• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  موقع الشيخ عبد الله آل جار اللهالشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله شعار موقع الشيخ عبد الله آل جار الله
شبكة الألوكة / موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله / مقالات


علامة باركود

ما جاء في فصل الصيف

ما جاء في فصل الصيف
الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله


تاريخ الإضافة: 14/5/2025 ميلادي - 16/11/1446 هجري

الزيارات: 105

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما جاء في فصل الصَّيف

 

في الصحيحَيْن عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((اشتكتِ النار إلى ربِّها، فقالت: أَكَل بعضي بعضًا، فأَذِن لها بنَفَسَين: نفَس في الشتاء، ونفَس في الصَّيْف، فأشدُّ ما تَجِدون من الحرِّ من سَمُوم جهنم، وأشدُّ ما تَجِدون من البَرْد من زمهرير جهنَّم)).

 

فهذا الحر يُذكِّرنا بحرِّ جهنم، ويوجِب لنا الاستعاذةَ بالله منها، وتجنُّبَ الأعمال الموصِّلة إليها، من ترْك الواجبات، وفِعْل المحرَّمات، وإضاعة الأوقات فيما لا تُحمد عقباه، وفي الحديث الصحيح: ((إذا اشتدَّ الحرُّ، فأَبرِدوا بالصلاة؛ فإنَّ شدَّة الحرِّ من فَيْحِ جهنم))[1]؛ يعني: صلاة الظهر.

 

وفي الحديث: ((إذا كان يومٌ شديد الحر، فقال العبد: لا إله إلا الله، ما أشدَّ حرَّ هذا اليوم! اللهم أجِرْني من حرِّ جهنم، قال الله لجهنم: إنَّ عبدًا من عبادي استجار بي منك، وقد أجرتُه))[2].

 

وممَّا يؤمَر بالصَّبْر عليه في شدَّة الحر: النفر للجهاد، والدعوة إلى الله تعالى، قال - تعالى - عن المنافقين: ﴿ وَقَالُوا لاَ تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ ﴾ [التوبة: 81].

 

وممَّا يؤمَر بالصبر عليه في شدَّة الحر: المشيُ إلى المساجِد لصلاة الجُمَع والجماعات، وشهود الجنائِز وتشييعها، إلى غير ذلك من العبادات كالحج.

 

وينبغي لِمَن كان في حرِّ الشمس أن يتذكَّر حرَّها يوم القيامة، حين تدنو من رؤوس العباد، ويزاد في حرِّها.

 

ويَنبغي لِمَن لا يصبر على حرِّ الشمس في الدنيا أن يتجنَّبَ من الأعمال ما يستوجب به صاحبُه دخولَ النار، فإنه لا صبرَ لأحدٍ عليها.

 

وممَّا يُضاعَف ثوابُه في شدَّة الحر: الصيام؛ لِمَا فيه من ظمأ الهواجر، ولهذا كان معاذ بن جبل يتأسَّف عند موته على ما فاته من ظمأ الهواجر، وكذلك غيره من السَّلَف، وكان أبو الدرداء يقول: صوموا يومًا شديدًا حرُّه لحرِّ يوم النشور، وصلُّوا ركعتَين في ظلمة اللَّيْل لظلمة القبور، وتصدَّقوا بصدقة السِّرِّ لحرِّ يوم عسير[3].

 

ومن أعظم ما يُذكِّر بنار جهنم: النارُ التي في الدنيا، قال - تعالى -: ﴿ نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعًا لِلْمُقْوِينَ ﴾ [الواقعة: 73]؛ يعني: أنَّ نار الدنيا جعلها الله تذكرةً بنار جهنم، ونار الدنيا جزء من سبعين جزءًا من نار جهنم، وغسلت بالبحْر مرَّتين، حتى خفَّ حرُّها، ولولا ذلك ما انتفع بها أهلُ الدنيا[4]، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: أكْثِروا ذِكْرَ نار جهنم، فإنَّ حرَّها شديد، وقعرَها بعيد، ومقامعَها حديد.

 

والمصيبة العُظْمى حين تنطبق النار على أهلها، وييئَسون من الفَرَج والمخْرَج، وهو الفَزَع الأكبر الذي يأمَنُه أهلُ الجنة؛ قال - تعالى -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ * لاَ يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ ﴾ [الأنبياء: 101 - 103].

 

قال البيضاوي في "تفسيره": "الفَزَع الأكبر هو النفخة الأخيرة؛ لقوله - تعالى -: ﴿ وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ﴾ [النمل: 87]، أو الانصراف إلى النار، أو حين يُطبق على النار، أو حين يُذْبح الموت، والله أعلم.

 

كل ما في الدنيا مِن نعيم يُذكِّر بنعيم الجنة، وما فيها مِن عذاب يُذكِّر بعذاب النار، وما فيها من حرٍّ يُذكِّر بحرِّ جهنم، وما فيها من برْد يذكِّر بزمهرير جهنم؛ فإنَّ الله - تعالى - جعل في الدنيا أشياءَ كثيرةً تذكِّر بالنار المعَدَّة لِمَن عصاه، وما فيها من آلام وعقوبات.

 

يا مَن تُتْلى عليه أوصاف جهنم، ويشاهد تنفُّسَها كل عام، حتى يحس به ويتألَّم، وهو مصرٌّ على ما يقتضي دخولَها مع أنه يعلم، ستعلم إذا جيء بجهنم تُقاد بسبعين ألْف زمام مَن يندم، ألك صبرٌ على سعيرها وزمهريرها؟! قل لي وتكلَّم[5].

 

أجارنا الله وإيَّاكم من عذاب جهنم بمَنِّه وكرمه.

 

ربَّنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقِنا عذاب النار، ربَّنا اصرفْ عنَّا عذاب جهنم، إنَّ عذابها كان غرامًا، ربَّنا تقبَّل منَّا، إنك أنت السميع العليم.

 

وصلى الله على محمد، وعلى آله وصحبه وسلم.



[1] رواه البخاري ومسلم وغيرهما.

[2] قال في "لطائف المعارف": خرجه عثمان الدارمي وغيره.

[3] ذكره عنه ابن رجب في "لطائف المعارف" (177).

[4] كما في الحديث الذي رواه الإمام أحمد عن أبي هريرة.

[5] انظر: "لطائف المعارف"؛ لابن رجب، ص 332 - 341، و349.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • صوتيات
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة