• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

لن نكسر الوعاء!

صفية محمود


تاريخ الإضافة: 16/1/2019 ميلادي - 9/5/1440 هجري

الزيارات: 3822

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

لن نكسر الوعاء!


لأن الشيء بالشيء يُذكَر، فقد درسنا في الاقتصاد قانون "جريشام"؛ "أن العملة الرديئة تطرد العملة الجيدة من التداول"، وانظر لحالك عندما يكون معك جنيه متهالك، وآخر جديد برونقه يسرُّ الناظر واللامس، فقل لي بربِّك: أيهما تستعمله أولًا؟ ولكن أتدري دافعك في هذه المسألة؟ إنه الضن بالجديد واكتنازه؛ اعترافًا بقيمته، والتعامُل بالأقل قيمة.

 

وإن كان قانون "توماس جريشام" هذا صادقًا إلى حدٍّ كبير، فإن لغةً رديئةً تتصدَّر اليوم الساحة، وقد أزاحت أخرى جيدة!

 

إنها العامية الرديئة تطرد الفصحى من التداول، وترك الحديث بالفصحى، للأسف ليس ضنًّا بها واكتنازها إكرامًا لها؛ وإنما من باب استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير.

 

إن انتشار اللغة العامية بل والسوقية وتصدُّرها على الساحة يعتبر تنازلًا كبيرًا جدًّا منا كورثة لكتاب إلهي مبهر لكل العصور رسمًا وحرفًا ومعنى، وهذا الفعل منا أشبه ما يكون بنهج قوم نبي الله موسى عليه السلام حين ملُّوا المن والسلوى الذي هو إكرام لهم من المولى، واشتهوا العدس والبصل ورديء القثاء والثوم، والعجب أن يُشتهى الرديء!! ولكنه الشيطان الماهر وتزيينه الفاجر ليسوغ للعاقل مخالفة الحقيقة بعد النصوع والرضا بالدون رغم السفول.

 

هجرنا لغتنا والخوف أن تنشأ أجيال تحتاج إلى مترجم لمعاني الفصحى بعد طغيان العامية التي صار لها أدب وشعر ومحافل، يا للعجب، أنترك عذب النهر ونظمأ لماء البِرَك؟! ومما يزيد الطين بلةً أن يتعدَّى الزهد إلى الحروف، فتكون عامية بحروف أجنبية أو أمشاجًا خليطًا! كمن يشري حشفًا بسوء كيل، فصار عندنا فرانكو في الخط، ومن لا يجيده موصوم بالجهل والتخلُّف الحضاري، يا للعار! وسرى الأمر بشدة بين الشباب! وضموا ذلك لعجمة اللسان ويا ويحه عندهم من يقول: "شكرًا"، فقد آتى نكرًا، فلم يقل: "ثانكيو" أو "ميرسيه"، ولغتنا تُقال فيها المراثي.

 

ورحم الله عمر بن الخطاب ورضي عنه؛ فقد قال: "تعلَّمُوا العربية، فإنها من دينكم"، ومما قيل: "إن اللغة وعاء الدين"، فيا ترى لو كسر الوعاء، فما حال ما فيه؟!

 

والعجب أن ترى كسره على أيدينا ليهنأ أعادينا! فهلَّا عودةً ونزوعًا عن تلك الهزائم النفسية، ولنحفظ هذا الوعاء!





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة