العلم والعمل طريق التنمية وعلينا أن نختار!!
إن النظر إلى التخطيط على أنه منهج للعمل الإنساني يستهدف اتخاذ إجراءات في الحاضر لجني ثمار مستهدفة في المستقبل ليست نظرة حديثة، وإنما ظهرت مع بداية الفكر الإنسان، كما أن ديننا الإسلامي يؤكد على مكانة التخطيط في الحياة الإنسانية الإسلامية، ومع ذلك لم يستخدم مفهوم التخطيط بصورة شائعة في كتابات رجال الاقتصاد أو الاجتماع أو الإدارة وحتى التربية إلا منذ النصف الثاني من القرن العشرين.
وإذا أردنا أن نحدد ملامح التخطيط الذي ذهبوا إليه نجدها تتمحور حول مفهوم يربط العمل بالعلم، فالتخطيط هو عملية منظمة ومرتبة تتضح من خلالها هجمات المخطط وقدراته في اختيار أحسن الحلول الممكنة واستغلال الإمكانيات المتاحة للوصول إلى تحقيق هدف معين.
فهذه العملية تستهدف إمداد القوى العاملة - باعتبارها عنصراً إنتاجياً - بالعلم والمعرفة والمهارات والقيم من خلال نظم التعليم والتدريب، والتي كلما زادت ونمت في المجتمع زادت معدلات النمو الاقتصادي فيه، وتبلورت العلاقة بين التنمية الاقتصادية وتنمية الموارد البشرية، فالبعد النوعي لعنصر الإنتاج البشري يؤثر تأثيراً أكبر من البعد الكمي في مستوى إنتاجية الفرد ودخله أيضًا ومن ثم في التنمية الاقتصادية.
وقد نصت الأهداف العامة والأسس الإستراتيجية لخطط التنمية السعودية لا سيما السابعة منها بضرورة تنمية القوى البشرية، والتأكيد المستمر من زيادة مشاركتها ورفع كفاءتها عن طريق التأهيل والتدريب لتلبية متطلبات الاقتصاد الوطني وإحلال القوى العاملة السعودية محل العمالة الوافدة.
وهذا يتطلب منا ضرورة اتخاذ قرارات وإجراءات تمهد الطرق للاستثمار في الموارد البشرية، ذلك أن مستوى المهارة والمستوى الثقافي والفكري للفرد العامل هي من المحددات الأساسية للطاقة البشرية، كما تتيح لصاحبها القدرة على التكيف مع الظروف المتغيرة وتجديد المهارات حيث أن التعليم والتدريب يرفعان مستوى إنتاجية القوى العاملة ومن ثم يسهم في عمليات النمو والتنمية الاقتصادية.
ونخلص مما سبق إلى القول أن التطور الاقتصادي والتكنولوجي يجعل من الضروري الاهتمام بالكيف والكم معًا وخصوصًا في المراحل الأول للتنمية، فقد آن الأوان لنتوجه نجو إعداد المؤهلين والمدربين وأن نعتبر ذلك استثماراً سننجي نتائجه مستقبلاً، وعلى كل منا أن يختار!!
المادة باللغة الإنجليزية
اضغط هنا