• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع العميد عبد العزيز القصيرالشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين شعار موقع العميد عبد العزيز القصير
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين / مقالات


علامة باركود

الحج.. حكم وأسرار

الحج.. حكم وأسرار
الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين


تاريخ الإضافة: 14/8/2015 ميلادي - 28/10/1436 هجري

الزيارات: 8669

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الحجّ.. حِكَمٌ وأسرارٌ

لصاحب المعالي الشيخ/ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين

عضو هيئة كبار العلماء، وعضو اللجنة الدائمة للبحوث والفتوى

 

الحمد لله الذي فرض الحج على من استطاع من عباده؛ ﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ﴾، والصلاة والسلام على أشرف رسله وأنبيائه، أما بعد:

فإن الله شَرَعَ الحج وجعل له حِكَماً وأسراراً وغاياتٍ، وأخبر الله عن ذلك بأبلغ أسلوب وأوجز عبارة، فقال - جلّ من قائل كريم -: ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ [الحجّ: 27-28].

 

والمنافع التي يشهدها الحجيج كثيرة، فالحج موسمٌ ومؤتمرٌ، موسمُ تجارة وموسمُ عبادة، ومؤتمرُ اجتماعٍ وتعارفٍ وتعاونٍ.

 

إن فريضة الحج كغيرها من فرائض الإسلام تعتمد على الإيمان بالله واليوم الآخر، وأول ما تفيض به هذه العقيدة على النفوس وهي تذكرها بتقوى الله وخشيته أن تُهَذَّب السلوك الإنساني، وأن تضع المجتمعات في رعاية الضمير اليَقِظِ، فتجعل من المجتمع الإنساني مجتمعاً متعاوناً على البرّ؛ إذ كلّ فردٍ فيه يعلم أن سعيه من ورائه حسابٌ، وحسابه من ورائه ثوابٌ أو عقابٌ، وأنه يمرّ بالدنيا ولا يقيم، فمن وراء اجتماعه هناك في عرفة جمعٌ أكبر يجني فيه ما غرست يداه، ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ﴾ [الزلزلة: 7، 8]

 

ولا نجد شيئاً يمكن أن يصون المجتمع ويرعى إخاءه مثل ما تصنع خشية الله والخوف منه، هنا يقبل الإنسان وقد طرح هواه وتخلّى عن أنانيته.

 

وفي الحج مظاهرُ للوحدة في كلّ شيء في العقيدة، فالله واحد، والكلّ يستجيب لأمره ويبتغي مرضاته وهو يهتف متجرّداً (لبيك اللهم لبيك، لبيك لا شريك لك لبيك).

 

وحدة في الاتجاه، فالقبلة واحدة.

 

وحدة في الزمان، فالحج أشهر معلومات.

 

وحدة في المكان، فالطواف والسعي والوقوف ورمي الجمار والنحر لها أماكنها المخصوصة.

 

وهذه الوحدة الشاملة تجعل عواطف الناس الذين أقبلوا للحج من جهات متباينة تنصهر في بوتقةٍ واحدة، فتمضي إلى طريقٍ واحد طريقِ الخير والبرّ، طريقِ الهدى والفلاح الذي لا عِوَجَ فيه ولا انحراف معه، ﴿ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ [الأنعام: 153].

 

وكان هذا الموسم - أيضاً - تهيئةً للأمة كي تتدارس شؤونها وتتداول منافعها في حرمٍ آمن وقلبٍ غير آثمٍ، لا فُسُوقَ ولا جدال، بل زادُ الخير ولباسٌ من التقوى، ﴿ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَاأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].

 

وقد جاء في محكم التنزيل من الآيات التي تتحدّث عن الحج وبعض منافعه ما يقول الله - تعالى -، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمَسْجِدِ الْحَرَامِ الَّذِي جَعَلْنَاهُ لِلنَّاسِ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ أَنْ لَا تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ * وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ * ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ * ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمُ الْأَنْعَامُ إِلَّا مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ * حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ*ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ * لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ * وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ * الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلَاةِ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ * لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الحج: 25 - 37] إلى آخر هذه الآيات.

 

وإذا نحن وقفنا قليلاً عند هذه الآيات نجد أنفسنا أمام ثلاث حقائق:

الأولى: أن البيت الحرام للمسلمين جميعاً ﴿ سَوَاءً الْعَاكِفُ فِيهِ وَالْبَادِ وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ ﴾ [الحج: 25]، وهذا ضمانٌ لحرمة البيت وصيانةٌ لحقّه؛ لتصان حقوق الناس معه، فمن اعتدى على البيت أو حُجَّاجه فهو مستحقّ لهذه العقوبة في الدنيا والآخرة.

 

الحقيقة الثانية: أن الشرك بالله هو الداء الوبيل الذي يفتك بالإنسانية ويحطّم روابطها ويقطع صلتها بمصدر الخير ويذهب بها في أودية سحيقة تتوزعها الأهواء وتأسرها الشهوة، وأن الإيمان بالله هو الضمان الكامل لعصمة الإنسانية وبرّها وحفظها ووحدتها وسلامتها وبُعْدِها عن الأنانية والهوى والزور والبهتان؛ إذ كلما اتّجهت النفوس بصدقٍ إلى خالقها عَظُمَ إخاؤها وقويت صلتها، وكلما انحرفت عن الاتّجاه إلى الله ذهبت في أودية الهوى والأنانية والأثَرَةِ ﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَكَأَنَّمَا خَرَّ مِنَ السَّمَاءِ فَتَخْطَفُهُ الطَّيْرُ أَوْ تَهْوِي بِهِ الرِّيحُ فِي مَكَانٍ سَحِيقٍ ﴾ [الحج: 31].

 

الحقيقة الثالثة: أن ما يقوم في البيت من عملٍ وما يقع حوله من شعائر لن ينال اللهَ منه شيءٌ، ولكن يناله التقوى منّا، وهذه وحدها خيرُ بيانٍ لمهمّة الحاجّ ورسالته، وفي ذلك يقول الله بصدد الذبائح التي تُقَدَّمُ له ﴿ لَنْ يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِنْ يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنْكُمْ ﴾ [الحج: 37]

 

والتقوى كلمة جامعة للفضائل الإنسانية كلّها، وهي بما اشتملت عليه من تضمين الخوف من الله وابتغاء مرضاته تجعل العمل دائماً في حراسة الخُلُق والضمير.

 

أسأل الله أن يتقبل من الحجيج حجّهم، وأن يجعله حجًّا مبروراً.

 

وبالله التوفيق، وصلى الله وسلّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

نشر في مجلّة الإرشاد التابعة للحرس الوطني وكذا في مجلة أهلاً وسهلاً بالخطوط السعوديَّة بعنوان:

ليشهدوا منافع لهم

ونشر في مجلة الشؤون الإسلاميَّة والأوقاف والدعوة والإرشاد (لبيك).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • تعريفات وعروض الكتب
  • بحوث في القضاء
  • بحوث في أصول الفقه ...
  • بحوث في التحقيق
  • بحوث في النوازل
  • بحوث في الأنظمة ...
  • مقالات
  • فتاوى
  • صوتيات
  • مرئيات
  • أحكام قضائية
  • شرح مواد من نظام ...
  • شرح مواد من نظام ...
  • محاضرات مفرغة
  • حوارات ولقاءات
  • إعلانات الدروس ...
  • تصميم
  • خطب الجمعة
  • فتاوى نور على الدرب
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة