• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

الإقناع والتواصل

الإقناع والتواصل
محمد المختار البوزيدي


تاريخ الإضافة: 25/4/2017 ميلادي - 29/7/1438 هجري

الزيارات: 12408

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الإقناع والتواصل


(الإقناع) أحدُ حالات التواصل، والتواصل بوصفه نظريةً قائمة الذات - يتحدَّد في كونه بحثًا تأمليًّا في المميزات الخاصة في كل نظام من العلامات، يُستعمل بين كائنين (حيَّيْنِ) أو (تقنيين)، ويهدف إلى غايات تواصلية[1]، وهو تبادل للكلام بين شخص متكـلم (Sujetparlant)، ينتج ملفوظًا موجهًا لمتكلم آخر، وهذا المخاطب (Interlocuteur) يلتمس استماعًا أو جوابًا صريحًا أو ضمنيًّا تبعًا لنمط الملفوظ، وقد أسَّسَ لهذه النظرية أولُ بنيويٍّ، فالعلامة حسب (فردناند دو سوسير) هي عملية تواصلية بين باثٍّ ومخاطَبٍ، لهما رغبة في التواصل وتبادل الأخبار والمعلومات، ويعم التواصل عند سوسير علامات اللغة الطبيعية وغير اللفظية، وهو ما يُعد تنبؤًا بالسيميائيات؛ العلم الذي سيشمل أنظمةَ التواصلِ كلَّها اللفظية وغير اللفظية، ويجعل من اللسانيات فرعًا تابعًا للسيميائيات[2].

 

لقد أ كد (فردناند دو سوسير) في محاضراته أن التواصل هو الوظيفة الأساسية للغة. والتواصل عنده عمليةٌ يجري فيها نقلُ المعلومات والأخبار بين مرسِل ومرسَل إليه، فالطرف الأول يتولَّى تزويد الطرف الثاني بمعرفةٍ لم يكن يتوفر عليها من قبل؛ فمجال الحديث عن التواصل هو حالة إيصالِ شيء ما[3].

 

وقد تمكن (جاكبسون) من صياغة الخطاطة اللسانية للتواصل على الشكل الآتي:

الإقناع والتواصل

 

فنموذج جاكبسون التواصلي يتأسَّسُ على أن كلَّ فعلٍ تواصلي لفظيٍّ - يستدعي مجموعةً من الفواعل المنظمة، هي ستةُ عناصر، حدَّد لكل فاعل منها وظيفته الخاصة به[4].

 

وفيما يلي الفواعل المذكورة مرفقة بالوظيفة الملازمة لها[5]:

الإقناع والتواصل

 

ويعد التواصلُ من المصطلحات المتداوَلة على الألسن في قطاعات معرفية مختلفة، وهو لفظ قد يدل على نقل الخبر (الوصل)، أو على نقل الخبر مع اعتبار مصدر الخبر (الإيصال)، أو على نقل الخبر مع اعتبار مصدر الخبر؛ أي: المتكلم ومقصده؛ أي: المستمع (الاتصال)[6].

 

يُمَكِّننا مبحثُ التواصل من الوقوف على مجمل الخصائص التفاعلية؛ لأنه يفحص الآليات التي يقوم عليها الحوار، ويعرِّف بالعناصر الفاعلة في مجرياته، من ضمنها المستوى اللساني، والمستوى الخارج لساني، والكفايات المرتبطة بالمتكلم والمخاطب، وخاصيتا الإنتاجِ والتأويل.

 

كما يسجِّل الحالات التي ينتهي إليها التواصل التفاعلي من تنازُعٍ وتراضٍ وإجماع، باعتبار ما يؤول إليه (التبادل الحجاجي Échange argumentative) بين أطراف الخطاب، كما يطرح مبحثُ التواصل عنصرَ المقام ودور المكانة الثقافية والاجتماعية والعلمية لأطراف العملية الحوارية، في مدى قبول الحجة أو رفضها[7].


ويعطي حضور الكفايات دفعًا لعملية التفاعل التواصلي، يرتقي به إلى درجات استدلالية معرفية، لا إمكانيةَ معها للتقهقر، كما تشكل فيه ميزتا الإنتاج والتأويل سيرورتين محوريتين تعبرهما المضامين الحوارية[8].

 

ويعتبر التفاعلُ بين المشاركين في التواصل الحواري والمتتبعين له - أمرًا مهمًّا، ولا يعني التفاعل حصول الإقناع، ولكنِ الإشراك في الاهتمامات وإدراك الأنساق التأويلية والتقويمية والتفاعل معها، كما أن المضمونَ من العناصر الأساسية التي يتضمنها أيُّ تواصلٍ حواري، فبشأنه تفعل المعتقدات، ويقوم حوله التفاعل؛ ولذلك يُفترض في المضمون التواصلي الذي يحدُث بين المتحاورين أن يقدِّم شيئًا غير مسبوق لكي يستأهل الطرح والتتبع[9].

 

ويمكن اعتبارُ المقاربة التواصلية، التي تهتم بالوظائف الفعلية للغة وكيفية استعمالها وعلاقاتها بمستعمليها، ودرجة تأثيرها في أفكارهم وأفعالهم ورؤاهم ومعتقداتهم - المقاربة التي ارتبطت مع منتصف القرن العشرين بالنظريات التداولية الموظفة لنتائج علم النفس المعرفي والمعلوميات؛ من أجل دراسة العقل البشري، واستخلاص معطيات تفيد في استكشاف كيفية تكوين المعارف الموجودة في الذهن، سواء تعلَّق الأمر بالعقل البشري أم الاصطناعي؛ ولذلك فالخصائص التداولية التي تميِّز التفاعل التواصلي تبتدئ بتعدُّد السياقات المميِّزة للأقوال؛ مما يجعل المتكلمين لا يقفون عند القصد الإخباريِّ للأقوالِ، بل يتعدَّون ذلك إلى معانٍ سياقية تداولية، تتأسس عليها العلاقةُ بين أطراف الخطاب[10].

 

وهكذا... يمكن القول: إن المقاربةَ التواصليةَ هي مقاربةٌ مركبةٌ ومفتوحةٌ وغنية وغير كاملة، ذات رؤية واصلة، تستفيدُ من المقاربة النحوية وتتجاوزها، كما تستفيدُ من المقاربة اللسانية وتتجاوزها[11].

 


[1] ينظر: عبدالقادر الغزالي: "اللسانيات ونظرية التواصل، رومان جاكبسون نموذجًا"، دار الحوار، ص 24.

[2] ينظر: محند الركيك، "نظرية التواصل في ضوء اللسانيات الحديثة، التواصل واللسانيات"، ص 66.

[3] ينظر: رشيد الراضي، (1 يوليو سبتمبر 2005)، "الحجاجيات اللسانية عند أنسكومبر وديكرو"، مجلة عالم الفكر، المجلد 34، ص214.

[4] ينظر: عمر أوكان (2001)، "اللغة والخطاب"، إفريقيا الشرق، ص 48.

[5] ينظر: محند الركيك "نظرية التواصل في ضوء اللسانيات الحديثة، التواصل واللسانيات" ص 69.

[6] ينظر: طه عبدالرحمن "التواصل والحجاج"، مطبعة المعارف الجديدة، كلية الآداب، أكادير، ص 5.

[7] ينظر: محمد نظيف (2010)، "الحوار وخصائص التفاعل التواصلي: دراسة تطبيقية في اللسانيات التداولية"، إفريقيا الشرق، ص7.

[8] ينظر: محمد نظيف، "المرجع نفسه"، ص8.

[9] ينظر: محمد نظيف، "المرجع نفسه"، ص10.

[10] ينظر: محمد نظيف، "المرجع نفسه"، ص8.

[11] ينظر: عبدالسلام عشير (2010)، "تطور التفكير اللغوي: من النحو إلى اللسانيات إلى التواصل"، مطبعة المعارف الجديدة، الرباط، ص 4.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة