أنْ يَئِدوها في رَحِم العربيَّة بجَهلِهم وقُصور عِلمِهم عن الاستقراء أو الإحاطة، وهُم يَعلمون أنه لا يُحيط بالعربية إلا نبيٌّ، وأن المرء كلما توسَّع في بَحرها أدركَ أنه لمَّا يَزلْ على غَيض الشاطئ واقفا!!!

 

فلا تُضيِّقوا واسعا يرحمْكُمُ الله، فإنَّ من أدركَ سَعة العربية أوشكَ ألا يُخطِّئَ أحدا! وكما قيلَ في الفِقهِ "إنما العِلمُ الرُّخصةُ من ثِقَةٍ، فأمَّا التشديدُ فيُحسِنه كُلُّ أحدٍ" يُقالُ كذلك في علومِ اللغة لفظا ومعنًى!



[1] سعيـد عبيـد/ أستاذ مبرِّز في اللغة العربية، المغرب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة