• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

الاشتقاق من أسماء الأطعمة

د. سيد مصطفى أبو طالب


تاريخ الإضافة: 24/3/2017 ميلادي - 25/6/1438 هجري

الزيارات: 7154

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الاشتقاق من أسماء الأطعمة


• قال أبو عبيد: في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه (ألا ترون أني لا أقوم إلا رِفْدا،[1] ولا آكل إلا ما لُوِّقَ لي...).[2]

وقوله: لا آكل إلا ما لُوِّق لي، هو مأخوذ من اللُّوقة؛ واللوقة: الزُبْدة في قول الكسائي والفراء وقال ابن الكلبي: هو الزبد بالرطب، وأنشدني لرجل من عذرة:[3] (الطويل ).

وإني لِمَنْ سَالَمْتُمُ لأَلُوقةٌ *** وإني لمن عاديتمُ سُمُّ أَسْوَدِ

وقال غيره:[4] (الطويل )

حديثك أشهى عندنا من أَلُوَقَةٍ *** تَعَجَّلَهَا ظَمْآنُ شَهْوانُ للطُّعْمِ

 

والذي أراد عبادة بقوله: "لُوقِّ لي"، يقول: لُيِّن لي من الطعام حتى يصير كالزُبْد في لينه، يعني: أنه لا يقدر على غير ذلك من الكِبَر.[5]


أوضح أبو عبيد أن اللوقة الزبد، وقد قيل لُوِّق، وهو مأخوذ منها، والمعنى: ما لَيِّن من الطعام حتى يتيسر له أكله، وذلك من الكبر في السن.

 

يقول ابن فارس: اللام والواو والقاف كلمةٌ تدلُّ على تطييب شيءٍ. يقال: لَوَّقَ الطّعامَ، إذا طيَّبَه بإِدامه. ويقولون: اللُّوقة: الزُّبْدَة.[6]

فابن فارس يبين أن ما تدل عليه الكلمة هو تطيب وتليين، وأن اللوقة: الزبدة.

ولا شك أن اللوقة هي الأصل لأنها حسية، والحسي أسبق من المعنوي.

ويقول ابن الأثير: ولاَ آكُل إلاَّ مَا لُوِّقَ لي، أي: لاَ آكُل إلاَّ مَا لُيِّن لِي، وأصله من اللُّوقَة وهي الزُّبْدَة.[7]


وجاء في القاموس: واللُّوقَةُ-بالضم-الزُّبْدَةُ، أو بالرُّطَبِ، أو السَّمنُ بالرُّطَبِ، كالأَلوقَةِ كمَلولَةٍ، وتَلْويقُ الطعامِ: إصْلاحُه بها.[8]

من خلال هذه النقول يمكن القول بأن اللوقة هي الزبدة، ويؤخذ منها: لُوِّق، أي: لُيِّن، وهو مأخوذ من اسم العين.

 

وبيان ذلك كما يلي:

المشتق

لُوِّق.

توصيفه

فعل ماض مبني للمفعول.

المشتق منه

اللوقة.

توصيفه

الزبدة: وهي من الأطعمة.

دلالة الاشتقاق

يدل على غاية الليونة وكمالها في المشتق منه وهو اللوقة = "الزبدة".

 

• قال ابن قتيبة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا أراد الله بعَبْد خيرًا عَسَله).[9]

قولُه: عسَلَه، أراه مأخوذا من العَسْل، شبَّه العَمَل الصالح الذي يفتح للعبد حتى يرضى الناس عنه، ويطيب ذِكْرُه فيهم كالعَسَل، يقال: عسَّلْت الطعام أعْسِله وأَعْسُله عَسْلاً.[10]

بين ابن قتيبة أن الفعل (عسله) مأخوذ من العَسَل.

 

يقول ابن فارس: العين والسين واللام، الصحيح في هذا الباب أصلان،... والثاني طعامٌ حُلْو، ويُشتقُّ منه،... والعَسَّالة، والعاسل، وعَسَل،... ومِمّا حُمل على هذا العُسيْلة. وفي الحديث: "حَتَّى يَذُوق عُسَيْلَتَها وتذوقَ عُسيلتَه" إنما يُرَاد به الجِماع،... وفي الحديث: "إذا أراد الله بعبدٍ خيرًا عَسَلَه"، وهو من هذا.[11]


فهذا القول من ابن فارس صريح الدلالة على الاشتقاق من العسل.

ويقول الزمخشري في هذا الحديث: هو من عسل الطعام.[12]

وفي النهاية: العَسْل: طِيبُ الثَّنَاء مأخُوذٌ من العَسَل. يقال: عَسَل الطَّعَامَ يَعْسِله: إذا جَعَل فيه العَسَل.[13]

وعلى ذلك؛ فإن اللفظ الوارد في الحديث (عسله) مأخوذ من العسل وهو من الأعيان.

 

وبيان ذلك كما يلي:

المشتق

عَسَلَه.

توصيفه

فعل ماض متعد.

المشتق منه

العسل.

توصيفه

نوع من أنواع الأطعمة.

دلالة الاشتقاق

يدل على زيادة الحلاوة في المشتق منه وهو (العَسَل).

 

• قال الخطابي في حديث النبي صلى الله عليه وسلم: أنه نزل وأبو بكر رضي الله عنه بأم معبد وَذْفَان مخرجه إلى المدينة، فأرسلت إليه شاة فرأى فيها بُصْرَة من لبن، فنظر إلى ضرعها، فقال: إن بهذه لبنا ولكن أَبغِينِي شَاةً ليس فيها لبن، فبعثت إليه بعَنَاق جَذَعَة، فقبلها، قال هشام بن حبيش الكعبي: أنا رأيت الشاة وإنها لتأدمُهُا وتَأْدُم صِرْمَتَهَا.[14]


ويقال أدمت الخبز آدمه والاسم الإدام والأدم ويقال من اللبن لبنته أَلْبِنُه وأَلْبُنُه ومن التمر تَمَرْتُه أَتْمُرُه ومن اللحم أَلْحَمْتُهُ بالألف.[15]


ذكر الخطابي أن أدمت فعل والاسم منه الأدم، فكأنه يريد: إن أدمت من الأدم مأخوذ، كما يؤخذ لبنت وألبنت من اللبن، وألحمت من اللحم،وأتمرت وتمرت من التمر

يقول الصاحب ابن عباد والأدْمُ: مَعْرُوْفٌ؛ وهو الإِدَامُ يُؤْتَدَمُ به. وطَعَامٌ مَأدُوْمٌ وأدِيْمٌ.

واسْتَأدَمَنِي فأدَمْتُه وآدَمْتُه.[16]

ويقول الجوهري: والأُدْمُ والإدامُ: مايؤتَدَمُ به. تقول منه: أَدَمَ الخبزَ باللحم يَأدِمُهُ.[17]


ويقول ابن منظور: والإِدامُ معروف ما يُؤْتَدَمُ به مع الخبز، والأُدْمُ ما يؤكل بالخبز، أَيَّ شيء كان، وأَدَمَ الخبز يَأْدِمُه أَدْمًا.[18]


من هذه النصوص يستفاد أن الإدام ما يؤتدم به الطعام، وما يؤكل بالخبز، ومنه يشتق: أدم يأدم أدمًا. وهذا اشتقاق من اسم العين.

 

وبيان ذلك كما يلي:

المشتق

تأدمها

توصيفه

مضارع أَدَمَ المتعدي إلى الواحد.

المشتق منه

الإدام

توصيفه

جنس من الطعام.

دلالة الاشتقاق

يدل على صيرورة الفاعل (الشاة) مصدرًا للمشتق منه = (الإدام).



[1] لا أقوم إلا رِفْدا يقول: لا أقدر على القيام إلا أن أرفد فأعان عليه. غريب أبي عبيد (5/ 165).

[2] الفائق (2/ 73)، والنهاية (4/ 278).

[3] اللسان (لوق) (8/ 159).

[4] اللسان (لوق) (8/ 159).

[5] غريب أبي عبيد (5/ 165،166).

[6] المقاييس (لوق) (2/ 465).

[7] النهاية (4/ 278)، وينظر اللسان (لوق) (8/ 159)، والمعجم الوسيط (لوق) (2/ 846).

[8] القاموس ( لوق) (2/ 846).

[9] ابن حبان (كتاب البر والإحسان - باب ما جاء في الطاعات وثوابها) (2/ 54)، ومسند البزار (6/ 286).

[10] غريب ابن قتيبة (1/ 301، 302).

[11] المقاييس (عسل) (2/ 263).

[12] الفائق (2/ 429).

[13] النهاية (3/ 237).

[14] مجمع الزوائد (6/ 68)، وأسد الغابة (1/ 473).

[15] غريب الخطابي ( 1/ 421، 422).

[16] المحيط في اللغة (أدم) (5/ 385).

[17] الصحاح (أدم) (5/ 1859).

[18] اللسان (أدم) (1/ 102)، وينظر: الاشتقاق لعبد الله أمين (ص54)، والمعجم الوسيط (أدم) (1/ 10).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة