الدراسات التاريخية تختلف قيمتها واتتفاوت أهميتها باختلاف وتباين المصادر التي بنيت عليها، وإن أسمى هذه الدراسات منزلة ما اعتمدت الوثائق الأصيلة؛ لما لها من مصداقية في بيان حقائق الواقع.
ومن هنا كان اعتمادنا الأول في المادة العلمية لهذه الدراسة على الوثائق الأصيلة المتصلة بمرحلة من أهم مراحل التاريخ الحديث بشبه الجزيرة العربية، نظرًا لقيام دولة سعودية ثالثة، وطمع الدول الأوروبية في تملك واستعمار أجزاء من أراضي هذه الجزيرة، ودخول هذه الجزيرة في خضم الأحداث العالمية.
والدارس لهذه الفترة بخاصة، وهي فترة تولي الملك عبدالعزيز آل سعود الحكم، أو الدارس للتاريخ الحديث والمعاصر بعامة، لا تكتمل دراسته دون اللجوء إلى هذا المصدر ومحاولة الإفادة مما حواه، فإن الوثائق كانت وما تزال أهم مصدر لدراسة التاريخ، فهي تبين أحداثه وترسم وقائع كل حدث بدقة.