• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. حسني حمدان الدسوقي حمامة شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة / مقالات


علامة باركود

أقسام الذاريات والمرسلات والنازعات ودورة الإعصار

أقسام الذاريات والمرسلات والنازعات ودورة الإعصار
د. حسني حمدان الدسوقي حمامة


تاريخ الإضافة: 3/12/2013 ميلادي - 29/1/1435 هجري

الزيارات: 30294

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أقسام الذاريات والمرسلات والنازعات ودورة الإعصار


رأينا فيما سبق أنواعًا عديدة من الرياح والريح قد ذكرت في القرآن؛ مثل: الرياح المبشرات، والرياح اللواقح، والرخاء، ريح طيبة، وريح ساكنة، ريح جارية، والذاريات، والريح الشديدة، وريح مصفرة، وريح عقيم، وريح عاتية، وريح عاصف، قاصف من الريح، وإنه لشيء مدهش حقًّا ذلك التوافق التام بين مقياس بيفورت لقوى الريح وبين أنواع الريح والرياح في القرآن الكريم.

 

إن منظومة القسم في صدر سور الذاريات والمرسلات والنازعات ترتبط من وجهة نظري بعلاقات تعمل معًا في إنشاء ظواهر مناخية خطيرة، من أهمها الإعصار؛ ولذا سنتناول الخطوط العامة في تفسير مفردات الأقسام الواردة بتلك الصور.

 

أ- في سورة الذاريات:

يقول تعالى: ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا * فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا * فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا * فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ﴾ [الذاريات: 1-4].

 

ورد في كتب التفسير أن:

﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾ الذاريات هي الرياح.

﴿ فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا ﴾ هي السحاب.

﴿ فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ﴾ هي السفن وقيل النجوم.

 

تلك أربعة أنواع من القسم القرآني. ومن عجائب القرآن أن عدد كل قسم مكون من كلمتين. وقد رُوي عن سعيد بن المسيب أنه قال: جاء صبيغ التميمي إلى عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾ فقال - رضي الله عنه -: هي الرياح، ولولا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله ما قلته. قال فأخبرني عن ﴿ فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ﴾ قال - رضي الله عنه - هي السفن، ولولا أني سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقوله ما قلته. وعن عامر بن واثله أن ابن الكواء سأل عليًّا - رضي الله عنه - فقال يا أمير المؤمنين ما ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾، قال: ويحك سل تفقها ولا تسل تعنتا، و﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾ الرياح و﴿ فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا ﴾ السحاب و﴿ فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ﴾ السفن و﴿ فَالْمُقَسِّمَاتِ أَمْرًا ﴾ الملائكة.

 

ب- في سورة المرسلات:

يقول تعالى ﴿ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا * وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا * فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا * فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا﴾ [المرسلات: 1 - 5].

 

ورد في التفاسير أن:

﴿ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا ﴾: الرياح التي أرسلت متتابعة، وقيل أيضا السحاب.

 

﴿ فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا ﴾: الرياح بغير اختلاف وإن قيل أيضا الملائكة الموكلون بالرياح أو بعصف روح الكافر؛ وقيل إنها الآيات المهلكة كالزلزال والخسوف.

 

﴿ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ﴾: الملائكة وما ينشر من الكتب وأعمال العباد، والبعث تنشر فيه الأرواح.

 

﴿ فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ﴾: الملائكة تفرق بين الحق والباطل، أو تفرق من الرزق والآجال والأقوات، وقيل الرياح تفرق بين السحاب وتبدده، وقيل الفرقان، وقيل الرسل.

 

﴿ فَالْمُلْقِيَاتِ ذِكْرًا ﴾: الملائكة بإجماع، وقيل الرسل.

 

جـ- في سورة النازعات:

يقول تعالى ﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا * وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا * وَالسَّابِحَاتِ سَبْحًا * فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا * فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴾ [النازعات: 1 - 5].

 

يقسم الله تعالى بالنازعات والناشطات والسابقات والفارقات والمدبرات. وقد تعددت أقوال المفسرين في معاني المقسم عليه:

﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ﴾: النزع جذب الشيء من مقره بشدة، والغرق هو التوغل في الشيء، والبلوغ أقصى درجاته والمبالغة في النزع.

 

﴿ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴾: النشط هو الجذب بسرعة، والأنشوطة عقدة يسهل حلها، والناشط الرابط. وقال المفسرون أن النازعات والناشطات فهي ملائكة تنزع أرواح بني آدم وأخرى تجذب نفس المؤمن، أو الموت ينزع النفوس وينشط نفس الإنسان، أو النجوم تنزع من أفق إلى أفق وتنشط من بلد إلى بلد، أو النفوس حينما تفرق عند الموت أو تنشط.

﴿ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ﴾: السابحات هي الملائكة أو النوم أو الخيل في سبيل الله، أو أرواح المؤمنين تسبح شوقا للقاء الله.

﴿ فَالسَّابِقَاتِ سَبْقًا ﴾: أي اللائي يسبحن فيسبقن.

﴿ فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرًا ﴾: المدبرات هم الملائكة تدبر الأمر من السماء إلى الأرض.

 

مما سبق يتضح أن الرياح قد حملت أسماء مختلفة فهي الذاريات والعاصفات، وتارة ما يوصف السحاب بالحاملات وقرا وبالمرسلات عرفا.

 

تصريف الرياح وظن التحكم في الأعاصير:

إن المحاولات العلمية لدراسة تشريح الأعاصير تلقى الضوء حول الدقة المتناهية لإشارات القرآن حول تكوين الأعاصير والتي يحاول العلماء كشف سترها في هذه الأيام. وهنا يتجلى الإعجاز العلمي حول حقائق أشار القرآن إليها في القسم القرآني السابق ذكره عن تكوين الأعاصير والتي لم تكن معروفة عند نزول القرآن. ويتم تكوين الأعاصير في عدة خطوات متتابعات:

الخطوة الأولى: ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا * فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا ﴾.

أ- ﴿ وَالذَّارِيَاتِ ذَرْوًا ﴾ الذاريات - أي الصاعدات للذرى - تذرو في طريقها الجزيئات التي تبعثرها وتخلخلها، ويصعد الهواء الساخن لأعلى. وتبدأ الأعاصير بالتشكل حينما تطلق المحيطات المدارية الحرارة والماء إلى الجو، منتجة بذلك كميات كبيرة من الهواء الدافئ الرطب فوق سطحها [شكل6 -1].

 

ب- ﴿ فَالْحَامِلَاتِ وِقْرًا ﴾: يتصاعد الهواء الدافئ، وأثناء ذلك يتكاثف بخار الماء الذي يحويه ليشكل سحبا وأمطارا [الشكل6-1]. فإذا أضيف إلى السحب نويات التكاثف؛ من الجسيمات الدقيقة التي تذروها الرياح، من غبار الأرض وأتربتها، ورذاذ البحر، والرماد البركاني، فحينئذ تمطر السحابة الحبلى بإذن الله.

 

ج- تنتج عملية التكاثف السابقة حرارة تتسبب في تصاعد الهواء أكثر فأكثر إلى الأعلى داخل السحب الرعدية النامية باستمرار [شكل6-3].

 

الخطوة الثانية:

أ- تتكون منطقة ضغط منخفض فوق البحار المدارية نتيجة لإطلاق الحرارة، وتنتج فيها كميات إضافية من الهواء الدافئ الرطب المتدفق من المحيط الخارجي [شكل 6-2].

 

ب- ﴿ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا ﴾: تنطلق كميات هائلة من الحرارة والهواء نحو السماء إلى داخل العاصفة الرعدية الناشئة [شكل6-6] وتشير كلمة ﴿ عُرْفًا ﴾ في الآية الأولى إلى ذلك التصاعد، والعرب تسمي كل مرتفع من الأرض عرفا. وتوجد تلك الرياح النفاثة على ارتفاعات عالية جدا في الغلاف الجوي. وبهذا يتضح أن القسم ﴿ وَالْمُرْسَلَاتِ عُرْفًا * فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا ﴾ قسم بالرياح العلوية المرسلة لما لها من أهمية يعلمها الله ثم تعقبها الرياح العاصفات، وهذه تكون على سطح الأرض.

شكل (6-1): تمثيل توضيحي للخطوة الأولى في نمو الإعصار بتأثير الرياح الذاريات الحاملات.


الخطوة الثالثة: ﴿ فَالْجَارِيَاتِ يُسْرًا ﴾: إن انتقال الحرارة باتجاه الأعلى يواصلان تحريض تجميع الهواء المحيط نحو المركز المتنامي للعاصفة، التي تبدأ بالدوران تحت تأثير دوران الأرض [شكل6-2].

شكل (6-2): تمثيل توضيحي للخطوة الثانية في تطور الإعصار.


الخطوة الرابعة: الإعصار: ﴿ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴾.

تزداد قوة العاصفة وتشتد وتتشكل عادة بقعة هادئة منخفضة الضغط تسمى العين [شكل6-3] تطوقها حلقات من السحب والرياح السريعة تسمى "جدار العين [شكل6-3] تطوقها حلقات من السحب والرياح السريعة تسمى جدار الإعصار [شكل6-3]. وهكذا تصبح العاصفة إعصارا.

 

الخطوة الخامسة: ﴿ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴾ ﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًا ﴾: يتعذر على الهواء الصاعد الذي جرى تسخينه والذي فقد معظم رطوبته أن يتابع الصعود، لأن الغلاف الطبقي (الاستراتوسفير) يعمل كغطاء فوق الإعصار، وهذا يؤدى إلى سقوط بعض هذا الهواء الجاف في داخل "العين" [شكل6-3] وبين أحزمة السحب [شكل6-3].

 

الخطوة السادسة: ﴿ وَالنَّاشِرَاتِ نَشْرًا ﴾ و﴿ فَالْفَارِقَاتِ فَرْقًا ﴾: يتحرك الهواء الجاف المتبقي في حركة لولبية مبتعدا عن مركز العاصفة ويهبط نحو الأسفل [شكل 6-3]. وفى هذه الأثناء تقود تيارات هوائية مجاورة واسعة النطاق الإعصار على امتداد مساره.

 

التدخل في الإعصار َضرر أكثر من نفع: يقول تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُم بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41].

شكل (6-3): تمثيل توضيحي للخطوات من الثالثة حتى السادسة في تطور الإعصار.


هذه صورة من العصر القادم؛ عصر الزخرف، يصدق فيها قوله تعالى: ﴿ ...حَتَّىَ إِذَا أَخَذَتِ الأَرْضُ زُخْرُفَهَا وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُهَا أَنَّهُمْ قَادِرُونَ عَلَيْهَا أَتَاهَا أَمْرُنَا لَيْلًا أَوْ نَهَارًا فَجَعَلْنَاهَا حَصِيدًا كَأَن لَّمْ تَغْنَ بِالأَمْسِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [يونس: 24].

 

وتشير النماذج الحاسوبية لمحاكاة الأعاصير إلى أن التغيرات في هطل المطر والتبخر ودرجة حرارة الهواء يمكن أن تعدل من مسار العاصفة أو تضعف ريحا. و يمكن التدخل فيها بأشكال متنوعة (شكل 6-4) منها:

1- تعويق نمو وشدة "جدار العين" عن طريق حرمانه من الماء الذي يحتاج. ويتم ذلك عن طريق إضافة مادة يوديد الفضة أو مواد أخرى تسبب هطل المطر. ومما لا شك فيه أن إدخال كيماويات في السحب ستؤدى حتما إلى تلويث مياه البحار على المدى البعيد.

 

2- الحد من تبخر ماء البحر في المناطق التى يسير فيها الإعصار عن طريق نشر طبقة رقيقة من النفط على سطح البحر. وسيؤدى التوسع في هذا إلى تلوث البحار بالمواد البترولية مما يسبب هلاكا للكائنات البحرية وإحداث خلل في التوازن الحيوي في حالة استخدام التقويض البيئي في القضاء على بقع النفط بعد زوال الإعصار.

 

3- استخدام مرايا عملاقة تستجمع ضوء الشمس في محطات توليد الطاقة من الشمس، والتي تدور في مدارات حول الأرض، وتوجيه هذه الطاقة نحو الأرض.

 

4- تسخين الهواء باستخدام التقانة السابقة عن طريق إرسال موجات ميكروية ذات ترددات مناسبة، يسهل امتصاصها من قبل جزيئات بخار الماء في العاصفة أو في الأوساط المحيطة بها. وتتسبب هذه الموجات في اهتزاز جزيئات الماء وتسخين الهواء المحيط، وهذا يؤدى إلى إضعاف الإعصار أو انتقاله إلى الاتجاه المرغوب.

 

ربما استخدمت الدول المتقدمة تقانات التحكم في الأعاصير كسلاح تدمير شامل يهلك الحرث والنسل. وقد يؤدى تسخين الهواء إلى ذوبان الجليد ومن ثم يرتفع مستوى ماء البحار وتغرق المناطق الساحلية في الكثير من البلدان. أي فساد هذا!

 

وللإعصار مركز يسمى العين (شكل 6-5)، وهى منطقة هادئة تمتد من 10-30 ميلا وهى منطقة هادئة دافئة، ورياحها معتدلة، وسماؤها صافية. ولو تمكن البشر من أسر ما قيمته 1% من طاقة الإعصار، لكانت تلك الكمية كافية لتوفير الطاقة اللازمة للولايات المتحدة الأمريكية من كل محطات القوى والوقود والتدفئة لمدة عام كامل. وتبلغ القوة اللازمة لحركة لب الإعصار العظيم 500 تريليون حصان، وتلك الطاقة تكافئ تلك المتولدة من انفجار قنبلة ذرية كل عشر ثوان.

 

شكل (6-4 ): يحاول الإنسان التدخل في الإعصار بحرمانه من الطاقة الشمسية والمدد المائي.


شكل (6-5): صور توضيحية للبرق والتورنادو والإعصار.

على الجانب الأيمن ويصرف عن الجانب الأيمن من الشم الرواسى.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • عروض تقديمية
  • في الإعجاز
  • الإعجاز العلمي ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة