• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. حسني حمدان الدسوقي حمامة شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة / بحوث ودراسات


علامة باركود

من الإعجاز الطبي في السنة: تداعي الجسد للإصابة والمرض

من الإعجاز الطبي في السنة : تداعي الجسد للإصابة والمرض
د. مجاهد أبوالمجد


تاريخ الإضافة: 8/7/2014 ميلادي - 10/9/1435 هجري

الزيارات: 11988

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

من الإعجاز الطبي في السنة المطهرة

تداعي الجسد للإصابة والمرض


مقدمة:

لقد كشَفت البحوث العلمية المكثفة والمتوالية حقائق مذهلة عن تفاعل الجسم البشري لمواجهة المخاطر، حال الإصابة بالجرح أو بالمرض، كما تَمَّ اكتشاف الخطوط الدفاعية، والاستجابات الوظيفية التي تحدث بالجسم حال إصابة عضو من أعضائه بالمرض أو الجرح، تلك الاستجابات التي تتناسب مع درجة معاناة العضو المصاب تناسبًا طرديًّا، فبقدر ما تكون شدة إصابة العضو، بقدر ما يكون توجيه طاقات الجسم، ووظائفه لمنع استفحال المرض أولًا، ولتحقيق الالتئام والشفاء التام ثانيًا.

 

ولقد جمعت الدراسات التي أجراها (مور) عامي 1959م و1963م، والتي أحصى فيها ما تَمَّ كشفه من أسرار تلك التفاعلات، وأضاف إليها ما كشَفته دراسات النظائر المشعة لمختلف عمليات الجسم الحيوية صورة متكاملة لاستجابة الجسم البشري للمرض والجراحة.

 

فلو تصوَّرنا إنسانًا بالغًا صحيحَ البدن، يعيش في منطقة نائية؛ حيث لا توجد إسعافات أو رعاية طبية، قد سقط من مكان مرتفع، أو تعرَّض لهجوم وحش كاسر، فأُصيب بتهتُّك ونزيفٍ في إحدى فَخِذيه مثلًا، تُرى كيف سيتفاعل جسمه تُجاه هذا الجرح وتلك الإصابة البالغة؛ لكي يحافظ على حياته وحياة العضو المصاب من خطر النزيف والتهتك، والتلوث الذي حدَث أولًا؟ ثم لكي يتمكن من تحقيق التئام الجرح وعودة العضلات المصابة لوظيفتها الطبيعية ثانيًا؟

 

فأولًا: سيبدأ الأمر من ذات الجرح؛ حيث أدَّى تمزُّق العضلات وتفتُّح الأوعية الدموية، وتقطُّع نهايات وجذوع الأعصاب الطرفية - إلى انبعاث إشارات ونبضات تمثِّل في حقيقتها استغاثات صادرة من مكان الإصابة إلى مختلف مراكز الجسم، وتنطلق هذه النبضات على عدة محاور تلتقي كلها عند نقاط رئيسية ومراكز عصبية وحسية، من شأنها تحقيق استجابة عامة، أو استنفار لجميع أجهزة الجسم الحيوية، وهو ما يُعرف بالاستجابة العصبية الهرمونية (الغدد الصماء Neuro - edocrinal response)، والتي يتبعها تغيرات هامة في تفاعلات الاستقلاب البدني chan Metabolic، وفي وظائف الكُلى، والرئتين، والجهاز الدوري، والجهاز المناعي (Immune system)؛ لتكون المحصلة النهائية لهذه التداعيات هو توجيه طاقة الجسم البشري ووظائف أعضائه لخدمة العضو المصاب، ولو أدَّى ذلك إلى بذل الأعضاء المختلفة لجزء كبير من مخزونها وحاجاتها الأساسية من طاقة وبروتين، ولتوفير ما يلزم لذلك العضو من إمدادات دفاعية وبنائية لتحقيق التئامه وعودته لحالته الطبيعية.

 

قد تبدو هذه المقدمة نوعًا من الفلسفة أو الكتابة الأدبية، ولكن الحقائق العلمية التي أثبتتها الأبحاث الدقيقة أبلغ بكثير من تلك المقدمة التي تحاول تصوير الواقع الذي يحدث كل يوم في ملايين الأجسام البشرية التي تتعرَّض للمرض أو الجراحة.

 

ولنبدأ بتلخيص ما يحدث على النحو التالي:

أولًا: الإشارات المنبعثة من مكان الإصابة:

أ‌- النزيف الدموي:

حيث يؤدي ذلك النزف إلى حدوث هبوط مفاجئ في ضغط الدم، تتنبه له المستشعرات الضغطية (Baroreceptors) الموجودة في جدران القلب، وشِريان الأورطي والشريانين العنقيين، وبتنبه تلك المستشعرات تنبعث الإشارات والنبضات العصبية إلى مراكز جزع المخ Medulla Oblan العصبي المركزي (Hedullary centers)، والتي سنرى أنها تمثِّل محطة رئيسية لاستقبال واستشعار الإشارات المختلفة والتغيرات التي تحدث بالدم بعد حدوث الإصابات أو المرض.

 

ج- الإحساس بالألم:

ويحدث بانبعاث إشارات من النهايات العصبية في موضع الجرح، ليمر في المسارات العصبية إلى مركز الإحساس بالمخ، ومنها تنطلق الانعكاسات والإشارات من مراكز المهاد (Thalamus)، وإلى النظام الساقي (system Linbic) الذي يوزع الإشارات إلى مراكز التكوين الشبكي (reticular formation)، وإلى مراكز ما تحت المهاد (Hypothamus).

 

ويتضح لنا مما سبق ذكره في أ، ج، أن الشكوى من العضو المصاب قد تمثَّلت في إشارات انطلقت على محورين رئيسين رئيسية، تلاقت كلها في الجهاز العصبي المركزي لتنبيه ثلاثة مراكز رئيسية، هي:

1- مراكز ما تحت المهاد sentres Hypothamus.

2- مركز التكوين الشبكي reticular formition.

3- مراكز الإحساس العلوية بقشرة المخ Creabral cortex.

 

وسنبدأ باستعراض ما يحدث في مراكز ما تحت المهاد؛ إذ إنها تمثِّل محطة الاستقبال والإرسال الرئيسية، وهي حلقة الوصل بين الجهاز العصبي اللاإرادي Autonomic N.S، ونظام الغدد الصماء Endocrinal system.

 

وهي المنسق والمنظم لما يعرف باسم الاستجابة العصبية الصماوية Neura - endocrinal response.

 

أ- الاستجابات والانعكاسات التي تحدث في مراكز ما تحت المهاد:

أولًا: تنبعث المفرزات المختلفة لهرمونات الفص الأمامي للغدة النخامية Anteror pitutuary releasing facrts، فتسـبب إطلاق العديد من هرمونات تلك الغدة، والتي من أهمها هرمون منشط القشرة الكظرية ACTH، وهرمون النمو Growth hormone، وهرمون منشط الغدة T.S.H.

 

ثانيًا: ينطلق هرمون مشاد الإدرار A.D.H من النهايات العصبية الموجودة في الفص الخلفي للغدة النخامية Posterior. Pituitary (رؤوس هذه النهايات موجودة في مراكز ما تحت المهاد وتتنبه لإطلاق هذا الهرمون من نهاياتها بالمنبهات السابق ذكرها.

 

ثالثًا: تنطلق النبضات المنبهة لمراكز الجهاز العصبي الودي Sempathetic Nervous S. الموجودة في ساق المخ، والتي من أهمها مركز تسارُع نبضات القلب Cardiac accelerator centres، ومراكز انقباض الأوعية الدموية Vasomotor centres ومراكز تنشيط نخاع الكظرية Adrenal medulla لإفراز هرمون الأدرينالين والنور أدرينالين بوفرة.

 

رابعًا: يتم إفراز مادتي (الإندروفين والإنكفالين) في داخل الجهاز العصبي وفي مناطق مختلفة، وكذا في النخاع الشوكي؛ كاستجابة للإحساس بالألم، والإصابة، ولهاتين المادتين أثر مسكن ومطمئن يفوق ما تفعله مادة (المورفين) بحوالي من 18 إلى 30 مرة.

 

وبالرغم من اتِّضاح دورهما في حال المرض والإصابة لم يصل بعد إلى درجة قطعية كاملة - فإن المشاهد والمستنتج لهما أثرًا مسكنًا للألم؛ مما يساعد في تهدئة الذعر والاضطراب الذي يحدث للمصاب بسبب الألم الشديد الذي قد يسبب صدمة عصبية، ويفقد المصاب القدرة على حسن استجابة المراكز الحركية ومواجهة خطر الإصابة بالقتال أو الهرب.

 

وهذا مشاهد وملحوظ في الحروب مثلًا؛ حيث يؤدي ارتفاع نسبة هذه المواد عند المحاربين إلى انتفاء الإحساس بالألم تمامًا، رغم حدوث إصابات بالغة أحيانًا.

 

التداعيات والتفاعلات الناتجة عن الاستجابات السابق ذكرها:

أولًا: يقوم هرمون منشط القشرة الكظرية ACTH بتنشيط الغدة الكظرية لانتاج كمية وفيرة من هرمونات الكورتيزون والألدوستيرون، ويقوم الكورتيزون أيضًا بتنشيط نخاع الكظرية لإفراز الأدرينالين، فتكون المحصلة هي زيادة هرمونات:

1- الكورتيزون.

2- الأدرينالين.

3- الألدوستيرون.

 

ولتلك الهرمونات الثلاثة تأثيرات هامة في توجيه تفاعلات الاستقلاب Metabolic reaction، وتوجيه وظائف الكلى فيما يختص بتنظيم إدرار الملح، وسنعرض لها فيما بعد.

 

ثانيًا: يقوم (مضاد الإدرار) بتوجيه القنوات المجمعة بالكلى لإعادة امتصاص أكبر قدر ممكن من الماء الراشح فيها مع البول وإعادته إلى الدورة الدموية، وبذلك يتم الاحتفاظ بماء الجسم من أن يفقد مع البول.

 

ثالثًا: بتنبيه الجهاز العصبي الودي Sempathetic Stimulation تنقبض الأوعية الدموية الطرفية، ويتسارع نبض القلب، وتزداد قوة ضخه، وبذلك يرتفع ضغط الدم إلى المستوى اللازم لسريان الدم في الأعضاء الحيوية، رغم ما قد يحدث من تناقص في حجم الدم الدوار نتيجة النزف أو الارتشاح، كما أنه بإفراز الأدرينالين والنور أدرينالين بوفرة يتغير كثير من تفاعلات الاستقلاب الهامة، والتي سيرد ذكرها فيما بعد.

 

ب- التداعيات الناتجة عن تنبيه التكوين الشبكي والنظام الساقي: Limbic system and reticular formation

تعتبر التداعيات الناتجة عن تنبيه هذا الجهاز محورًا ضروريًّا وهامًّا في مواجهة الجسم البشري للأحوال التوترية والضغوط المختلفة التي يتعرض لها الجسم البشري بسبب المرض أو خلافه، فعن طريق الإشارات الصادرة من مركز المخ العليا، يتم تنبيه التكوين الشبكي الذي يقوم بإرسال وتأمين الأنشطة التالية:

1- تحقيق الانتباه التام واليقظة المستمرة لمراكز المخ العليا.

 

2- تنبيه الجهاز العصبي الودي Sympathetic N.S، ورفع درجة توتر العضلات وحساسيتها Excitabilily، فتكون محصلة ذلك سهر الجسم والعقل، واستنفاره في حالة يقظة مستمرة أثناء المرض أو الإصابة.

 

3- ج - التداعيات الناتجة عن تنبيه مراكز المخ العليا:

بوصول الإحساس بالمرض أو الإصابة لعضو ما إلى مراكز المخ العليا يحدث الآتي:

1- يتم تنبيه وتوجيه المراكز المختلفة السابق ذكرها.

 

2- ترسل إشارات إلى مراكز الذاكرة للاستعانة بالخبرة السابقة، واستدعاء مراكز التفكير العليا لاتخاذ القرار المناسب حيال المرض أو الإصابة، (والدليل على ذلك اختلاف تصرُّف صاحب الخبرة، والذي سبق تدريبه عن الذي لم يتعرض قبل ذلك للمرض أو الإصابة - وهذا التصرف لا يكون على مستوى الجهاز الإرادي فحسب، بل أيضًا على مستوى الجهاز العصبي اللاإرادي، وذلك في الإنسان والحيوان وبعض الكائنات الأدنى - مما يدلل على قيمة الذاكرة والخبرة السابقة وقيمة استدعائها لتوجيه تصرفات الجسم في حال المرض أو الإصابة).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • عروض تقديمية
  • في الإعجاز
  • الإعجاز العلمي ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة