• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / فن الكتابة


علامة باركود

الأقربون أولى بالمعروف: قل لي ماذا ولمن تكتب، أقل لك من أنت

الأقربون أولى بالمعروف: قل لي ماذا ولمن تكتب، أقل لك من أنت
د. مطيع عبدالسلام عز الدين السروري


تاريخ الإضافة: 26/12/2016 ميلادي - 26/3/1438 هجري

الزيارات: 12432

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأقربون أولى بالمعروف

قل لي ماذا ولمن تكتب، أقُلْ لك مَن أنت

 

السؤال الذي ينبغي أن يُطرَح هو: لِمَن نكتب؟ وليس: لِمَاذا نكتب؟

كلمة الاستفهام "لِماذا" تُحاول إبراز الوجه الفلسفي، أو بتعبير آخر: الشق الفكري النفسي للكتابة، وتظلُّ بنا هناك لا تتحرك قِيدَ أُنْملة عن تلك الوجهة.

 

في عصرِ الوعي باللغات، وأهميتها، وتأثيرها القوي كأداة لصياغة الفكر والتطور والتنمية - تبرزُ أهمية طرح أداة الاستفهام "لِمَن" في موضوع الكتابة، وهي أكثر إلحاحًا من أداة الاستفهام "لِماذا"، التي أغرقت أفكارًا كثيرة لعددٍ كبير من الكتَّاب في محيط الفلسفة.

 

التفكير في الكتابة كعمليةٍ فكرية هو غوصٌ في محيط الفلسفة، تجد فيها أسئلةً ومحاولات إجابة تحومُ حول اللغة والفكر والنفس، وخاصة في الكتابات الفلسفية الغربية وعند بعض الكتَّاب العرب.

 

في رأيي: الحاجة الآن ملحَّة في ظلِّ هذا الفيضان الفلسفي لإعادة توجيه دفَّة الأسئلة لاتجاهات جديدة، أكثر عملية، وأكثر فائدة، لشباب مجتمعات تتطلع للعيش الكريم في ظل أوضاع حياتية صعبة للغاية في عالَمِنا العربي والإسلامي.

 

مَن هو بحاجة ماسة لموضوعات الكتابة؟

وما هي المواضيع التي هو بحاجة إليها؟

"الكتابة لا تقتصرُ على المكتوب، بل أيضًا تشمل المسموع والمرئي؛ فكل ذلك شكلٌ من أشكال الكتابة؛ لأن أشكال القلم تتنوع"؛ (لطفًا، انظر مقالنا المعنون بـ"القلم معنى يتوسع مع الزمن"، المنشور هنا في شبكة الألوكة).

لِمَاذا - نحن الباحثين العرب - نكتب بغير العربية: الإنجليزية عادةً؟

هل نكتب؛ لأن المتحدثين بتلك اللغة بحاجة إلينا، أم نحن بحاجة إليهم، أم أن الأهمية تكمنُ في اللغة نفسها، ولا عَلاقة لنا بعربٍ أو بلغتنا العربية في الأمر؟

وما هي حاجتنا إلى كتابة أبحاثنا بلغات الآخرين، وترك لغتنا تلهث خلف الرَّكْب؟

 

ربما كنت سأتفهَّم أهمية الكتابة بغير العربية لو كان هناك تفسيرٌ مقبولٌ.

في البداية، دعوني أوضح - بل أكرر التوضيح - حتى لا يكونَ هناك إساءة فهم للموضوع.

أقول: إن تعلم اللغات الأجنبية مطلبٌ عربي وإسلامي، وأيضًا تَنْموي، لا شك فيه أبدًا، عرضي للموضوع يحاول فقط لا أكثر لَفْتَ الانتباه إلى أهمية الاستخدام الأمثل للغات لمجتمعاتنا العربية والإسلامية.

نحن نكتب أبحاثنا بغير العربية في أكثرِها؛ لأننا ألِفْنا ذلك؛ بل إن جامعاتنا تحثُّنا حثًّا على ذلك، بل وترغمنا عليه بحجَّة النشر في مجلات عالَمية، وفي الغالب ينشر معظم الباحثين العرب في مجلات ربحية ليس فيها "علمية" من قريب أو من بعيد، ويختلف الأمر عندما يعملون في جامعات دول أخرى، تستطيع أن تتأكد من المجلات التي ينشرون فيها.

نحن نكتب أبحاثنا بغير العربية؛ لأننا نظن أن هذا من البحث العلمي.

 

وماذا نكتب؟

للأسف نكتب ما ليس الآخرون بحاجة إليه، بعبارة أخرى: نكتب بغير العربية ما مجتمعاتُنا بحاجة ماسَّة إليه، للأسف نشفره بلغات أخرى!

إننا نعمل ضد أنفسنا ومجتمعاتنا، وضد شبابنا ومستقبلهم، لو كنا نكتب ما الآخرون بحاجة إليه مِن عندنا، لكان يُمكِن تفهُّم الموضوع، لكن للأسف، الآخرون ليسوا بحاجة إلى كتاباتنا تلك، فما عندهم يفوقُ كمًّا وكيفًا ما ننتجه - نحن الباحثين العرب - بمراحل زمنية كبيرة.

كل المبررات التي يمكن أن تقال للكتابة بغير العربية من قِبَل الباحثين العرب - لا معنى لها، عندي على الأقل، إلا إن كانت تعطي الآخرين أو تنقل لهم شيئًا ينبغي أن يعرفوه عنا، أو كانت لإنارة طريق الله لهم من باب الدعوة لدين الله، أو ضمن ذلك، أما غير ذلك فلا أجد مبررًا له وجاهته.

ما الوجاهة في أن نكتب أبحاثَنا بغير العربية، ومجتمعاتُنا وشبابنا بحاجة إلى ذلك قبل أي أناس آخرين؟!

ما مبرر عدم كتابة الأبحاث باللغة العربية في كل مجالات المعرفة؟

ما الدافع التنموي لبلداننا في نشر أبحاثنا بغير العربية؟

أفيدونا، يا باحثينا، جزاكم الله خيرًا.

 

دعوة للباحثين العرب:

لماذا لا يتم نقلُ ما يفيد مجتمعاتنا من لغات العالم إلى اللغة العربية؟

أعرف أن هناك مَن يعمل ذلك، ولكن أخاطب مَن هو مغرم بالكتابة بغير لغته العربية، تحت وهم أن ذلك من البحث العلمي، أو أن ذلك يعطيه أهمية شخصية أو عالَمية.

الكتابة بغير العربية تحت ضغط الخطابات المُهَيْمِنة على حياتنا كعرب خداعٌ للنفس، وسنظل كذلك ما دمنا لا نقاوم التيار الجارف غيرَ المبرر لأنفسنا، قبل أي شخص آخر.

 

ما أفهمُه وأعيه أن الإنسان العربي قد يكتب بلغة غير عربية (أي بلغة أجنبية) مضطرًّا لأغراض دراسية، دنيا أو عليا، أو لغرض إسلامي دعوي، أو ما يدخل ضمن ذلك، لكن حال انتفاء الضرورة أو الغرض، فإن الكتابة بغير العربية تدلُّ - عندي على الأقل - على رضوخ الإنسان للسلبية، تحت ضغط البيئة التي تحتاج إلى مقاومة، ولو بالوسائل المتاحة ضمن قدرة الإنسان.

 

أكرر: تدل على رضوخ الإنسان للسلبية، مهما احتمى تحت مبرر البحث العلمي، أو سَعة انتشار اللغة الإنجليزية!

كفى مغالطة لأنفسنا، إن كان مَن يعول عليهم في نهضة الأمة علميًّا وأكاديميًّا وبحثيًّا هم أوَّل مَن يتخلى عن ذلك، فمَن سيقوم بالدور؟ لا يمكن للغة أخرى أن تنهض بمجتمع مختلف لُغويًّا عنها.

تعلُّم اللغة الأجنبية وإجادتها شيءٌ محبَّذ ومطلوب ومرغوب، ولا ينبغي تجاهله أو تركه، لكن استخدامها ينبغي أن يكون إيجابيًّا وليس سلبيًّا.

لنتذكَّر أن الكتابة بغير العربية مثل التعامل بالعملة الأجنبية، قد يربح المرء شخصيًّا، لكن الوطن هو الخاسر بلا شك.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة