
قد  استرعى النجاح الباهر للملك عبدالعزيز آل سعود - طيب الله ثراه -  انتباه  المؤرخين كافة؛ فحاولوا جاهدين تعليل عظمة هذا الإنجاز التاريخي  وسرعته،  لكن انحصر اهتمام كثير منهم في دراسة الجوانب العملية لسيرة هذا  الملك،  فكان من جملة ما تناولوه بالبحث: مواقفه السياسية المتميزة،  وتنظيمه الفريد  لشؤون الحكم، وعنايته البالغة بالمحافظة على حدود الشريعة  وإقامة الشعائر  الدينية، وقليل منهم الذين تعرضوا لما يعد بحق جانبًا من  أهم جوانب شخصية  الملك عبدالعزيز - رحمه الله- ألا وهو الجانب الإنساني؛  وبخاصة تلك الأخلاق  السامية التي تجلت في مواقفه المتميزة طوال مسيرة  حياته، ودراسة شخصية  الملك عبدالعزيز بتمام جوانبها، لتحتاج منا - دون  مبالغة- إلى تدوين  مجلدات، لذلك اقتصر في هذا الكتاب على استعراض الجانب  الخلقي في شخصيته من  خلال خمسة فصول، في كل منها عدد من المباحث.