• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / فن الكتابة


علامة باركود

كتابة في الكتابة

كتابة في الكتابة
محمد بن عبدالرب


تاريخ الإضافة: 3/10/2021 ميلادي - 25/2/1443 هجري

الزيارات: 3918

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

كتابة في الكتابة

 

الحمد لله الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم، والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه.

 

بدأت الكتابة في التاريخ البشري مع بداية الكلام، فتعلَّم الإنسان أن يرسم الصور والرسومات المختلفة التي يعبر بها عن مكنونه، وتطورت كتاباته من حيث ما يكتب به، وما يكتب عليه، وصور المكتوب، فأصبح يقسم الكلام إلى أحرف، ويرمز لهذه الأحرف برسم يميزه عن غيره، فإذا جمع الأحرف تكونت الكلمة، فكانت كتاباته هكذا، يعبر بها كما يعبر بالكلام، هذا في الأصل، ثم بدأ يكتب المنطوق لكيلا يضيع أو لحاجة في نفسه، فكانت الكتابة تعبيرًا موازيًا للكلام.

 

والعقل الذي يتميَّز به الإنسان عن الحيوان هو محل الأفكار والمعارف والعلوم، وبه يرى الإنسان الحياة، والعقل البشري المعجز قابل للحفظ والتخزين، والمادة المخزَّنة قابلة للتشكيل وأن يتولد منها معانٍ أخر، وهذا ما يُسمى بالفكرة والخاطرة التي بهما صنع الإنسان كلَّ ما تراه، ولولا فكره وخياله لما استطاع ذلك، وهذا العقل يُخرج هذه الأمور المذهلة بطريق الكلام، وبطريق الكتابة، وبطريق الرسم، وغيرها من الطرق، وإن كان الغالب على الناس ما خرج من أفواههم من الكلام الجيِّد، ولكن هناك بعض الأمور لا يستطيع أحد قولها ولا إخراجها إلا من مخرج الكتابة، فترى الواحد إذا أمسك قلمه وكتب سلك طريقًا صامتًا ذا سواد وبياض، الكلمات تنبع من عقله، والألفاظ تتطاير لتقع على الورق.

 

وليس كل ما يجول في الخاطر تستطيع قوله، سواء بحضرة أحد أو بخلوة، وكثير منه تستطيع كتابته، ويبقى بعضه لا يمكن أن يخرج من فمك إلا بصورة بشعة، أو من قلمك إلا بأحرف باردة، فتتركه كما هو، وهذا ما يميِّز العقلاء؛ أنهم لا يتكلمون بكل ما يدور بخاطرهم، بل بما عرَفوا قيمته واستطاعوا قوله بصورة بهية.

 

وللكتابة فضل على التحدث، فإن كل كتابة تستطيع قراءتها بصمت أو بصوت مرتفع، ولها تأثير مختلف كذلك بحسب طريقة قراءة القارئ، أما المنطوق فلا تستطيع كتابته كله، فربما تخلَّف معنى لا تدركه إلا بنبرة صوت أو بطريقة إلقائه، أو كان باردًا كالكلام الأعجمي، والمنطوق لا يكون بنفس عمق الكتابة ولا بأثرها، والله أنزل على أنبيائه كتبًا يهتدي الناس بها، وما ذلك إلا لفضل الكتابة وأثرها في إصلاح الأمم، والكلام المنطوق يقع على أذنٍ لا تملك أن تغلقها، ولا تملك أن تنصت هي مع كل ما يقع فيها، أما القراءة فلا تكون إلا بالعين التي تفك الرموز بالعقل فتقع في القلب مباشرة، فتأثير ما تقرأ أعمق مما تسمع.

 

وما زال للكتابة التأثير الأعظم والأعمق عن سائر المسموعات، ما عدا جانب الحماسة، فإن كان الخطيب حماسيًّا بارعًا، فعل مالم تفعله الكتب كلُّها في إذكاء الحماسة في قلوب مستمعيه.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة