• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم


علامة باركود

مفهوم البلاغة عند القدماء

مفهوم البلاغة عند القدماء
أحمد إبراهيم المسودي


تاريخ الإضافة: 7/10/2020 ميلادي - 19/2/1442 هجري

الزيارات: 30450

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مفهوم البلاغة عند القدماء


سنناقش في هذا المقال الموجز مفهوم البلاغة في التراث العربي، كيف نظر لها أهل البلاغة؟ ما صفات الكلام البليغ؟ ما خصائص النص الإبداعي المترابط لفظًا ومعنى؟


وسنعرض إلى مفهوم البلاغة عند البلغاء والعلماء الذين قدَّموا تصوراتهم لها، كلُّ بحسب منظوره ومنطلقاته واعتباراته التي يصدر منها في نظرته لمفهوم البلاغة، ولكي يكون المقال منضبطًا، فقد سعى الباحث إلى تقسيمه تبعًا لتصنيف تعريفات البلاغة إلى زمر، حتى لا يخرج المقال إلى العشوائية وجاء التقسيم على النحو التالي:

الزمرة الأولى: تعريفات ركزت على الجانب اللغوي، وجوانب الفصاحة والبيان والفهم.

 

الزمرة الثانية: تعريفات دارت حول المقاصد البلاغية من وجهة نظر عقائدية، بمعنى أن وظيفة البلاغة محصورة في الجانب العقائدي والأخلاقي دون النظر إلى الوظائف الأخرى.

 

الزمرة الثالثة: تعريفات اتجهت إلى إيضاح وتقنين البنية النصية أو ضبط الجانب الأسلوبي.

 

الزمرة الأولى: تعريفات ركزت على الجانب اللغوي، وجوانب الفصاحة والبيان والفهم.

 

التعريف الثاني: تعريف علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فالبلاغة عنده: "إيضاح الملتبسات، وكشف عوار الجهالات، من العبارات"[1].


التعريف الأول: تعريف الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه للبلاغة:" البلاغة الإفصاح عن حكمة مستغلقة، وإبانة علم مشكل"[2].

 

التعريف الثالث: تعريف محمد بن علي رضي الله عنه، ويرى أن البلاغة "تيسير عسير الحكمة بأقرب الألفاظ"[3].

 

التعريف الرابع: قول ابن الحنفية: "البلاغة قول مفقه في لطف"[4].

 

ونلحظ من جملة التعريفات السابقة أنها تمحورت حول جملة من السمات والخصائص التي ينبغي أن تتوافر في الكلام الفصيح، وهذه السمات في الحقيقة هي سمات نظرت إلى الكلام بوصفه خطابًا متداولًا مباشرًا، مع إغفال واضح لخصوصية الخطاب الشعري وجمالياته، وجاءت هذه التعريفات واسعة وفضفاضة لا تحقق شروط التعريف أو الحد في معناه المنطقي والاصطلاحي، ولم تخرج عن فلك النظرة القديمة السائدة التي كانت ترى أن البلاغة في حقيقة أمرها لفظة مرادفة للإفصاح والإبانة والإيضاح والكشف .... إلخ.

 

الزمرة الثانية: تعريفات دارت حول المقاصد البلاغية من وجهة نظر عقائدية، بمعنى أن وظيفة البلاغة محصورة في الجانب العقائدي والأخلاقي دون النظر إلى الوظائف الأخرى.

 

التعريف الأول: تعريف عمرو بن عبيد للبلاغة، فالبلاغة عنده: "ما بلغ بك الجنة وما عدل بك عن النار، وما بصرك بمواقع رشدك وعواقب غيك"[5].

 

التعريف الثاني: تعريف ابن المقفع المشهور، وهو أن البلاغة "كشف ما غمض من الحق وتصوير الحق في صورة الباطل"[6].

 

التعريف الثالث: تعريف خالد بن صفوان للبلاغة فهي عنده "إصابة المعنى والقصد في الحجة"[7].

 

فهذه الزمرة من التعريفات ركزت على الجانب العقائدي والأخلاقي التي يمكن أن نتبينها من تعريف ابن المقفع (الحق/ الباطل)، وكلام عمرو بن عبيد (الجنة/ النار، رشدك/ غيك)، ولا شك أن هذا الجانب جانب مهم ومحور رئيس من محاور البلاغة، لكن لا يمكن أن تنحصر البلاغة فيه، وتظل مأسورة في قفصه؛ لأن البلاغة مجالها واسع وميدانها رحيب، وطرائقها ممتدة إلى غير نهاية، ولكن كما ذكرنا في بداية هذ المقال أن كل تعريف من هذه التعريفات ينطلق من منظور معين، ويصدر عن فلسفة محددة واعتبارات خاصة، تحتم عليه الالتزام بهذه الفلسفة، وعدم الخروج عن تلك الاعتبارات، ولا بد أن نشير هنا إلى نقطة غاية في الأهمية، وهي أن كل تعريف من تلك التعريفات قد ورد في سياق معين وموقف خاص، فرض عليه السياق والموقف هذه الكيفية، ولربما لو سئل نفس الرجل عن تعريف البلاغة في موقف آخر وسياق مغاير لذاك، لرأيته يعرف البلاغة بشكل آخر، وصيغة أخرى تستجيب لذلك الحدث، وتتفاعل مع ذاك الموقف، وهذا الصنيع لا شك عائد إلى عدم إلمام القدماء أرباب تلك التعريفات بضوابط التعريف الاصطلاحي والمنطقي الذي يفترض حدًّا جامعًا مانعًا.

 

الزمرة الثالثة: تعريفات اتَّجهت إلى إيضاح وتقنين البنية النصية أو ضبط الجانب الأسلوبي.

 

التعريف الأول: قول صحار العبدي في البيان والتبيين حين سئل عن البلاغة، فقال: "البلاغة الإيجاز"[8].

 

التعريف الثاني: تعريف آخر لابن المقفع يقول فيه أن البلاغة "اسم جامع لمعان تجري في وجوه كثيرة، فمنها ما يكون في السكوت، ومنها ما يكون في الاستماع، ومنها ما يكون في الإشارة، ومنها ما يكون في الحديث، ومنها ما يكون في الاحتجاج، ومنها ما يكون جوابًا، ومنها ما يكون ابتداءً"[9].

 

التعريف الثالث: تعريف الخليل بن أحمد الفراهيدي، فالبلاغة عنده "كل ما أدى إلى قضاء الحاجة فهو بلاغة، فإن استطعت أن يكون لفظك لمعناك طبقًا، ولفلك الحال وقعًا، آخر كلامك مشابهًا، وموارده لمصادره موازنًا فافعل"[10].

 

التعريف الرابع: كذلك للخليل يذهب فيه إلى أن البلاغة "ما قرب طرفاه وبعد منتهاه"[11].

 

التعريف الخامس: وهو من تعريفات الخليل للبلاغة، ويرى فيه أن البلاغة "كلمة تكشف عن البقية"[12].

 

التعريف السادس: تعريف خلف الأحمر للبلاغة فالبلاغة عنده لمحة دالة[13].

 

التعريف السابع: تعريف جعفر بن يحيى للبلاغة، ويقول فيه أن يكون الاسم يحيط بمعناك ويجلي عن مغزاك"[14].

 

التعريف الثامن: قول ابن الأعرابي أن البلاغة هي التقرب من البغية، ودلالة قليل على كثير"[15].

 

وبعد عرض هذه التعريفات نلمس أنها تركز على جوانب الاتساق النصي، والأسلوب، والمقصود بالاتساق النصي هنا هو الترابط والقرب والتظافر الذي يكون بين اللفظ والمعنى، ونتلمس ذلك من التعريف الثالث المنسوب إلى الخليل، فاللفظ لا بد أن يكون متطابقًا متوافقًا والمعنى حتى تتحقق الغاية من الكلام، ويمكن أن نلمس حرص علماء هذه الزمرة على الترابط النصي أيضًا، من خلال التعريف السابع لجعفر بن يحيى، فمن شروط الكلام الفصيح عنده أن يحيط اللفظ بالمعنى ويفضح، ويجلِّي المغزى والمقصد؛ كي يكون القصد واضحًا سليمًا يقضي على بقية المقاصد التي لا يرمي إليها المتكلم، أما جانب الأسلوب، فإنه يتعلق بجانب الإيجاز القائم على إجاعة اللفظ وإشباع المعنى، ولعل هذه النظرة للبلاغة بوصفها إيجازًا، هي النظرة السائدة عن السواد الأعظم من النقاد والبلغاء الأوائل، ونلحظ ذلك جليًّا في التعريف الأول، والثاني، والرابع، والخامس، والسادس، والسابع، والثامن، ولا شك أن مفهوم الإيجاز يكثر في النصوص التي تحمل طابعًا جماليًّا متفجرًا بالدلالات والإيحاءات التي تترك للمتلقي فرصة المشاركة في صناعة النص وإنتاج الدلالة، وتتيح لعقله وفكره الغوص في تفاصيل الكلام الموجز القائم على التكثيف.

 

المصادر والمراجع:

• "ديوان المعاني"، أبو هلال العسكري، تحقيق: أحمد حسن بسج، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1994.

• "البيان والتبيين"، الجاحظ، تحقيق عبدالسلام هارون، مكتبة الخانجي، د.ت.

• "الصناعتين"، أبو هلال العسكري، تحقيق علي محمد البجاوي، ومحمد أبو الفضل إبراهيم، القاهرة،2، 1971.

• "العمدة"، ابن رشيق القيرواني، تحقيق: محمد محيي الدين عبدالحميد، القاهرة، ط4، 1972.

• "الرسالة العذراء"، ابن المدبر، تحقيق: زكي مبارك، القاهرة، ط2.



[1] ديوان المعاني، أبو هلال العسكري، تحقيق: أحمد حسن بسج، دار الكتب العلمية، بيروت، ط1، 1994، ج1/ ص435.

[2] نفس المصدر، ص435.

[3] نفس المصدر، ص435.

[4] نفس المصدر، ص435.

[5] البيان والتبيين، الجاحظ، تحقيق عبدالسلام هارون، مكتبة الخانجي، د.ت، الجزء1، ص114.

[6] الصناعتين، أبو هلال العسكري، تحقيق علي محمد البجاوي، ومحمد أبو الفضل أبراهيم، القاهرة،2، 1971، ص20.

[7] العمدة، ابن رشيق القيرواني، تحقيق: محمد محيي الدين عبد الحميد، القاهرة، ط4 ، 1972، الجزء 1، ص245.

[8] البيان والتبيين، الجزء1، ص96.

[9] الصناعتين، ص20. الصناعتين، ص20.

[10] الرسالة العذراء، ابن المدبر، تحقيق: زكي مبارك، القاهرة، ط2، 1391، ص48.

[11] العمدة، الجزء1،ص 245.

[12] العمدة، الجزء 1، ص 242.

[13] العمدة ، الجزء 1، ص 242.

[14] الصناعتين، ص 48.

[15] العمدة، الجزء 1، ص 246.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة