• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

معنى النظم في اللغة

معنى النظم في اللغة
الشيخ مسعد أحمد الشايب


تاريخ الإضافة: 9/4/2017 ميلادي - 12/7/1438 هجري

الزيارات: 111240

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

معنى النظم في اللغة

 

النظم: مصدر نظم ينظم نظمًا ونظامًا، فهو ناظم ومنظوم، وهو ضد (المقابل) النثر.

وقد جاء في معاجم اللغة أن مادة (ن ظ م) تفيد: التأليف والتركيب، وضم شيءٍ إلى آخر على نسق معين؛ كنظم الدر والخرز وغيرهما.

وكلمة النظم تطلق على الشيء المنظوم من باب الوصف بالمصدر مبالغة وتخفيفًا؛ كما في قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ ﴾ [الطلاق: 6]؛ أي: وإن كن صاحبات محمولٍ في بطونهن.


وكلمة نظم دلالتها دلالة مادية؛ فنظم الخرز أو الدر في السلك مظهر مادي مُحَس ندركه بأبصارنا، كما أن نظم الكواكب في السماء يبدو للناظر كجواهر نظمت في عقدٍ، تلك الرؤية أيضًا رؤية مادية.


وإطلاقنا كلمة النظم على حروف القُرْآن، وكلماته، وجمله، وآياته، وسوره، وموضوعاته، وكذلك على الشعر والكلام - من قبيل المجاز[1].


والعلاقة بين المعنى الحقيقي والمجازي هي الاتصال، والاتساق، والتنسيق في كل منهما[2]، أو من قبيل تطور الدلالة المادية إلى الدلالة المعنوية، فإذا كان نظم اللآلئ في الخيط بضم بعضها إلى بعض على نحو معين لتظهر بمظهر جميل، فإن ضم الحروف والكلمات والجمل بعضها إلى بعض على نسق خاص في تأليف الكلام للدلالة به على المعاني - هو عين النظم وصورته.


يقول جمال الدين بن منظور: (النظم التأليف، نظمه ينظمه نظمًا ونظامًا، ونظمه فانتظم، وتنظم ونظمت اللؤلؤ؛ أي: جمعته في السلك، والتنظيم مثله، ومنه: نظمت الشعر ونظمته، ونظم الأمر على المثل، وكل شيء قرنته بآخر أو ضممت بعضه إلى بعض فقد نظمته، والنظم المنظوم وصف بالمصدر... والنظام ما نظمت فيه الشيء من خيط وغيره، وكل شعبةٍ منه وأصل: نظام، ونظام كل أمر: ملاكه، والجمع أنظمة وأناظيم... يقال: ليس لأمره نظام؛ أي: لا تستقيم طريقته، والنظام الخيط الذي ينظم به اللؤلؤ، وكل خيطٍ ينظم به لؤلؤ أو غيره فهو نظام، وجمعه نظم... والانتظام الاتساق... وليس لأمرهم نظام؛ أي: ليس له هدي ولا متعلق ولا استقامة، وما زال على نظامٍ واحد؛ أي: عادةٍ، وتناظمت الصخور: تلاصقت)[3]؛ اهـ.


ويقول الفيروزابادي: (النظم: التأليف، وضم شيء إلى شيءٍ آخر، والمنظوم... ونظم اللؤلؤ ينظمه نظمًا ونظامًا ونظمه: ألفه، وجمعه في سلكٍ، فانتظم وتنظم... والنظام: كل خيطٍ ينظم به لؤلؤ ونحوه)[4]؛ اهـ.

ويقول الزبيدي: (النظم التأليف، وضم شيء إلى شيء آخر، وكل شيء قرنته بآخر فقد نظمته. (و) النظم: (المنظوم) باللؤلؤ والخرز، وصف بالمصدر، يقال: نظم من لؤلؤ. (و) النظم: (الجماعة من الجراد)، يقال: جاءنا نظم من الجراد، وهو الكثير، كما في الصحاح، وهو مجاز... (و) النظم: (الثريا) على التشبيه بالنظم من اللؤلؤ... (ونظم اللؤلؤ ينظمه نظمًا ونظامًا)، بالكسر (ونظَّمه) تنظيمًا: (ألفه وجمعه في سلكٍ فانتظم وتنظم)، ومنه: نظمت الشعر ونظمته، ونظم الأمر على المثل، وله نظم حسن، ودر منظوم ومنظم)[5]؛ اهـ.

 

قلت: مما سبق من أقوال أئمة اللغة نستنتج ما يلي:

أولًا: أنه لا بد في النظم من الجمع والكثرة؛ ولذلك يطلق النظم للدلالة على معنى صف أو جمع، كما يقال: أتانا نظم من جراد؛ أي: صفٌّ كثير منه.


ثانيًا: النظم يفيد الضم والتنسيق؛ أي: ضم شيءٍ إلى آخر وتنسيقهما معًا، فلا يقال لأمرين أو أكثر: نظم أو منظومان إلا إذا رتبا على نسق معين، ولا يقال لأمر عشوائي: إنه نظم أو منظوم.


ثالثًا: النظم يفيد معنى الاستقامة والقوة؛ ولذلك يقال: ليس لأمره نظام؛ أي: استقامة، كما يقال أيضًا: الحق بلا نظام يغلِبه الباطل بنظام؛ أي: قوة.


وهذه الأمور الثلاثة المستفادة من النظم لغةً موجودة في القُرْآن الكريم؛ فسوره أربع عشرة ومائة سورة، وآياته ست وثلاثون ومائتان وست آلاف على العد الكوفي[6]، ناهيك عن عدد حروفه وكلماته، وجُمَله وموضوعاته، والقُرْآن أحكمت آياته وسوره ورُتِّبت من لدن حكيم خبير[7]، وفيها من القوة والاستقامة ما جعل المولى سبحانه وتعالى يقول: ﴿ أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82].

والله أعلم.



[1] المجاز: هو اللفظ المستعمل في غير ما وضع له في أصل اللغة، وهو مأخوذ من جاز هذا الموضع إلى هذا الموضع إذا تخطاه، ولا يعدل إلى المجاز إلا لمعانٍ ثلاثة: وهي الاتساع والتشبيه والتوكيد. انظر: "المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر" لضياء الدين بن الأثير، نصر الله بن محمد ت (637هـ)، تحقيق: أحمد الحوفي بدوي طبانة، نشر: دار نهضة مصر للطباعة والنشر والتوزيع القاهرة (1/ 84)، "المعجم المفصل في علوم البلاغة" (ص: 637 - 639).

[2] انظر: "المخصص" لابن سيده أبي الحسن علي بن إسماعيل المرسي ت (458هـ)، تحقيق: خليل إبراهيم جفال، نشر: دار إحياء التراث العربي بيروت، الطبعة: الأولى (1417هـ = 1996م)، (1/ 208).

[3] "لسان العرب" لجمال الدين بن منظور الإفريقي المصري ت (711هـ)، نشر: دار صادر بيروت، الطبعة: الأولى، (12/ 578).

[4] "القاموس المحيط" مجد الدين الفيروزابادي ت (817هـ)، تحقيق: مكتب تحقيق التراث في مؤسسة الرسالة، إشراف: محمد نعيم العرقسوسي، نشر: مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع بيروت، الطبعة: الثامنة (1426 = 2005م)، (ص: 1162).

[5] "تاج العروس من جواهر القاموس" لمحمد بن محمد الزبيدي ت (1205هـ)، تحقيق: مجموعة من المحققين، نشر: دار الهداية (33/ 496).

[6] انظر: "البيان في عد آي القرآن" لأبي عمرو الداني ت (444هـ)، تحقيق: غانم قدوري الحمد، نشر: مركز المخطوطات والتراث الكويت، الطبعة: الأولى (1414هـ = 1994م)، (ص: 80)، وهو أكبر عددٍ لآيات القرآن، وهو مروي عن حمزة الزيات، وأسنده الكسائي إلى عليٍّ رضي الله عنه. انظر: "مناهل العرفان" (1/ 343).

[7] انظر هذا المعنى في تفسير الآية الأولى من سورة هود في تفاسير: النيسابوري، والقرطبي، والآلوسي، ورشيد رضا، وغيرهم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة