• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

من دقائق العربية (10) هيا بنا نجتهد في دروسنا

د. أحمد عيد عبدالفتاح حسن


تاريخ الإضافة: 21/4/2018 ميلادي - 5/8/1439 هجري

الزيارات: 11182

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من دقائق العربية (10)

(هَيَّا بنا نَجْتَهِد في دُرُوسِنا)

 

سألني أحد الإخوة الفضلاء من خريجي كلية العلوم الإسلامية للوافدين بجامعة الأزهر، عبر وسيلة التواصل الاجتماعي (فيس بوك)، وهو من ماليزيا، سألني عن الحكم الإعرابي للفعل (نجتهد) في هذه المقولة.

 

فأجبته إجابة موجزة، اقتضاها المقام، وها أنا ذا أُقَدِّم إجابةً فيها شيء من التفصيل، لعلَّ غيره من الإخوة الفضلاء محبي اللغة الشريفة ينتفعون بها:

هَيَّا:

اسم فعل بمعنى الأمر، يراد به: الحَثّ، وأكثر ما تستعمله العربُ في استحثاث الإبل، فكانوا يقولون: (هَيَّا هَيَّا) إِذا حَدَوْا بالمَطِيّ، ومعناه: أَسْرِعْ، أو أسْرِعِي[1].

واسم الفعل الدال على الأمر معدود من الأمر غير الصريح؛ لأنَّ الأمر الصريح هو الدال على الطلب بصيغته. والمضارع الواقع بعده كما في هذا القول يجوز فيه وجهان من الإعراب:

أحدهما: الجزم، فتقول: (هَيَّا بِنَا نَجْتَهِدْ فِي دُرُوسِنَا)

فـ(هَيَّا) اسم فعلٍ بمعنى الأمر (أسْرِعْ)، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: أنت، والباء حرف جرٍّ دالٌّ على المصاحبة[2]، والضمير (نا) مبنيٌّ على السكون في محل جرٍّ بها، و(نَجْتَهِدْ) مضارع مجزوم؛ لوقوعه بعد الطلب، وعلامة جزمه السكون، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبًا، تقديره: نحن، والمعنى: أسْرِعْ مَعَنَا نَجْتَهِدْ فِي دُرُوسِنَا، أو: أسْرِعْ مصاحبًا لنا نَجْتَهِدْ فِي دُرُوسِنَا.

ونظيرُ قولِك هذا قولُ العرب: (حَسبُك الحَدِيثُ ينم النَّاسُ)، ومَعْنَاهُ: اكْفُفْ ينم النَّاسُ، وقولهم: (نَزَالِ أُكْرِمْك)، ومعناه: انْزِلْ أُكْرِمْك.

وفي جازم المضارع الواقع بعد الطلب صريحًا كان أو غير صريح أربعة أقوال، أصحُّها والمختار منها: أنَّه مجزوم بشرط مقدر بعد الطلب؛ لدلَالَة مَا قَبْلُ وَمَا بَعْدُ عَلَيْهِ، وإليه ذهب أكثر المتأخرين.

 

فالتَّقْدِير في الأمر الصريح (ائتني أُكْرِمْك): ائْتِنِي إِنْ تأتني أُكْرِمْك، وفي غير الصريح (هَيَّا بِنَا نَجْتَهِدْ فِي دُرُوسِنَا): هَيَّا بِنَا إنْ تُسْرِعْ معنا نَجْتَهِدْ فِي دُرُوسِنَا[3]، و(حَسبُك الحَدِيثُ ينم النَّاسُ): حَسبُك الحَدِيثُ إنْ تَكْفُفْ ينم النَّاسُ، و(نَزَالِ أُكْرِمْك): نَزَالِ إنْ تَنْزِلْ أُكْرِمْك.

 

والآخر: الرفع على الاستئناف، فتقول: (هَيَّا بِنَا نَجْتَهِدُ فِي دُرُوسِنَا)

برفع (نَجْتَهِدُ) على الاستئناف، وهذه الجملة المستأنفة جواب لسؤال أثارته الجملة الأولى (هَيَّا بنا) التي هي بمعنى: (أَسْرِعْ معنا)، وكأنَّ المخاطب لما سمع المتكلم يقول: (هَيَّا بنا) قال: لماذا أُسْرِع معكم؟ فأجاب المتكلم: نَجْتَهِدُ فِي دُرُوسِنَا.

وكذلك يقال في نظائره، كقولهم: (حَسبُك الحَدِيثُ يَنامُ النَّاسُ)، فكأنَّ المخاطب لما سمع المتكلم يقول: (حَسبُك الحَدِيثُ) التي هي بمعنى: (اكْفُفْ) قال: لماذا أَكُفُّ؟ فأجاب المتكلم: ينامُ الناسُ.

وقولهم: (نَزَالِ أُكْرِمُك)، فكأنَّ المخاطب لما سمع المتكلم يقول: (نَزَالِ) التي هي بمعنى: (انْزِلْ) قال: لماذا أَنْزِلُ معك؟ فأجاب المتكلم: أُكْرِمُكَ.

وفي الختام: لعلَّ هذا القول الفصيح اتضح للقارئ الكريم بما وضعتُه أمام عينيه، وقدمتُه بين يديه، والحمد لله من قبل ومن بعد.

﴿ رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا ﴾.



[1] ينظر: لسان العرب، وتاج العروس (هـ وا).

[2] الباء الدالة على المصاحبة هي التي يصلح في موضعها (مع)، ويغني عنها وعن مجرورها الحال،كقول العرب في المثل: (رَجَعَ بخُفَيِّ حُنَيْن)، أي: معهما، أو: مصاحبًا لهما.

[3] ينظر: توضيح المقاصد والمسالك3/1256- 1258، وهمع الهوامع 2/397، 399.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة