• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

النحو وفهم مسائل العقيدة

أبو أنس أشرف بن يوسف بن حسن


تاريخ الإضافة: 30/5/2017 ميلادي - 4/9/1438 هجري

الزيارات: 9090

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

النحو وفهم مسائل العقيدة

 

سنضرب على ذلك - إن شاء الله تعالى - مثالًا واحدًا فقط خشية الإطالة[1]:

قال الله تعالى: ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ ﴾.

من المعلوم أن أهل العلم قد أجمعوا على أن الأنبياء معصومون من الوقوع في الكفر والشرك، والكبائر، والصغائر التي تدل على دناءة فاعلها، وتحط منزلته، وتسقط مروءته، كل هذه الذنوب والمعاصي مجمع على أن الأنبياء معصومون ومنزهون عن الوقوع فيها. فلا تصدر منهم أبدًا: سواء قبل بعثتهم: أم بعدها.


ولكن اختلف أهل العلم رحمهم الله تعالى في الصغائر التي لا تدل على دناءة فاعلها، وتسقط مروءته: هل تقع من الأنبياء، بما فيهم نبينا عليهم الصلاة والسلام، أم هم معصومون من الوقوع فيها كباقي الذنوب والمعاصي؟

وأكثر أهل العلم، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، وكثير من العلماء المعاصرين: كالشيخ ابن عثيمين، وكذا أفتت به اللجنة الدائمة: أن هذه الصغائر جائز وقوعها من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وأنهم غير معصومين منها، ولكنهم وإن كانوا غير معصومين من الوقوع في هذه الصغائر، إلا أنهم معصومون من الإقرار عليها، فلا يقرون عليها أبدًا، كما أنهم إن وقعوا فيها فهم مغفور لهم ذلك، بخلاف غيرهم من البشر فإنه يُذنب، وقد يُقر على ذلك، ويستمر في معصيته، وقد لا يغفر له، أما الأنبياء فلا بد أن يُنبهوا على ذلك مهما كان الأمر، فيبادروا بالتوبة منها.


ومما استدل به أهل العلم على أن هذا النوع من الصغائر جائز وقوعه من الأنبياء بما فيهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، هو هذه الآية التي ذكرناها في بداية الحديث عن هذه المسألة: ﴿ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ﴾ [محمد: 19].

ووجه الاستدلال بهذه الآية على إثبات هذه المسألة العقدية من الناحية اللغوية: أن القاعدة عند النحاة أن العطف يقتضي المغايرة، وهنا قد عطف الله عز وجل ذنب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم على ذنوب أمته. وهذا مما يدل على أن له صلى الله عليه وسلم ذنبًا خاصًا به، غير ذنوب أمته[2]. فتأمل - أخي طالب العلم - كيف كان لهذه القاعدة النحوية أكبر الأثر في تقرير هذه المسألة العقدية المهمة.



[1] وإلا فإن الإكثار من الأمثلة من نصوص الكتاب والسنة، والتي تبين أهمية علم النحو في فهم هذه النصوص، هو من الأهمية بمكان؛ إذ إنه هو السبب الأعظم لشحذ الهمم نحو تعلم هذا العلم.

ولذلك حاولت قدر استطاعتي، ولما أتيحت لي الفرصة للتوسع والاستفاضة، أن أكثر من هذه الأمثلة في كتابي «تمام الوفا شرح قطر الندى». فأكثرت فيه من ذكر الأمثلة من نصوص الكتاب والسنة، مبينًا في هذه الأمثلة كيف استفاد علماء الشريعة من علم النحو في فهمها. ومن أبرز العلماء الذين أكثروا من ربط علم النحو بسائر علوم الشريعة في مؤلفاتهم، وأكثرت من النقل عنهم، وذكر أقوالهم: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وتلميذه ابن القيم، ومن المعاصرين الشنقيطي وابن عثيمين وعبد الله الفوزان، رحم الله الجميع.

[2] وبهذا يبطل القول بأن كل شيء وصف النبي صلى الله عليه وسلم به نفسه من الذنوب، فالمراد ذنوب أمته، لا ذنبه هو: لأنه هو لا يذنب، وكل خطيئة أضافها لنفسه فالمراد خطايا أمته.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة