• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

صيغة تفعل

صيغة تفعل
د. سيد مصطفى أبو طالب


تاريخ الإضافة: 24/2/2017 ميلادي - 28/5/1438 هجري

الزيارات: 77014

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

صيغة تَفَعَّل


تأتي هذه الصيغة لمعانٍ منها:

1- التكلف، بأن يعاني الفاعل ليحصل له الفعل من غير إظهار ذلك إيهامًا على غيره[1].

قال سيبويه: وإذا أراد الرجل أن يدخل نفسه في أمر حتى يضاف إليه، ويكون من أهله؛ فإنك تقول: تَفَعَّل، مثل: تَشَجَّع، وتصَبَّر، وتجَلَّد، وتحَلَّم[2].

2- الصيرورة، مثل: تأيمت المرأة: صارت أيِّمًا، وتحَجَّر الطين، صار حجرًا، وتَحَلَّل الحاج: خرج من إحرامه، وأبيحت له محظوراته[3].

3- موافقة صيغة (افتعل) في الدلالة على الإظهار، كتعذَّر في معنى اعتذر، وتعظَّم، أظهر العظمة.


التركيب الصوتي لصيغة (تَفَعَّل):

تكونت بإلصاق فونيم (التاء) المتبوع بصائت الفتح، أو المقطع (ta) إلى صيغة (فَعَّل)، فأصبح تشكيلها المقطعي على هذه الصورة:

( ت ـــَـــ / ف ـــَـــ ع / ع ـــَـــ / ل ـــَـــ)

أي: (ص ح+ ص ح ص + ص ح + ص ح).

مقطع قصير مفتوح+ مقطع طويل مقفل+ مقطعان قصيران مفتوحان، واحتلال النبر المقطع قبل الأخير.

فالزيادة في تفعل سابقة ووسطية، كما هي في تفاعل،إلا أنها في الأولى زيادة بالتضعيف، وفي الثانية زيادة بالمد.[4]


والآن إلى عرض المواضع التي وردت فيها هذه الصيغة:

• قال أبو عبيد في حديث عمر رضي الله عنه: (هاجروا ولا تَهَجَّرُوا...)[5].

قوله: هاجروا ولا تهجروا، يقول: أخلصوا الهجرة ولا تشبهوا بالمهاجرين على غير صحة منكم، فهذا هو التهجُّر، وهو كقولك للرجل: هو يتحلَّم وليس بحليم، ويتشجَّع وليس بشجاع، أي أنه يظهر فيه ذلك وليس فيه[6].

يبين لنا أبو عبيد دلالة لفظ (تهجَّروا) بوزن (تَفَعَّلُوا) وأنه يدل على عدم تكلف التشبه بالمهاجرين ش دون أن يكون المرء متأسيًا بهم متبعًا لهم يسير على نهجهم وسنتهم.


ولقد سبق الخليلُ الشارحَ بالنص على هذه الدلالة، فقال: (هاجروا ولا تهجروا)، أي: أخلصوا الهجرة لله ولا تشبهوا بالمهاجرين، كما تقول: يتحلم وليس بحليم.[7]

وفي المقاييس: وتَهَجَّر فلان، أي: تشبه بالمهاجرين.[8]

وقال الزمخشري: التهجر: أن يتشبه بالمهاجرين على غير صحة وإخلاص.[9]

وتأسيسًا على ما سبق، فإن دلالة اللفظ وهو على هذا الوزن (تَفَعَّل) يدل على التكلف، وفعل بغير إخلاص، بدليل النهي عنه.

 

• قال أبو عبيد في حديث وهب بن منبه: (لقد تأبَّل آدم عليه السلام على ابنه المقتول كذا وكذا عامًا لا يصيب حواء).[10]

قوله: تأبل، هو تفعَّل من الأبول، وهو أن تجزأ الوحش عن الماء فلا تقربه،... فشبه امتناع آدم عليه السلام من غشيان حواء بامتناع الوحش من ورود الماء إذا أبلت [11].

لقد صرح الشارح ها هنا بالاشتقاق: حيث جاءت كلمة (تأبَّل) على وزن (تفعَّل) وجاءت دلالة الكلمة موافقة لمعنى من معاني الصيغة التي جاءت عليها وهي الصيرورة.

قال الخليل: تَأَبَّل الرجل عن امرأته تَأَبُّلًا، أي: اجتزأ عنها، كما يجتزئ الوحش عن الماء.[12]

وقال الهروي في معني هذا الحديث (تأبل)، أي: توحش عنها وترك غشيانها، يقال: أبَّلت الإبل وتَأَبَّلت.[13]

وفي الفائق في معناه: امتنع عن عشيان حواء متفجعًا على ابنه،.. وهو من أبَّلت الإبل وتَأَبَّلت، إذا جزأت.[14]

وعلى ذلك، فإن دلالة الكلمة التي سُكَّت في صيغة (تَفَعَّل) هي الصيرورة والمعنى: صار آدم عليه السلام كالإبل التي اجتزأت عن الماء بالرطب، فقد ترك غشيان زوجه حواء حزنًا على ابنه.

 

• قال ابن قتيبة في حديث عمر ط: أنه لما قدم إلى الشام تفحَّل له أمراء الشام.[15]

قوله: تفحل له أمراء الشام، يريد: أنهم اخشوشنوا في الزي واللباس والمطعم؛ وأصله من الفحل، لأن التصنع في الزي والقيام على النفس عندهم إنما هو للإناث.[16]

إن غرابة الصيغة ها هنا هي التي دعت ابن قتيبة إلى تفسير لفظ التفحل الذي ورد على صيغة (تَفَعَّل).

ويبين لنا الزمخشري معنى هذه الصيغة، فيقول: لما قدم عمر الشام تفحل له أمراء الشام، أي: تكلفوا له الفحولة في اللباس والمطعم، فخشنوهما.[17]

وفي الغريبين للهروي: معناه: أنهم تلقوه متبذلين غير متزينين.[18]

وعلى ذلك، فإن معنى هذه الصيغة هو التكلف، وكأن هؤلاء الأمراء لم يتعودوا خشونة الملبس والمطعم، فتكلفوهما لما قدم عمر رضي الله عنه.

 

• قال السرقسطي في حديث كعب بن مالك رضي الله عنه: والله ما تعذرت من كذبة منذ قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك إلى يومي هذا.[19]

قال أبو زيد: سمعت أعرابيين تميميًّا وقيسيًّا يقولان: تعذرت إلى الرجل تعذرًا في معنى اعتذرت إليه اعتذارًا.[20]

وقف الشارح في هذا الحديث على معنى صيغة (تَعَذَّر) بوزن (تَفَعَّل)، وأنها بمعنى (اعتذر) بوزن (افتعل)، وأن هذه الموافقة إنما جاءت من قبيل الاختلاف اللهجي، فتميم وقيس يجعلون تَفَعَّل بمعنى افْتَعَل.


قال الإمام الحربي: قال أبو زيد: سمعت التميميين والطائيين يقولون: تعذَّرت إلى الرجل تَعَذُّرًا في معنى اعتذرت،... وأنشدنا[21]: (الطويل)

وإِنِّي لَأَسْتَحيي وفي الحقِّ مُسْتَحًى ♦♦♦ إذَا جَاءَ باغِي العُرْف أن أتَعَذَّرَا[22]


قال أحد المُحْدَثِين: لم نجد إلا مثالًا واحدًا استعمل فيه التميمي وزن (تفعَّل) في مقابل (افتعل) بمعنى عند غيرهم،... وهذا المثال (تَعَذَّر) وإن كان فريدًا إلا أنه يتفق ومنهج التميميين الذين يميلون إلى التضعيف. والفعلان وإن كانا متفقين في الماضي من حيث عدد المقاطع، إلا أن عدد المقاطع يزيد مقطعًا عند التميمي في المضارع.

وإن هذه الصيغة وردت في شعر الأحوص الأنصاري (ت 105هـ)[23]:

طَرِيدٌ تَلَافاهُ يَزيدٌ برحمة ♦♦♦ فلم يُلْفَ من نَعّمَائِهِ يَتَعَذَّرُ[24]

وعلى ذلك: فإن معنى تعذر: أظهر الاعتذار.



[1] في تصريف الأفعال (ص78)، وشذا العرف (ص43).

[2] الكتاب (4/ 71).

[3] في تصريف الأفعال (ص78)، وينظر: أبنية الأفعال (ص57).

[4] الصيغ الفعلية (ص921).

[5] الفائق (3/ 298).

[6] غريب أبي عبيد (2/ 60).

[7] العين (هجر) (3/ 386، 387).

[8] (هجر) (2/ 243)، وينظر: النهاية (5/ 557)، والغريبين (6/ 1913).

[9] الفائق (3/ 298).

[10] الفائق (1/ 20)، والنهاية (1/ 16).

[11] غريب أبي عبيد (2/ 403).

[12] العين (أبل ) (8/ 342).

[13] الغريبين (1/ 29).

[14] الفائق (1/ 20)، النهاية (1/ 16).

[15] الفائق (3/ 91)، النهاية (3/ 792).

[16] غريب ابن قتيبة (1/ 1/ 607).

[17] الفائق (3/ 91).

[18] الغريبين (5/ 1418)، النهاية(3/ 792).

[19] البخاري (كتاب المغازي- باب حديث كعب بن مالك) (4/ 1603)، ومسلم (كتاب التوبة-حديث توبة كعب بن مالك) (4/ 2120).

[20] الدلائل (3/ 1009).

[21] لتميم بن مقبل، ديوانه (ص111) عنى بتحقيقه د. عزة حسن. دار الشرق العربى. 1416هـ-1995م. وباغي العرف: طالب المعروف والخير.

[22] غريب الحربي (1/ 272).

[23] اللسان (عذر) (6/ 145)، والتاج ( ع ذ ر) (12/ 558).

[24] لغة تميم دراسة تاريخية وصفية (ص389) د. ضاحي عبد الباقي. مجمع اللغة العربية. القاهرة مؤسسة روزا اليوسف 1427هـ - 2006م.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة