• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضرد. أحمد إبراهيم خضر شعار موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر
شبكة الألوكة / موقع الدكتور أحمد إبراهيم خضر / مقالات


علامة باركود

مواجهة المجتمع فيما يخالف الدين: الزواج أنموذجا

د. أحمد إبراهيم خضر


تاريخ الإضافة: 2/11/2010 ميلادي - 25/11/1431 هجري

الزيارات: 14945

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

يعود فساد جانب كبير من حياتنا الاجتماعية اليوم إلى فكرة ليست بالجديدة، أعيد بذرها من جديد - مع الاحتكاك بالثقافة الغربية - ولكن في ثوب علمي، فآتت ثمارها على امتداد الزمان والمكان. قوام هذه الفكرة:" أن على المجتمع أن يضع أخلاقا لنفسه، وأن ينطلق من معطيات الحاضر، فالمجتمع هو غاية السلوك الأخلاقي، وهو الكائن الأخلاقي الأعظم، السلطة الأخلاقية تصدر من المجتمع، والخير الأسمى لسائر الناس هو المجتمع، فالمجتمع هو غاية الغايات، وهو المشرع الوحيد للقيم، هو الذي يخلقها، وهو الذي يحافظ عليها، وهو الحارس الأمين لخير وفضائل الناس".

 

الهدف الأساس لهذه الفكرة هو إحلال " المجتمع" محل " الله".

 

وبمعنى واضح وصريح: التأكيد على"أن الله هو المجتمع"، وأن "الله والمجتمع  شيء واحد".

 

ولكن أين مكان الدين والحقائق الدينية مع هذه الفكرة؟ يقول عالم الاجتماع اليهودي الشهير "إيميل دوركايم" في ذلك:"  المجتمع هو الكائن المطلق، والله نفسه يتجلى في روح الجماعة لأنه قوة متسامية، وقيمة متعالية تحقق غايات إنسانية ومثل جمعية. أما حقائق الدين فسوف تصدر من المجتمع، على اعتبار أنها مسائل اجتماعية . فالمجتمع هو الذي يفرز الدين وليس هناك من كائن له سمو، أو خلود، أو قداسة، فكل ذلك ورد إلينا من العالم الاجتماعي".

 

ويحلل "دوركايم" فكرته هذه فيقول:" مادمنا قد حرمنا على أنفسنا الاستعانة بالأفكار الدينية، فلن نجد كائنا معنويا يسمو على الأفراد ويمكن ملاحظته تجريبيا سوى ذلك الذي يكون الأفراد عند اجتماعهم . وأعنى به " المجتمع" . إن الكائن الذي توجه الأخلاق إرادتنا نحوه ونجعل منه هدفا أسمى لسلوكياتنا لن يتعدى واحدا من اثنين: إما الكائن الإلهي أو الكائن الاجتماعي. أما الفرض الأول فنستبعده على أساس أنه بعيد عن متناول العلم، ولن يبق لنا إلا الكائن الثاني وهو الكائن الاجتماعي، فهو الذي يفي بكل احتياجاتنا ويحقق لنا كل أمانينا، فما من شيء يصلح هدفا للنشاط الأخلاقي سوى المجتمع، إنه النموذج وهو المصدر لكل سلطة أخلاقية".

 

"تأليه المجتمع وإحلاله محل الله" هو الغاية التي يسعى إليها هذا العالم اليهودي، الذي هام مثقفونا به وأعطوه من القداسة والتأليه ما لم يعطونه لغيره، وكتبت فيه العديد من رسائل الماجستير والدكتوراة، ومازالت أفكاره وآراؤه تدرس في مدارسنا وجامعاتنا - بما فيها الإسلامية - حتى يومنا هذا.

 

أثمرت هذه الفكرة بالفعل، فأصبح الناس يخشون ويهابون ويرجون المجتمع أكثر من رجائهم وخوفهم وخشيتهم من الله تعالى.

 

لنأخذ مظهرا واحدا من مظاهر حياتنا الاجتماعية، لنرى كيف أن "المجتمع" قد أصبح الحاكم المطلق في توجيه مسار سلوكياتنا وليس  الدين. الزواج مثلا، بغض النظر عن مظاهره الشكلية مثل عقد الأنكحة في المساجد والقيام ببعض المراسم التي توهم بأنها ذات طابع ديني كافتتاح حفلات العرس بإنشاد آيات الله الحسنى مع استخدام المعازف أو بدونها، هذا الزواج  تحكمه عادات المجتمع وتقاليده التي تخالف في معظمها أحكام الشرع.

 

اختيار العريس لعروسه أو العكس لا تحكمه قواعد الدين، إنما تحكمه قواعد المجتمع . تساهل الناس في الخطبة على خطبة الغير أمر عادى يقره المجتمع وفق مبدأ المصلحة والمنفعة، ولكن الدين لا يقره. الاعتقاد بضرورة الحب قبل الزواج أمر شائع بين الناس وتؤيده الأسرة. وفي الوقت الذي قيد فيه الدين العلاقة بين الجنسين قبل الزواج، تتساهل الأسرة كثيرا في مجريات العلاقة بين الخطيب وخطيبته، حتى ولو وصلت إلى حد أبعد من النظر المسموح به كاللمس والتقبيل. الاختلاط بين الأهل والأقارب والأصدقاء رجالا ونساء أصبح أمرا ليس بالمستهجن بين الناس، رغم أن الدين وضع له ضوابط دقيقة وحذر منه وبصفة خاصة بين الأقارب، كما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم " إياكم والحمو فإن الحمو هو الموت". حفلات العرس المختلطة واستخدام المعازف وآلات الموسيقى وخروج العروس على الحاضرين في قمة زينتها وفستان زفافها الملتصق بجسدها سواء أكان عاريا في أعلاه أو غير عار، أصبح من لوازم الحياة الاجتماعية اليوم، رغم أن الدين لا يقر ذلك .  وهناك العديد من الأمثلة الأخرى التي لا حصر لها التي تبين أن اليد الطولى في الحياة الاجتماعية هي للمجتمع وليس للدين.

 

هذا هو الحال في مظهر واحد من مظاهر الحياة الاجتماعية، ناهيك عن مختلف المظاهر الأخرى التي تحكم العلاقات الاجتماعية في مختلف المجالات.

 

السؤال المطروح هنا: كيف يمكن مواجهة المجتمع في الأمور التي فيها مخالفة للدين؟


وضع الإمام ابن القيم - رحمه الله في الفوائد - قاعدة جليلة في هذا الشأن:

خلاصة هذه القاعدة:" لا تستصعب مخالفة الناس والتحيز إلى الله ورسوله، ولو كنت وحدك، فإن الله معك، وأنت بعينه وحفظه لك . وهو تعالى يمتحن يقينك وصبرك". وتفاصيل هذه القاعدة - كما تصورناها - على النحو التالي:-

1- إذا كان الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في جانب، فاحذر أن تكون أنت على الجانب الآخر. فإن ذلك يفضى إلى (المشاق)  وهي أن يكون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في شق وتختار أنت الشق الآخر. كما يفضى ذلك أيضا إلى (المحادة) وهي أن يكون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم في حد، وتختار أنت الحد الآخر.

 

2- عليك ألا تستسهل المشاقة والمحادة، فإن البدء فيها يجر إلى المزيد منها حتى يستفحل الأمر، فالقليل من الأمر يدعو إلى الكثير منه.

 

3- لتعلم أنك إذا اخترت الجانب الذي فيه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فإنك ستكون اخترت ما ينفعك في الدنيا والآخرة.

 

4- لا يهمك رؤية الناس لمن اختار ما يخالف جانبهم من أنه ناقص العقل، سيئ الاختيار لنفسه، أو حتى اتهامهم له بالجنون، وليكن عزاؤك في ذلك أن هذا هو ميراث أعداء الرسل، وأنهم صلوات الله وسلامه عليهم، اتهموا بالسحر والكهانة والجنون.

 

5- إذا وطّنت نفسك على اختيار جانب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فعليك أن تسلح نفسك  بالعلم الراسخ الذي جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وأن تعتبره يقينا لا ريب فيه.، وعليك أيضا أن تتسلح بالصبر التام على من لامك وعاداك في ذلك.

 

6- عليك أن تعلم أن اختيارك لجانب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم صعب في بدايته، وأن تتوقع الصد والحرب من نفسك، وهواك، وطبعك، وشيطانك، وأهلك، وإخوانك، ومن يعاشرونك . فإذا صبرت عليهم جميعا جاءك العون من الله، وصار الصعب سهلا، وتحول من مشقة إلى لذة.

 

7- لا يستطيع الإقدام على هذا الأمر إلا من كانت لديه رغبة قوية في الله والدار الآخرة، بحيث تكون الآخرة أحب إليه من الدنيا، ويكون الله ورسوله صلى الله عليه وسلم أحب إليه من سواهما.

 

8- لتعلم أن الله "رب شكو" وأنه ولابد من أن يذيقك لذة تحيزك إلى جانبه وجانب رسوله صلى الله عليه وسلم . فيريك - تعالى - كرامة ذلك، فيشتد فرحك وسرورك وغبطتك، ويبتهج قلبك فتفرح بتعويض الله لك ما تحملته من أجله. سيقوى الله تعالى جندك، ويضعف عدوك، وسترى تحولا في موقف من كان محاربا لك، فتراه يهابك، أو يسالمك، أو يساعدك، وعلى أقل الأحوال سيتركك وشأنك.

 

9- يلزمك في الثبات على هذا الأمر أن تتحرر من الطمع والفزع، فإذا اشتد هاجسهما، فلا تحدث نفسك بهما، وليكن سلاحك في مواجهة هذين العدوين (الطمع والفزع): التوحيد، والتوكل، والثقة بالله، والإيمان بأنه لا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يذهب السيئات إلا هو. وأن الأمر كله بيده، وليس لأحد معه شيء.

 

(انظر كتابنا: "علماء الاجتماع وموقفهم من الإسلام"، المنتدى الإسلامي، لندن،1993).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • اختبارات الأعوام ...
  • كتب
  • رأي وتعقيب
  • مجموع الرسائل
  • اعترافات علماء ...
  • مواد مترجمة
  • صناعة الرسالة ...
  • مناقشة رسائل
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة