• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

السكون

السكون
أ. د. عبدالحميد النوري عبدالواحد


تاريخ الإضافة: 27/5/2018 ميلادي - 13/9/1439 هجري

الزيارات: 50721

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

السكون


لا يَخفى أن السكون لغةً ضدُّ الحركة، والجسم في الواقع؛ إما أن يكون ساكنًا أو متحركًا، ولا يمكن لجسمٍ ما أن يكون ساكنًا متحرِّكًا في الآن نفسه، ولقد قاس النحاة فكرةَ السكون والحركة على ظواهر اللغة، وجعلوا من السكون مصطلحًا ربَطوه بالجانب النُّطقي الصوتي المتعلِّق بأداء الحرف في حدِّ ذاته، باعتباره ساكنًا لا متحركًا، ويرى الخليل أن الأصل في الحروف السكونُ، ولكي يتحرك الحرف لا بدَّ له مِن حركةٍ تُحرِّكه، ولهذا السبب أيضًا أطلَق النحاة على الصوائت vowels مصطلح الحركة.

 

والحركات مثلما هو معلوم في العربية، هي الفتحة والضمة والكسرة، وتقابلها ثلاث حركات مشبعة أو طويلة، هي الفتحة المشبعة والضمة المشبعة والكسرة المشبعة، ومن باب التجوُّز ربَط بعض النحاة السكونَ بالحركات؛ مما يجعل الحركات أربع حركات لا ثلاث، ولا يغيب عنَّا الانتقاد الشديد الذي وجَّهه بعضُ علماء اللغة المحدثين لمثل هذا الطرح؛ لأنَّ السكون عندهم هو غياب الحركة.

 

ولتوضيح بعض ما يتعلَّق بمسألة السكون نشير إلى أنَّه لا بدَّ مِن النظر إلى المسألة من زاويتي نظر مختلفتين:

الزاوية الأولى: تتعلَّق بالنظر إلى السكون من وجهة نظر صوتيَّة أو نُطقيَّة مَحضة، ذلك أن السكون هو غياب الصوت أو انعدامه، وهو علامة صفرية لا أثرَ لها في مستوى النُّطق، وبهذا المعنى نقدِّر أن السكون بعيدٌ عن أن يتحقَّق صوتيًّا؛ لأنه غيرُ موجودٍ أصلًا، وللاستدلال على هذا لو أخذنا المثالين التاليين: (بَحْرٌ)، و(جَبَلٌ)، لأدركنا أنَّ الحرف الثاني في الكلمة الأولى جاء غير متحرك؛ أي: ساكنًا، خلافًا للحرف الثاني في الكلمة الثانية الذي جاء متحركًا، وتبعًا لهذا فإن البنية المقطعية للكلمة الأولى تختلف عن البنية المقطعية للكلمة الثانية، وأن المقطع syllable صامت صائت صامت، يختلف حتمًا عن المقطع صامت صائت.

 

الزاوية الثانية: تتعلَّق بالنظر إلى السكون نظرة صوتية وظيفيَّة، أو فونولوجيَّة، ويكفي أن ننظُر للتوضيح إلى المثالين السابقين مجدَّدًا: (بَحْر)، و(جَبَل)؛ كي ندرك أن بنيةَ الكلمة الأولى (فَعْل)، تختلف عن بنية الكلمة الثانية (فَعَل)، والفرق مُتَأَتٍّ لا مَحالةَ مِن وجود السكون في الكلمة الأولى، ووجود الحركة في المثال الثاني، هذا الفرق الذي أحدَثه السكون هو الفرق نفسه الذي تُحدثه الحركات، ولا شكَّ في أن بِنية (فَعَل) مثلًا تختلف عن بنية (فَعِل) أو (فَعُل).

 

وإجمالًا نقول: إن وجهتي النظر هاتين تبيِّنان بصورة واضحة أن السكون في العربية - ومن الناحية النُّطقية - هو عدمٌ، أو غيابٌ لأيِّ تحريكٍ، وهو يُرمَز له في مستوى الخط أو الكتابة بدائرة صغيرة ملحقة بالحرف، مثلُه مثلُ الحركات، وأما من الناحية الوظيفيَّة، فله أثرٌ في اختلاف أبنية الكلمات، واختلاف المقاطع فيها.

 

والسكون بالنظر إلى ما يمكن أن يُلاحظ، قد يكون أصليًّا أو طارئًا، وأما الأصلي فهو ما جاء على أصله في بنية الكلمة، وذلك من نحو قولنا: (كلْب)، و(بِئْر) و(مَكْتب)، وأما الطارئ فهو الذي تتحكَّم فيه التغيُّرات الصوتية الشائعة، والذي قد يجيء من باب الحذف أو النقل (إسكان متحرِّك وتحريك ساكن)، ومن باب الحذف ما نجده في أمثلة من نحو: (شَدَّ) و(مَدَّ)، والأصل فيهما: (شَدَدَ، ومَدَدَ)، وأمَّا من باب النقل، فهو ما نجده في أمثلة من نحو: (يَشُدُّ)، و(يَستَعِدُّ)، والأصل فيهما: (يَشْدُدُ، ويَسْتَعْدِدُ)، وما أشبَههما!

 

وأخيرًا، فيما يتعلَّق بأحكام العربيَّة عمومًا، وبشأن السكون أبدًا، فإنَّ الكلمة وعلى رأي النحاة لا تبدأ بساكن البتَّةَ؛ أي: إن الحرف الأوَّل من الكلمة لا بدَّ أن يكون متحرِّكًا، وفي حالة الابتداء بالساكن نضطرُّ إلى الإتيان بهمزة وصل؛ للتمكُّن من النطق بالساكن، وعلى العكس من هذا فإن الوقف الذي يلحَق آخر الكلمة يكون في الأصل على الساكن، هذا فضلًا على أن التقاء الساكنين معدومٌ، أو غير موجود، وفي حالة وجوده يُحذَفُ الساكن الأوَّل، ومن أحكام الكلمة في العربيَّة، وفيما يتعلَّق بعدَّة الحروف أيضًا، فإن الكلمة إذا تجاوَزت ثلاثة أحرف، فلا بدَّ أن يَلحَقَها ساكنٌ أو أكثر؛ أي: إننا لا نجد في الكلمة العربيَّة أربعة متحرِّكات لوازم، إلا لعلةٍ، أو من باب الشذوذ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة