• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

العربية من السعة إلى الشعر

العربية من السعة إلى الشعر
نورة بنت عبدالرحمن الكثير


تاريخ الإضافة: 2/12/2020 ميلادي - 16/4/1442 هجري

الزيارات: 4148

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العربية من السعة إلى الشعر


لم يدع الشعراء العرب كلمة عذبة ولا اسمًا لطيفًا ولا وصفًا إلا ونظموا له بيتًا أو بيتين من الشعر ولذلك يقال الشعر ديوان العرب؛ ومما أسهم في ذلك غزارة مرادفات اللغة العربية وتعدد أسماء وصفات الأشياء من حيوان ونبات وجماد، وتلك بلا ريب سمة تميز اللغة العربية عن سواها.

 

وكان العرب قديمًا يتفاخرون بحفظ مرادفات الأسماء ويتحدون بعضهم البعض بحفظها، فتجد كتابًا يجمع أسماء للأسد وكتابًا للسيف أو للكلب أو للعسل حتى أن (الفيروز آبادي) وضع كتابًا في أسماء العسل فذكر له أكثر من ثمانين اسمًا، كما أن للحَجَر سبعين اسمًا وللكلب سبعين اسمًا وقس على ذلك الكثير من الكلمات.

 

فعلى سبيل المثال القطن المأخوذ من زهرته البيضاء المنفوشة وصف بدقة متناهية فهو (حُلِج فنُدِف فوُشِع فغُزِل فقُطِب ثم نُسِج) قبل أن يصل إلينا فنرتديه، وقد أطلقت عليه العرب أدق التسميات، وكل اسم يحمل دلالةً وصفة تميزه عن الأخرى، وبالتالي لم تخلو دواوين الشعراء من أي منها، ومن أسمائه:

♦ الطوط:

صفراء مُتْحَمةً حيكت نمانِمُها *** من الدِّمَقْسِيِّ أو من فاخر الطُّوط

(المتلمس الضبعي)

 

♦ والكرسف:

كَأَنَّ بِهَا مِنْ كُرْسُفٍ مُتَخَرِّقٍ *** على كلِّ إجْرِيَّا منَ الريحِ مُنْخُلا

(ابن مقبل)

 

♦ والبِرس:

فَمَا بَرِحَتْ سَجْوَاءَ حَتَّى كَأنَّمَا *** تغادرُ بالزّيزاءِ برسًا مقطّعا

(الراعي النميري)

ويطلق على زهرة القطن في بدايتها قبل أن تتفتح ويخرج القطن منها (الحيسفوس)، وقبل أن يقطف القطن من حبته يطلق عليه (المُكمَهِل).

 

♦ أما إذا انتفش القطن في ثمرته سُمي بـ(الخُرفُع):

يُضْحِي عَلَى خَطْمِهَا مِنْ فَرْطِها زَبَدٌ *** كأنَّ بالرأسِ منها خُرْفُعًا خَشِفا

(ابن مقبل)

 

♦ أما إذا استخرجَ القطن من بذره يطلق عليه المحلوج فيقال حَلج القطن من بذره، والحَلاَّجُ مَنْ كانت صنعته الحِلاجة، وهي نزع القطن من بذره:

ظهرت على قممِ البروجِ ثلوجُ *** وهوتْ كما يتطايَرُ المَحْلـوجُ

(الباخرزي)

 

♦ أما النديف فهو القطن بعد جمعه وندفه أي ضربه ليصبح رقيقًا بطرقه وضربه (بالمِنْدَف)[1]، ليَرِقَّ ويزول تَلَبُّده والنداف هو من كانت صنعته ندف القطن بالمندف ليرق ويصبح رقيقًا:

وأَصْبَحَ مُبيَضُّ الصَّقِيعِ كأَنَّه *** عَلَى سَرَواتِ النَّيبِ قُطْنٌ مُنَدَّفُ

(الفرَزْدَقُ)

 

♦ وبعد ندف القطن يلف في لفافة فيطلق عليه الوشيعة، والوشيعة هو لف القطن بعد ندفه في لفافة:

فقَد وَشّى الرّبيعُ لَنا رُبُوعاً *** فوَشّعَها كتَوشيعِ الرّداءِ

(صفي الدين الحلي)

 

♦ وإذا كان ملمس القطن ناعًما لينًا فهو القطب أو القطوب، أما إذا كان القُطْنٌ حَدِيثٌ، أَوْ زُرِعَ لِعَامِهِ فهو القَور، وإذا أصبح عتيقَا فإنه القَصْم وسُمي بذلك كما يبدو لأن القطن إذا قدم يصبح هشًا مدقوقًا متقصم الأجزاء.

لقَدْ قُصِمَتْ مني قناة ٌ صَليبَ *** ويُقْصَمُ عُودُ النَّبْعِ وهْوَ صَليبُ

(الخنساء)

 

♦ ولم تكتف اللغة بدقة المرادفات وتنوعها بل حلقت إلى أبعد من ذلك لتكتمل الصورة فبعد الانتهاء من نسج النسيج وصفت كل نوع منه بدقة متناهية تأسر الألباب، فإذا كان الثوب الأبيض منسوج من القطن فهو السَّحْل:

كَالسُّحُلِ الْبِيضِ جَلَا لَوْنُهَا *** سَحُّ نِجَاءِ الْحَمَلِ الْأَسْوَلِ

(الْمُتَنَخِّلُ الْهُذَلِيُّ)

 

♦ فإذا رُأي في الثوب ترابيع فإنه معين:

ثوب وشْيِهِ تَرابيعُ صِغارٌ كعُيونِ *** الوَحْشِ وثَوْرٌ بين عَيْنَيْه سَوادٌ

(لم أهتد إلى القائل)

 

♦ أما إذا كان مخططًا فإنه معضد:

فجالَتْ على وَحْشِيِّها وكأنَّها *** مُسَرْبَلةٌ من رازِقيٍّ مُعَضَّدِ

(زهير بن أبي سلمى)

 

♦ وإذا كان خطوطه عاموديه فهو معمد، وهو ما نسميه اليوم (مقلم):

وكأنّما الساقي بها *** يَخْتَالُ فِي ثَوْبٍ مُعَمَّدْ

(سبط بن التعاويذي)

 

♦ وإذا كان به نقوش فهو مهلل:

يهلل نسج ثوب من عجاج *** تشفّ وراء طُرتِهِ الشّفار

(الشريف الرضي)

 

♦ وإذا اجتمع في النسيج خطوط ونقوش فهو مفوق، أما إذا كان على النسيج كتابة فهو مرقوم والرقم هو العلامة أو الحرف:

ألبسته آباؤه ثوبَ مجدٍ *** فغدا بالجلال يرقم طرزه

(ابن نباتة المصري)

 

♦ وإذا كان عليه لوامع فهو (مفلَّس) وهو مأخوذ من الفلوس؛ أي حراشف السمك، وإذا كان عليه صور خيول فهو مخيل، وإذا كان عليه رسوم طيور فهو مطير.

 

ختامًا وليس نهاية لما سبق الحديث فيه؛ فما سبق ما هو إلا غيض مما تفيض به لغتنا من كلمات لها العديد من الأسماء والصفات التي لا حصر لها ولم تخلو أبيات الشعر ودواوين الشعراء منها.

 

المصادر:

1- فقه اللغة وسرُّ العربية، لأبي منصور الثعالبي.

2- جامع المعاني.

3- معجم أسماء الأشياء "اللطائف في اللغة"، لأحمد بن مصطفى الدمشقي.



[1] آلة خاصة لضرب القطن.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
3- إعجاز اللغة العربية
Mariam - السعودية 04-12-2020 04:47 PM

مقال رائع

2- مقال جميل
صالح - المملكة العربية السعودية 02-12-2020 06:46 PM

السلام عليكم
موضوع جيد.
شكرا جزيلا

1- مقال ممتاز
شعبي - السعودية 02-12-2020 06:42 PM

موضوع أكثر من رائع وفق الله الكاتبة وجزاها الله خير في اهتمامها باللغة العربية

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة