• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / فن الكتابة


علامة باركود

ماهية علم الترجمة

ماهية علم الترجمة
أسامة طبش


تاريخ الإضافة: 15/11/2017 ميلادي - 25/2/1439 هجري

الزيارات: 46108

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ماهية علم الترجمة


سأتحدَّث في هذا المقال عن ماهية علمِ الترجمة؛ حيث سأبيِّن موضوعَه وفحواه والمقصود به، ثم سأفصِّل في كيفية انبثاقِ هذا العِلْم، حتى أصبَحَ على الوضع الذي هو عليه الآن، وأتناول أيضًا بعض مبادئه ومُنَظِّريه وإطارَه العلميَّ العام، وكذا الدور الكبير الذي مِن الممكن أن يلعبَه في إحياء الحياة الثقافيَّة بالمجتمعات.


الترجمة هي عمليَّة نقلِ خطابٍ شفويٍّ أو تحريريٍّ من اللغةِ المَصْدرِ إلى اللغة الهدف، ويحوي هذا الخطابُ معنى وأفكارًا ومعلوماتٍ، ورسالةً وقَصْدَ كاتبِ النص.


نستشفُّ من خلال هذا التعريف المختصر المُبَسَّط العناصرَ الداخلة في تكوين هذا العلم؛ ابتداءً بالمترجِم الذي هو محور عمليةِ الترجمة، إلى النصِّ الذي ينبثق عن هذه العملية، واللغة التي هي الأداة والوسيلة، والضامن لإحداث التواصل والتفاعل بين ناطقَين بلغتَين مختلفتين، يبحثان عن التواصل بينهما.


ولقد كانت الترجمة في السابق عبارةً عن فنٍّ؛ حيث كان يكفي في المترجِم أنْ يمتلك المَلَكَة التحريريَّة ويكون كاتبًا، حتى يتمكَّن من ممارسة هذه المهنة، لكنها أصبحت فيما بعدُ علمًا؛ وهذا نتيجة الإمداد الكبير الذي حصل لها عن طريق الدراسات اللسانيَّة المختلفة، ثم انفصلت الترجمة تدريجيًّا عن اللسانيات، وأصبحت علمًا قائمًا بذاته؛ حيث أصبح لها منظِّروها ومبادئها ونظرياتها ومقارباتها، فمَنَحَتها اللسانياتُ الصِّبغةَ العلميَّة خاصة في جانبها اللغويِّ، وأصبحت ممارسةُ الترجمة تحتاج إلى تكوين خاصٍّ بها في الجامعة، وهكذا يؤهَّل ممارسُها، ويصبح مترجِمًا معترَفًا به مِن قِبَل السُّلْطة الرَّسْمية.


للترجمة ثلَّة من المنظِّرين المعروفين عبر العالَم، مِن كندا وفرنسا وبريطانيا وغيرها، ولها مقاربات ونظريات عديدة كما أسلَفْتُ، نمنح مثالًا عنها: "النظرية التأويلية" للمنظرتين "دانيكا سلسكوفيتش" و"ماريان لوديرار"، القائمة أساسًا على المعنى، وهناك النظرية الأدبيَّة والفلسفيَّة، والمقاربة اللسانيَّة ذات المرتكز اللسانيِّ، مِن أبرز منظِّريها "جون بول فيني" و"جون داربلني"، هذا ما ساهم في صبغ الترجمة بالصبغة العلميَّة، مِن خلال مقارنةٍ أجريت بين اللغة الفرنسية والإنجليزية، وانطلاقًا منها تمَّ استحداثُ حلولٍ يمكن للمترجِم أن يلجأَ إليها أثناء ممارسته لمهمَّتِه الترجمية، من خلال أنماطٍ لترجمات الجُمَل، فعَبْرها يتمُّ التعامل مع اللغة وتراكيبها النحْويَّة.


وتتعلَّق الترجمة بمختلف أنواعِ النصوص؛ كالنصِّ الأدبيِّ والقانونيِّ والعلميِّ؛ فالنصُّ الأدبيُّ يحوي العباراتِ الاصطلاحيةَ التي نجدها بالأخصِّ في ترجمة الأمثال الشعبية، والقانونيُّ له مصطلحات جامدة تختلف اختلافًا جذريًّا عن الأدبيَّة؛ فهي قوالبُ جاهزةٌ، وهامش التصرُّف فيها ضيِّق، وفي إطار محدَّد، وإلا فسيُرتَّب على ذلك مسؤوليةٌ قانونيَّة، أمَّا العلمي، فهو يتناول المصطلحات العلمية الحديثة المرتبطة بأحدث المخترعات، وهذا ما يفرض على اللغة مواكبتها، من حيث توليد الكلمات الجديدة؛ حتى تتوافق مع ما توصَّل إليه العلمُ الحديث من مُكتشفات؛ ما يؤدِّي إلى مساهمتها في إثراء الحياة العلميَّة بالمجتمع، فتصبح رافدًا مهمًّا بالنسبة إليه، ووسيلةَ تواصلٍ مع غيره من المجتمعات، من خلال التفاعل والإثراء بمختلف العلوم والمعارف.


تعَدُّ الترجمة لغةَ العالم، حيث تُمنح لها الأهمية البالغةُ على مستوى المنظَّمات الدولية؛ كالاتحاد الأوربيِّ والأمم المتحدة، من خلال المترجمين العاملين على مستوى هذه المنظمات، وكذا الإصدارات الصادرة عنها، ولا أدلَّ على كلامي من العبارة المشهورة في العالم الغربيِّ التي تقول: إن "الترجمة هي لغة أوربا"، وهذا دليل واضح على مكانتها، واعتبارها لغةَ الحاضر والمستقبل في ظلِّ التكتُّلات العالمية على المستوى الاقتصاديِّ والسياسيِّ، وما يحدِثُه ذلك من أَثَرٍ على الإستراتيجيات المتَّبَعة مِن قِبَل هذه القوى، والتأثير البالغ لقواها الناعمة.


أمَّا في وطننا العربيِّ، فلقد تمَّ إنشاءُ المعهد العالي العربيِّ للترجمة، وهو تابعٌ للجامعة العربيَّة، ومقرُّه بالعاصمة الجزائريَّة، كلُّ ذلك بُغية تكوين مترجمين ذوي مستوى عالٍ، وتوظيفهم على مستوى مختلفِ الهيئات العربيَّة، وبالأخصِّ الدبلوماسية، ويعتبر ذلك خطوة إلى الأمام للاهتمام بالترجمة وتكوين مترجمين قادرين على الإفادة فيها.


يحتاج علمُ الترجمة إلى تفصيلٍ أكثر؛ لأنه يحوي العديدَ من الأسرار والدُّرر، فهو عالَم بديع تُكوِّنه مختلف العلوم والثقافات، والتعرُّف على ذلك والتعريف به يعدُّ فرصةً لإعادة مكانته المرموقة؛ فهو سبيل حقيقيٌّ لبعث العلم وإحيائه، وتنشيط الحياة الثقافية، وهو مصدر لا يستهان به للمجتمع، والمترجم الذي يضطلع بهذه المهمَّة يتولَّاها بكلِّ مسؤوليَّةٍ واقتدار، فلا يهاب صعابها أبدًا.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- أجمل ما قرأت عن الترجمة والأجمل أن تكون من طرف زميلي أسامة طبش
سالمي يوسف - الجزائر 28-08-2022 04:11 AM

بالتوفيق صديقي والله شيء جميل أن تتمسك باختيارك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة