• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

التطور الصوتي بين السين والصاد

احمداي محمد


تاريخ الإضافة: 11/3/2018 ميلادي - 23/6/1439 هجري

الزيارات: 44592

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التطور الصوتي بين السين والصاد


لا شك أن الناظر في القواميس العربية أو القراءات القرآنية أو كتب الأدب القديمة يصادف كلمات تتفق جميع أصواتها باستثناء صوت واحد مع فارق بسيط، ولعل ما أقصده في هذا المقام "السين والصاد"، من قبل سراط وصراط أو سقر وصقر، وقد يضيف بعضهم صوتاً ثالثاً: زقر... أما الكلمات المختلفة في أصوات واضحة فأمرها بَيِّن فكل واحدة منها مستقلة عن الأخرى وتشكل وحدة معجمية بذاتها مثل نام وقام.

 

فبالنسبة لكلمات مثل سقر وصقر وزقر نجد من العلماء والباحثين من يجعلهما من الترادف أي أن كل كلمة مستقلة عن الأخرى صوتيا وجذريا وأن المشترك بينهما هو المعنى يقول ابن سيدة: "السقر من جوارح الطير معروف لغة في الصقر"[1]. وهذا يقتضي أن كل وحدة لغوية نشأت بعيدة ومستقلة عن الأخرى ولا تربط بينهما أي علاقة اشتراكية، لكن هذا يبدو أبعد إلى التصور، إذ إنه من الصعب أن تشترك كلمتان في جميع الأصوات مع فريق بسيط جدا، وتتفقا في المعنى نفسه عن طريق الصدفة، إذ نرى أن كلمة سقر وصقر تشتركان في صوتي (القاف والراء) بشكل كلي، وتختلفان في (الصاد والسين) ذلك أن هذين الصوتين بالإضافة إلى الزاي يخرجان من مخرج واحد وهو ذلق اللسان مع ما بين الثنايا العليا والسفلى مع وجود فرجة قليلة بين اللسان والثنايا، والفرق بين هذه الأصوات فقط في اللسان ففي صوت الصاد يكون أقصى اللسان مرتفعا لتحقيق صفة الاستعلاء وفي السين يكون أقصى اللسان منخفضا لتحقيق صفة الاستفال.

 

إذ الواقع أن هذين الصوتين أحدهما أصل والآخر فرع عنه وحصل هذا عن طريق تطور صوتي –لحن صوتي- ناتج عن القرب في المخرج والصفة، فجاء رواة اللغة ومصنفو القواميس فأخذوا الكلمتين معا لأن اللغة كانت شفوية فاستعصى عليهم تمييز الأصل من الفرع، وهذا في نظري هو الطرح الصحيح المنطقي الذي تفسر وتحسم به مثل هذه القضايا، وقد عبّر عنه بعض الباحثين بالتناوب الصوتي لكنهم لم يقدموا حسما في الأصل والفرع في بنية الكلمة، لكنه تفسير يبقى مقبولا ما دام يستبعد قضية الترادف والاستقلال التام بين الكلمتين، كما نجد إبراهيم أنيس يقترب نسبياً من هذا التفسير - اللحن الصوتي - فيجعل القضية قضية إبدال صوتي.

 

يقول إبراهيم أنيس: "وهذا هو في رأينا الأساس الذي ينبغي أن تفسر به عملية الإبدال...، فمدلول لفظ (إبدال) أن التطور واقع على لفظة الكلمة أي في أصواتها لا في معانيها ومعلوم أن تطور الأصوات إنما يتجه بها إلى أن تُماثل نظائرها أو أن تخالفها ولكن من المماثلة والمخالفة حدود فالمماثلة يشترط فيها وجود علاقة بين الصوتين من تجانس أو تقارب والمخالفة إنما تحدث دائما في اتجاه أصوات اللين أو ما أشبهها وبخاصة النون واللام"[2].

 

وبالرجوع إلى الأصالة بين السين والصاد في مثل هذه الكلمات ومع غياب التدوين الأولي للغة فليس بوسعنا إلا القيام بمقارنة تداولية لمثل هذه الكلمات لنجد أن "السين" تنطق "صاد" في كثير من الألفاظ، ولو أخذنا كلمات الأصل فيها: سين، لوجدنا أننا ننطقها: صاد، ولولا التدوين القبلي للغة لاختلفنا في الأصل فيها ومن هذه الكلمات التي لا حصر لها "السمعة، سورة، سيارة، حرس..."، فكثيرا ما ننطق هذه الكلمات بالصاد بدلا من السين وكثيراً ما يلحن العامة والخاصة في نطقها، وفي المقابل لا نجد العكس فلا ينطق الواحد منا "صيد، صلاة، صورة..." بالسين.

 

وبهذا تكون السين أصلاً في الكلمات مثل سقر، وسراط ...، والصاد فراعاً عنها والزاي فرعاً عنها أيضاً لأنها هي الأخرى –السين- تقلب زوايا يقول ابن سيدة: "الزقر: الصقر مضارعة وذلك لأن كلبًا* تقلب السين مع القاف خاصة زاياً ويقولون في (مسَّ سقر) زقر"[3].

 

وفي الختام يمكن التنبيه على أن عدة قضايا معجمية لن تفسر إلا من خلال الدرس الصوتي والظواهر الصوتية التي تناولها اللغويون القدامى أيضا في أبواب الصرف والقراءات القرآنية خصوصاً.



[1] ابن سيدة، المحكم والمحيط الأعظم، ج6، ط1.

[2] إبراهيم أنيس، الأصوات اللغوية، ص:152.

* كلب: قبيلة عربية

[3] جبران مسعود، قاموس الرائد، القول لابن سيدة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- إضافة
نصرالدين يوسف - السودان 26-08-2024 10:04 AM

أتفق معك في أن بعض الأصوات في اللغة العربية حدث لها تطور في مرحلة من مراحل تكوين اللغة. مثل الطاء المتطور عن التاء، والصاد المتطور عن السين. فكلمة (سفرة) بضم السين وتسكين الفاء كانت تعني (طعام المسافر أيا كان نوعه) فحدث لها تطور في المعنى بعد أن تطور صوت السين إلى الصاد (صفرة) وذلك في بعض البلدان العربية كالسودان مثلا، فأصبحت تعني طعاما معينا وغالبا ما يكون في الولائم كوجبة غداء..ثم بعد ذلك بسنين أصبحت كلمة (صفرة) تعني الجلسة التي يلتف حولها أهل البيت لتناول الوجبة، والآن كلمة (صفرة) تعني الكيس الذي يفرش ليوضع عليه الطعام..

1- تعقيب
بندر - السعودية 10-06-2023 02:41 PM

لا زالت نجد وشمال نجد وبعض من الحجاز حروف السين في مواضعها الأصلية فنقول سيارة بالسين وكذلك السمعة وغيرها
لكن بقى عندنا كلمة وجئنا بالصاد للتفريق بينها وبين المعنى الآخر
مثل كلمة ( مصخن ) للمريض وعشاء مسخن.تعرض للتسخين
بينما الأولى تعرض للحمى والحرارة.
فلا نزال محافظين (السعودية) على أصول الكلمات كما أخذها العلماء الأوائل من أجدادنا.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة