• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / فن الكتابة


علامة باركود

إلى كل أخت أديبة

فضل محمد الحميدان


تاريخ الإضافة: 21/12/2016 ميلادي - 21/3/1438 هجري

الزيارات: 5483

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إلى كل أخت أديبة

 

همسةُ ودٍّ.. لا أكثرَ.

تمهيدٌ لا بدَّ منهُ:

قد يتساءلُ أحدُنا عن مغزى تخصيصِ هذه الرسالةِ بـ (الأخت الأديبة)؛ إذ الأدبُ لا يختصُّ بذكرٍ ولا أنثى؟

وأقولُ: هل رأيتم أثر الكلمة (الأنثى)، حينَ تخرج من (أنثى)، هي في أثرِها كالسّحرِ: تقتلُ في الأولى لأنّها سحرٌ، وتقتلُ في الثّانيةِ لأنّها صُنِعتْ على عينِ (أنثى)؛ لذا جاءَ الخطابُ القرآنيُّ: ﴿ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا ﴾ [الأحزاب: 32].

 

وجميلٌ قولُ صاحبِ التحرير والتنوير، العلامة محمّد الطاهر بن عاشور (1879- 1973م)، وهو في الكلمةِ شفاهةً، فكيفَ بها مكتوبةً مرموزةً ممهورةً بخاتمِ مبدعتِها؟! يقول: "والنساءُ في كلامهنَّ رقةٌ طبيعيةٌ، وقد يكون لبعضهنَّ من اللطافةِ، ولينِ النّفسِ، ما إذا انضمَّ إلى لينِها الجِبِلِّيِّ، قَرُبَتْ هينتُهُ من هينةِ التدلُّل لقلةِ اعتيادِ مثلِهِ، فإذا بدا ذلك على بعضِ النساء، ظنَّ بعضُ من يشافِهُها منَ الرّجالِ أنّها تتحبَّبُ إليهِ، فربما اجترأتْ نفسُهُ عَلَى الطّمعِ في المغازلةِ، فبدرَتْ منهُ بادرةٌ تكونُ منافيةً لحرمةِ المرأةِ".

 

لذا؛ كما أتحسّسُ، فأثرُ الكلمةِ منها، له وقعُهُ، أضعافَ ما يكونُ منها منْ جهةِ الرّجلِ، فغدا الاحتياطُ منَ التلبسِ في مطامعِ الكلمةِ منها، كالاحتياطِ منَ الطمعِ في مبدعةِ الكلمةِ ذاتِها!

 

هو تكلُّفٌ، نعم، لكنْ، لخُلقِ الأنسِ الذي فُطرتْ عليهِ النّفسُ الإنسانيةُ النزّاعةُ إلى كمالِها، ومبدؤُها، في ذلكَ كلّهِ، ومنتهاهُ : المرأةُ، فكيفَ بها، لو كانتْ أديبة؟!

 

وأما الرّسالةُ:

فهيَ همسةُ أخٍ مشفق، بقلب يفيضُ محبَّة، وروح تتنسمُ الطّهر، وتتغيَّا سبيلَ السماء، لا معنى اﻷرض!

 

هيَ همسةٌ، لو فرقتْنا في الرّأي، فلا تباعدنا في الرُّؤى، وأصدقك أنّها معنًى كالعقيدة، خرجتْ من كيسِ الذي تشرّبتْ ملكاتُهُ خبرةَ اﻷيام، فَرَعَتْهُ على عينها، حتى حصد النّجاحَ كلَّه، والسَّعادة كلها، حين رعى اﻷخوّةَ حقَّها!

 

ومن واجبِ اﻷخوّة أهمسُ لك بودٍّ:

هذا الجمالُ الذي مُنِحتِه، خُلق ليكون سموًّا على سموٍّ، ورفعةً على رفعةٍ، في مكانه وزمانه، بهيبتهِ، وجلاله، وعظمته!

 

لكنَّهُ، في غير مكانهِ، حين يكونُ لمن يرغبُ، فينظرُ إليه، يستحصدُ رونقَهُ بما استقرَّ له من طويَّةِ نفسِهِ، فعندئذ، حَجْبُهُ لكِ، ولهُ، رقيٌّ، ومَنَعَةٌ، وعِصمةٌ!

 

وكأنّي بإحداكنَّ تقولُ: صورتي على مواقعِ التَّواصلِ، لنْ تزيدَ بهائي عظمةً، ولن تفيءَ عليَّ بما ينفعُ، فلأجعلها مخبوءةً لمنْ يزيدُ أنسُهُ بها، مخبوءةً كالدُّرَّة، يتغَالى ثمنُها كلّما طالَ غيابُها!

 

هذهِ رسالتي الأولى، فاجعليها همسةَ ودٍّ، همسةَ ودٍّ، لا أكثرَ!

 

وفي الرّسالةِ الثّانيةِ أذكّركِ بأنَّ التّسويقَ للمفاهيم العفيفةِ جهادٌ، وهو واجبٌ في زمانِ التّقهقرِ هذا، فصناعةُ المستقبل فنٌّ رفيع لا يتأتَّى إلا لعالم ربَّانيٍّ ثَقِفٍ، ولن تضيع أمّة فيها أقلام النساء تنجز ما تفيءُ به أقلام رجالها!

 

لذا؛ كونِي لأختِكِ الشَّابّةِ عونًا لها على نفْسِها، ولأخيكِ الشّابِّ عونًا لهُ على نفسِهِ، فإنْ كانتْ هيَ بذرةَ خيرٍ، غدَتْ بكِ داعيةَ صلاحٍ، وإنْ كانَ فيهِ أصلُ الطّهرِ، صارَ بكِ سبيلَ هدايةٍ!

 

أريها منكِ الودَّ والرّحمةَ والقدوةَ، تَغْدُ لك سندًا على نفسِكِ ودنياكِ، ودَعيهِ هوَ يُدرك فيك معنى الحزمِ والتّسامي والعفّةِ؛ فهو سيسعى سعيَهُ لتكونَ أمثالُكِ أنتِ شريكَ عمرِهِ في الدّنيا، ورفيقَ جنّتِهِ في الآخرةِ!

 

أنتِ - في كلماتك - صورةٌ من العاطفةِ التي تَضَعُ، أو ترفَعُ!

 

فلتجعلي قوّةَ العاطفةِ المتفجّرة فيكِ كلماتٍ، وصورةً، وأحوالًا، تعيدُ طهارةَ الحياةِ وسموَّها، في نفسِ من يقرُؤكِ، ويتابعُكِ، ويتَّخذُك قِبلةً لمعاني قلبهِ!

 

وفي الرّسالة الثّالثةِ أقول لك:

إنّهُ ليسَ غريبًا عنكِ، أنَّ لينَ الحرف في الكتابة النفسيّة الشّاعرةِ، وهو يتكاملُ مع لينِ الفكرةِ، يجعلُ تلكَ الصّورةَ اﻷدبيّةَ التي تقعُ آثارُها في نفس المتلقّي، ثورةً في عالمِ المادّة، لا تقِلُّ أثرًا عن مَسِّ كهرباءِ صوتٍ ناعمٍ مهموسٍ، وهو يتناغمُ مع روح فكرةٍ حسيّة شاغلةٍ!

 

فكما أنّ لتنغيم الصوتِ بركانًا يتضاءَل على الزّمن، فإنّه في الحرفِ - ما دامَ يُقرأ - زلزلةٌ في الفكرِ، لا تَنِي، ولا تَهدأُ!

 

وخاتمةً، فإنَّ الكلمةَ الفاشلةَ حقيقةٌ فاشِيَةٌ نعيشُها كلَّ لحظةٍ، فقدِ امتدّتِ امتدادًا، وانتشرَتِ انتشارًا، وهيَ، إنْ لمْ تقتلْ قارئِها في هبوطِها، مزّقتْهُ ضَجَرًا!

 

فلنخترْ منْ كلماتِنا: أنْفَعَها، وأرْقاها، وأكرَمَها!

 

وإنّنا كأدباءَ، ما زلنا نؤمنُ بأنْ ليسَ يرفَعُ الكلمةَ الرَّاقيةَ كحَيَائِها؛ فحيَاؤُها إنَّمَا هُوَ مادَّةُ الحَياةِ فيها؛ وفي الصّحيحِ مِنْ حديثِ مَنْ لا يَنْطِقُ عنِ الهَوى: ((الحَياءُ خَيْرٌ كُلُّهُ))، وفي شِعرِ الحَكيم (باحثةُ البَادية):

إنَّ الفَتَاةَ حَديقةٌ وَحَيَاؤُها ♦♦♦ كالمَاءِ مَوقوفًا عليهِ بَقَاؤُهَا





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
2- قيم سامية
نايا - سوريا 26-12-2016 12:21 AM

ما أحوجنا في عصر التردي الأخلاقي , وانقلاب المفاهيم , إلى من يعيد للأمة معاني تلك القيم السامية, لتتجسد سلوكا بعد أن تعيها أذن واعية.
بارك الله بكم وأجرى الخير على يديكم..

1- كلمات في وقتها
سفير الأدب - ماليزيا 21-12-2016 05:44 PM

ليس أجمل من الرسالة إلا الاستدلال من ابن عاشور ... كلمات تستحق الوقوف والتأمل

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة