• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

الدال والمدلول

أ. د. عبدالحميد النوري عبدالواحد


تاريخ الإضافة: 24/4/2018 ميلادي - 8/8/1439 هجري

الزيارات: 201907

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الدالُّ والمدلول

 

الدالُّ والمدلول ثنائيَّة لسانيَّة حديثة لا انفصام بين عراها. وهي في الأصل ثنائيَّة سوسيريَّة (نسبة إلى دي سوسير)، وهي من الثنائيَّات اللسانيّة الشائعة اليوم، وذلك بالرغم من أنَّ هذين المصطلحين مصطلحان قديمان قدمَ الدرس اللسانيّ.

 

والعلاقة بين المصطلحين علاقة متينة يستحيل الفصل بين طرفيها، إذ هما عبارة عن نسيج واحد. وهما ملتحمان التحاماً شديداً. وهما حسبَ دي سوسير كوجهي ورقة واحدة، فما أن تمزّق أحد الوجهين حتّى يتمزّق بالضرورة الوجه الآخر.

 

والجامع بين الدالّ والمدلول الدليلُ اللسانيّ. والدليل اللسانيّ في عرف اللسانيّين هو الكلمة أو المفردة سواء كانت اسماً أو فعلاً أو صفة أو أداة. وما سمّي الدليل اللسانيّ دليلاً لسانيًّا إلّا رغبة في تمييزه من بقيّة الدلائل الأخرى. والدلائل الأخرى في حياتنا كثيرة ومتنوّعة. إذ الإشارة في نظام الطرقات دليل، والرمز أيّ رمز دليل، والأيقونة دليل، والدخان دليل، والسحاب دليل. وكلّ هذه الدلائل هي دلائل سيميولجيّة في مقابل الدلائل اللسانيّة التي تنتمي إلى اللغات البشريّة. وبطبيعة الحال يختلف تحليل الدليل باختلاف طبيعته، ومجال الدليل اللسانيّ هو اللسانيّات لأنّه يعود إليها ومتعلّق بها. والدلائل الأخرى ترجع إلى علم العلامات. والمشترك بينها كلّها أنّها دالّة.

 

والدالّ في اللسانيّات هو الصورة اللفظيّة لأيّ كلمة، أي الصورة المنطوقة أو المكتوبة للدليل اللسانيّ. وهو بعبارة دي سوسير: البصمة الصوتيّة، باعتبار أنّ الأصل في الكلام أن يكون منطوقاً. والدالّ يتكوّن في الغالب من مجموعة من الأصوات أو الفونيمات أي الوحدات الصوتيّة الدنيا، سواء كانت صوامت أو صوائت. والوحدة الصوتيّة الدنيا لا معنى لها أو هي خالية من المعنى، ولكن في ائتلافها مع وحدات صوتيّة أخرى، تكتسب الكلمة دلالتها، ما يجعل هذه الوحدة الصوتيّة وحدة مميّزة، وتمييزها يظهر باستبدالها مع وحدات صوتيّة أخرى.

 

وأمّا المدلول فهو المضمون أو بالأحرى المتصوّر المجرّد المفترض للدليل اللسانيّ. وهو صورة عقليّة نجدها في الذهن، وتوضع إزاء دالّ معيّن. ولو أخذنا على سبيل المثال دليلاً لسانياً من نحو "قلم"، فما أن ننطق بهذا اللفظ أو نسمعه حتّى تحصل في الذهن صورة مفترضة للقلم، بغضّ النظر عن نوعه وشكله ولونه أو قيمته. وفي المقابل وبالنسبة إلى المتكلّم ما أن يفكّر في استعمال كلمة "قلم" حتى يجري على لسانه طبيعيًّا. ولو غيّرنا من باب الافتراض أحد حروف هذا الدليل، من نحو أن نقول عوض "قلم": "علم" مثلاً، بتغيير القاف عينا، أو "قسم" بتغيير اللام سيناً، فسوف تتغيّر الصورة الراسخة في الذهن، ونتحوّل من مجال دلاليّ إلى آخر.

 

والدليل اللسانيّ في اللسانيّات الحديثة اعتباطيّ، أو أنّ العلاقة بين طرفيه، أي بين الدالّ والمدلول هي علاقة اعتباطيّة أي غير وضعيّة ولا منطقيّة، وإلّا ما العلاقة بين أصوات القاف واللام والميم فضلاً عن الصوائت ومفهوم القلم. والدليل على هذه الاعتباطيّة تسمية القلم قلماً في العربيّة، وتسميته بأسماء أخرى مختلفة تماما في لغات أخرى. ولو لم تكن العلاقة اعتباطيّة لكان كلّ مدلول له دال واحد في كلّ اللغات، وهذا مستحيل.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة