• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

تسمية الشيء بما يشبهه

د. سيد مصطفى أبو طالب


تاريخ الإضافة: 28/4/2017 ميلادي - 2/8/1438 هجري

الزيارات: 5007

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تسمية الشيء بما يشبهه


♦ قال أبو عبيد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان إذا مرَّ بِهَدَفٍ مائلٍ أو صَدَفٍ هائلٍ أسرع المشْي)[1].

قال الأصمعي: الهدف كل شيء عظيم مرتفع، وقال غيره: وبه شُبِّه الرجل العظيم، فقيل له: هدف وأنشد[2]: (الطويل)

إذا الهَدَفُ المِعْزَالُ صَوَّبَ رَأسَه   ••• وَأعْجَبَه ضَفْوٌ من الشلَّةِ الخُطْلِ

الشلَّةُ: جماعة الغنم، والضَّفْوُ من الضَّافي وهو الكثير، والْخطْلُ: المسترخية الآذان، وبها سُمي الأخطل[3].


لقد أوضح الشارح ها هنا علتين من علل التسمية، وهما تسمية الرجل العظيم (هدفًا)، وتسمية (مالك بن عوف بن الصلت) بـ (الأخطل)، وذلك على التشبيه.

 

فأما الهدف فهو كل شيء عظيم مرتفع[4]؛ من بناء أو كثيب رمل أو جبل، ومنه سُمي الغرض هدفًا، وبه شُبِّه الرجل العظيم[5].


وفي المحكم: والهَدَفُ: حيد مرتفع من الرمل، وقيل: هو كل شيء مرتفع كحيود الرمل المشرفة ... والهَدَفُ من الرجال: الجسيم والطويل العنق العريض الألواح على التشبيه بذلك[6].

وبناءً على ذلك، فإن تسمية الرجل العظيم هدفًا من باب تسمية الشيء بما يشبهه.

 

أما الخطل فهو استرخاء الأذن[7]، ويقال: أذن خطلاء: بينة الخطل، أي: مسترخية، وثلة خطلاء: هي الغنم المسترخية الآذان، وكذلك الكلاب، ومنه سُمي الأخطل[8].

وقيل: إنما سمي بذلك لطول لسانه[9].

وتأسيسًا على ذلك، فقد سمي الأخطل بهذا الاسم تشبيهًا له بالغنم المسترخية الآذان، فيكون من باب تسمية الشيء بما يشبهه.

 

♦ قال أبو عبيد في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه كان إذا سجد جافى عضديه حتى يرى من خلفه عُفرة إبطيه)[10].

العفرة: البياض وليس بالبياض الناصع الشديد، ولكنه لون الأرض، ومنه قيل للظباء: عُفر إذا كانت ألوانها كذلك، وإنما سميت بعفر الأرض وهو وجهها....[11].

إن علة تسمية الظباء عفرًا من قبل لونها؛ حيث شبهت بلون الأرض.

فالعفرة: لون الأرض[12] والعفرة: غبرة في حمرة[13].

قال الهروي: هو - أي: العفرة - البياض وليس بالناصع، ولكنه لون الأرض، ومنه قيل للظباء: عفر، شُبهت بعفر الأرض، وهو وجهها[14].

وبناءً عليه، فإن تسمية الظباء عفرًا تشبيهًا لها بعفرة الأرض، وهو لونها، فيكون ذلك من باب تسمية الشيء بما يشبهه.

 

♦ قال الحربي: أخبرني أَبُو نَصْرٍ عَنِ الأَصْمَعِيِّ: الخَيْفَانُ: الجَرَادُ إِذا صَارَتْ فِيه حُمْرَةٌ وَسَوَادٌ وَصُفْرَةٌ، الوَاحِدَةُ: خَيْفَانَةٌ، وَسُميت الفَرَسُ خَيْفَانَةً، شُبِّهتْ بِالجْرَادِ لِخِفَّتها.

قَالَ (امرؤ القيس)[15] (المتقارب):

وَأَرْكَبُ في الرَّوْعِ خَيْفَانَةً ••• كَسَا وَجْهَهَا سَعَفٌ مُنْتَشِرْ[16]

وقف الحربي على علة تسمية الفرس خيفانة، تشبيهًا لها بالجراد في خفتها، وعلى ذلك جاء قول امرئ القيس.

قال الجوهري: والخَيْفانُ: الجرادُ إذا صارت فيه خطوطٌ مختلفةٌ بياضٌ وصفرةٌ، الواحدةُ خَيْفانَةٌ، ثم تُشَبَّهُ به الفرس في خفَّتها وطُمورها[17].

وفي المخصص: ناقة خيفانة سريعة شبهت بالجرادة، وكذلك الفرس[18].

وإذًا، فتسمية الفرس خيفانة تشبيهًا لها بالجراد في الخفة والسرعة.



[1] مصنف ابن أبي شيبة (كتاب الأدب - إسراع المشي عند الحائط المائل) (5 /335)، وشعب الإيمان (2 /123).

[2] لأبي ذؤيب الهذلي، ديوان الهذليين (1 /43)، وفيه: الهدف: الثقيل الوخم، والمعزال: الذي يرعى ماشيته بعزل عن الناس، وصوب رأسه: أمكنه اتساع من المال، أي: نام عليه وسكن، والثلة: الغنم، والخطل: الطِّوال الآذان.

[3] غريب أبي عبيد (1 /208، 209).

[4] اللسان ( هدف ) (9 /54).

[5] الصحاح ( هدف ) (4 /1442).

[6] ( هـ د ف ) (4 /267).

[7] المقاييس ( خطل ) (2 /197).

[8] الصحاح ( خطل ) (4 /1685).

[9] المحكم ( خطل ) (5 /114)، وينظر اللسان ( خطل ) (3 /147).

[10] أبو داود (كتاب الصلاة - باب صفة السجود ) (1 /300)، المعجم الأوسط (3 /298).

[11] غريب أبي عبيد (1 /350).

[12] النهاية (3 /516).

[13] اللسان ( عفر ) (6 /327).

[14] الغريبين (4 /1289)، والتاج ( ع ف ر ) (13 /83).

[15] الديوان (ص163) ط: دار المعارف، والروع: الفزع، والخيفانة: الفرس السريعة الخفيفة، والخيفانة: الجرادة، شبَّهها في خفتها، وقوله: كسا وجهها: أراد الناصية، شبَّهها بسعف النخل، والمنتشر: المتفرق.

[16] غريب الحربي (2 /855 ).

[17] الصحاح ( خيف ) (4 /1359)، واللسان ( خيف ) (3 /268).

[18] المخصص (7 /127).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة