• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

المعرب والدخيل بين القدامى والمحدثين

المعرب والدخيل بين القدامى والمحدثين
سليمة عالاة


تاريخ الإضافة: 16/4/2017 ميلادي - 20/7/1438 هجري

الزيارات: 45794

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

المعرب والدخيل بين القدامى والمحدثين


قبلَ الخوضِ في الحديثِ عن قضيةِ المعرَّب والدخيلِ عند القدماء والمحدثين، لا بد من الوقوف عند التعريف اللغوي للمصطلحينِ معًا.

 

♦ فالمُعَرَّب كما جاء عند السيوطي في كتابه "المزهر" هو: "ما استعمله العرب من الألفاظ الموضوعة لِمَعَانٍ في غير لغتها، قال الجوهري في الصَّحاح: تعريبُ الاسم الأعجمي أن تتفوَّهَ به العربُ على منهاجها، نقول: عرَّبَتْه العربُ وأَعْرَبَتْه أيضًا"[1].

وبناءً عليه، فالمُعَرَّب عند الجوهري - كما نلاحظ في التعريف الذي نقله عنه السيوطي في كتابه المزهر - هو ما نطقت به العربُ في العصر الجاهلي، أو عصر الاحتجاج، وبهذا يكون هو أول من حدد المصطلح بشكل مختصر.

 

♦ الدخيل في اللغة: عرفه الزمخشري (538 هـ) في "أساس البلاغة" قائلًا: "هو دخيل في بني فلان، إذا انتسب معهم وليس منهم"[2].

ونستشفُّ من تعريفه هذا أن الدخيلَ عنده هو الذي ينتسب إلى مجموعة ليس منها.

 

المُعَرَّب والدخيل في الاصطلاح بين القدامى والمحدثين:

إذا عدنا إلى تتبُّع لفظةِ المُعَرَّب في كتبِ النحاة واللغويين القدامى، نجد أن "سيبويه" قد سمَّى المُعَرَّب إعرابًا، تحت عنوان: "هذا ما أعرب من الأعجمية".

 

وإذا تصفَّحنا مقدمة الجواليقي في كتابه "المُعَرَّب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم"، التي تعد مفتاحًا لمعرفة منهجه في تصنيف معجمه، نجده يقول عن المصطلحين في مقدمة كتابه: "هذا كتاب نذكر فيه ما تكلَّمت به العربُ من الكلام الأعجمي ونطق بها القرآنُ المجيدُ، وورد في أخبار الرسول صلى الله عليه وسلم، والصحابة والتابعين رضوان الله عليهم جميعًا، وذكرته العرب في أشعارها وأخبارها؛ ليُعرَف الدخيلُ من الصريحِ"[3].

 

ويلاحظ على "الجواليقي" في كتابه الذي يعدُّ أولَ وأقدمَ مصنفٍ في هذا الموضوع، ما يأتي:

أولًا: يستعمل مصطلح "الأعجمي" للدلالة على ما يعرف الآن بالمعرَّب.

وثانيًا: لم يفرِّق بين المُعَرَّب والدخيل، ثم إنه لم يذكر مصطلحَ الدخيل إلا في أربعة مواضع من كتابه هذا، مما يجعلنا نقولُ بأن الرجلَ كان يستعملُ المصطلحين بمدلول واحد، ومن ثم فالدخيل والكلام الأعجمي عند "الجواليقي" يقابِل الكلامَ العربي الفصيح.

 

ولم يفرِّق "شهاب الدين الخفاجي (1029هـ)" أيضًا في كتابه "شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل" بين المصطلحين، وإنما اكتفى بالقول: "إن التعريبَ نقلُ اللفظ من العجمية إلى العربية"[4]، ويبدو من تعريفه هذا أنه لا يشترط في المُعَرَّب سوى الاستعمال، فمتى استعملتِ العربُ الكلمةَ الأعجميةَ، صارت معربةً.

 

ومن هنا أمكننا أن نقول بأن القدامى لم يفرِّقوا بين الدخيل والأعجمي، بل استعملوا كلَّ واحدٍ منهما مرادفًا للآخر، وانطلقوا من مفهومِ العُجمة المتناقض مع الفصاحة والبيان، ليتراجع بعد ذلك هذا المصطلح ويظهر بدلًا منه مصطلح "المُعَرَّب"، ومما يُلحظ أيضًا أن مصطلح المُعَرَّب قد تفوَّق في الاستعمال على مصطلح الدخيل عند القدامى.

 

أما المحدَثون، فلم يخرجوا عن معنى مصطلح المُعَرَّب الذي جاء به القدامى، لكنهم رسموا حدًّا فاصلًا بينه وبين الدخيل، وهو ما لم يُشِرْ إليه القدامى؛ لأنهم استعملوهما بالمعنى نفسه.

ولم يسلم المحدَثون من الاختلاف حول التفريق بينهما؛ لاختلافهم في المعيار الذي استعملوه في تحديدهما والتمييز بينهما؛ فمنهم من ذهبَ إلى أن معيارَ التفرقة بين هذه المصطلحات ينبغي أن يكون زمنيًّا؛ استنادًا إلى مفهوم الاحتجاجِ عند اللغويين العرب الذين حدَّدوا إطارًا زمنيًّا للكلام الذي يصحُّ الاحتجاجُ به، وهو ما سُمِّي عصرَ الاحتجاج.

 

وعلى هذا الأساسِ يُعرَّفُ المُعَرَّبُ عندهم بأنه لفظ استعاره العربُ الخُلَّصُ في عصر الاحتجاج من أمة أخرى، واستعملوه في لسانهم، أما الدخيل، فهو لفظ أخذته العربية في مرحلة متأخرة من عصر الاحتجاج، وتأتي الكلمة الدخيلة كما هي، أو بتحريف طفيف في النطق[5].

 

واللغويون الذين اعتمدوا هذا المعيار، جعلوا الدخيل مصطلحًا عامًّا، فيشمل كلَّ ما نُقل إلى لغة العرب، سواء جرَت عليه أحكامُ التعريب أم لا، وسواء أكان في عصر الاحتجاج أم بعده، بينما خصَّصُوا المُعَرَّبَ فيما دخل في عصر الاحتجاج، فيكون كلُّ معرَّبٍ دخيلًا، وليس العكس.

 

ونجد الدكتور "علي عبدالواحد وافي" في كتابه "فقه اللغة" يعرِّف الدخيل بأنه: "ما دخل اللغةَ العربية من مفردات أجنبية، سواء في ذلك ما استعمله العرب الفصحاء في جاهليتهم وإسلامهم، وما استعمله من جاء بعدهم من المولَّدين"[6]، وقد جعل الدكتور أيضًا الدخيلَ أنواعًا، فذكر الدخيلَ المنقولَ من أصل عربي، والدخيل المنحرف عن أصل عربي، والدخيل المخترع.

 

في حين عمد فريقٌ آخر إلى الاعتداد بالبنية اللغوية معيارًا للتفرقة بين المُعَرَّب والدخيل، كما في المعجم الوسيط، فقالوا:

المُعَرَّب: هو اللفظُ الأجنبي الذي غَيَّرَهُ العرب بالنَّقْصِ، أو الزيادةِ، أو القلبِ.

الدخيل: هو اللفظُ الأجنبي الذي دخلَ العربية دون تغيير[7].

واختارَ باحثون آخرون تعميمَ مصطلح الدخيل، فقسَّموه إلى: معرب، ومولَّد، وعامي أو محدَث، دون الالتفات إلى أي معيارٍ مستمدٍّ من الزمان أو البناء، أما المُعَرَّب، فهو الدخيل الذي جرى على الأبنية العربية[8].



[1] المزهر؛ السيوطي، 2/ 304.

[2] أساس البلاغة؛ الزمخشري، 184.

[3] المعرب من الكلام الأعجمي على حروف المعجم؛ الجواليقي، 5.

[4] شفاء الغليل فيما في كلام العرب من الدخيل؛ شهاب الدين الخفاجي، 34.

[5] كلام العرب: من قضايا اللغة العربية؛ د. حسن ظاظا، ص79، نقلًا عن "المعرب والدخيل في كتاب تهذيب اللغة للأزهري"؛ صفاء صابر مجيد البياتي، رسالة ماجستير منشورة، ص21.

[6] فقه اللغة؛ علي عبدالواحد وافي، ص153.

[7] المعجم الوسيط؛ مجمع اللغة العربية، المقدمة، ص31.

[8] مدخل إلى فقه اللغة العربية؛ أحمد محمد قدور، ص230.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة