• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

مفهوم الحوار لغة

د. مصطفى عطية جمعة


تاريخ الإضافة: 16/9/2017 ميلادي - 25/12/1438 هجري

الزيارات: 76095

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مفهوم الحوار لغة

 

يشير التعريف اللغوي للجذر "حَورَ" إلى دلالاتٍ عدة، منها: الرجوع عن الشيء وإلى الشيء، وهي دلالة تقترب من دلالة لفظة "حوار" التي تدل على: التحادث والتجاوب القولي، فالمحاورة: المجاوبة، واستحاره: استنطقه [1]، والمحاورة: حسن الحوار ومنها أيضاً: كلَّمتُه فما ردَّ على محورةٍ (أي كلام)[2]، فهي تعطي في طياتها دلالة خلقية تتعلق بكيفية الحوار وأدبه، وهذا صحيح فالحوار يستلزم طرفين أو أكثر، ولا يتم إلا في جو أدبي يتيح السمع والقول بين المتحاورين. وتتسع دلالة الحوار معجميا فتكون بمعنى: جادله [3]، والجدال يعطي فرصة للقول والمراجعة بين المتحاورين.

 

ومن هنا فإن دلالة الجذر اللغوي "حور" بمعنى الرجوع، تتفق كثيراً مع دلالة الحوار، وإن كانت الأولى أعمّ وأشمل للأشياء والبشر، أما الثانية فهي تقتصر على الحوار بين البشر غالبا، فالرجوع عن الشيء وإلى الشيء، يدخل ضمن معطيات الحوار، فالحوار يعطي الفرصة لتعديل الرأي والرجوع عن مواقف وأمور، وهذا ما أشارت إليه المعاجم اللغوية فـ " حوّر الكلام أي غيّره"[4] والتغيير يكون تبعا لمستجدات في العقل أو الحياة أو الأشياء وهذا يعني الرجوع أيضاً.

 

وأيضاً " والمحاورة: مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة وهم يتحاورون أي يتراجعون الكلام " [5]، وأيضًا " ما أحار جوابا أي ما رجع " [6]، وكذلك: " تحاوروا تراجعوا الكلام بينهم "[7]، وأيضًا ومن معاني الجذر اللغوي " حور " ما يفيد الحيرة من " حار " بدلالة " لم يهتد لسبيله، فهو حيران وحائر وهي حيراء " [8] فهو يعطي دلالة مناقضة فليس كل حوار يأتي بالجديد، فقد يزيد المرء ضلالا.

 

والحوار حقيقة مجتمعية إنسانية، فأينما وجد المجتمع البشري، وجد الحوار، لأن اللغة قاسم مشترك بين البشر، ومن وظائف اللغة التعبير عن حاجات الإنسان، البسيطة المتصلة بحاجاته الإنسانية من طعام وشراب وغيرهما، أو في المستويات العليا من النقاش الفكري والديني والاجتماعي. فالحوار " حديث يدور بين اثنين على الأقل ويتناول شتى الموضوعات... ويفترض فيه الإبانة عن المواقف والكشف عن خبايا النفس "[9]، ومن هنا، انتقل الحوار إلى ما ينتجه العقل البشري من آداب وحكمة ونصوص [10]، ذلك أن الأدب صورة وانعكاس بشكل مباشر أو غير مباشر من النشاط الإنساني العقلي واللغوي والاجتماعي يكاد يكون الحوار قاسما مشتركا بين سائر الأشكال الأدبية مثل: المسرحية والقصة والرواية والمناظرة والمناصحة والحكمة والعظة وأيضا في الشعر فهناك الكثير من القصائد التي تشمل الشكل القصصي الحواري، وهناك حوار شعري يكون بين الشعراء أنفسهم.



[1] لسان العرب، ابن منظور، إعداد: يوسف خياط، نديم مرعشلي، دار صادر، ودار لسان العرب، بيروت، دون طبعة، دون تاريخ، ج1، ص750.

[2] أساس البلاغة، الزمخشري، جار الله أبي القاسم محمود بن عمر، تحقيق: عبد الرحيم محمود، دار المعرفة، بيروت، دون طبعة، دون تاريخ، ص98.

[3] المعجم الوسيط، مجمع اللغة العربية، القاهرة، ط3، دون تاريخ، ج1، ص212.

[4] السابق، ص212.

[5] لسان العرب، مرجع سابق، ج1، ص750. وجاء في دائرة معارف القرن العشرين، محمد فريد وجدي، دار المعرفة، بيروت، ط3، 1971م، مج3، ص647 " تحاور الناس: تراجعوا الكلام وتداولوه ".

[6] أساس البلاغة، مرجع سابق، ص98.

[7] المعجم الوسيط، مرجع سابق، ص212.

[8] القاموس المحيط، الفيروز أبادي، مجد الدين محمد بن يعقوب، مؤسسة الرسالة، بيروت، الطبعة الخامسة، 1416هـ، 1996م، ص488.

[9] المعجم الأدبي، جبور عبد النور، دار العلم للملايين، بيروت، طبعة أولى، 1979م، ص100.

[10] كذلك يمكن أن يكون الحوار بين الأديب (منشيء النص) ونفسه، أو من ينزله مقام نفسه مثل ملهمه أو شخصية خيالية، وعموما فإن الحوار أسلوب طاغ وشائع في المسرحيات والروايات وغيرها. المرجع السابق، ص100.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة