• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. حسني حمدان الدسوقي حمامة شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة / مقالات


علامة باركود

وفي الأرض آيات للموقنين

وفي الأرض آيات للموقنين
د. حسني حمدان الدسوقي حمامة


تاريخ الإضافة: 23/5/2021 ميلادي - 11/10/1442 هجري

الزيارات: 9785

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وفي الأرض آيات للموقنين

 

يُخبِر الله أن في الأرض آياتٍ للموقنين، وتنكير "الآيات: يدل على عظم تلك الآيات، وفي نفس الوقت على كثرتها، ولا يَعرِف كمالَ مراد الله في تلك الآية إلا مَن درس علم الأرض "الجيولوجيا"، وعلوم الحياة وعلم الكون (الكسمولوجيا).

 

وأحسَبُ أن الآية الأولى التي يجب أن يوقن بها المؤمنون هي المكانة الفريدة للأرض بالنسبة للكون، وقد تجمَّعت للأرض خصائصُ لم يشاركها فيها كوكب آخرُ في مجموعتها الشمسية للكون، ولا في مجرتها التي تنتمي إليها؛ مجرة طريق التبانة، وحتى الآن لم يُعثَرْ على مثيل مشابهٍ لها في الكون.

 

والأرض متفردة عن أقرانها من الكواكب في موقعها، وظروفها، والحياةِ التي بُثَّتْ فيها؛ فبُعدُها عن الشمس التي هي مصدر الطاقة يساوي 150 مليون كيلومترًا، يجعلها مناسبة جدًّا لاستقبال الطاقة اللازمة للحياة.

 

وكذلك الحال في طول يومها، فلا هو بالقصير ولا بالطويل، وجاذبيتها تجعل الكائناتِ تتحرَّك فيها بيُسرٍ وسهولة، فتُمسِك ماءها فلا يتطاير، وتحفظ غلافها الهوائيَّ محاطًا بها، وقمرُها الذي هو تابعها يكبح حركة دورانها على مسافة مناسبة جدًّا بحيث لا تطغى بحارها، ولا تجف مياهها، فيتتابع عليها مَدٌّ وجَزرٌ بحُسْبان.

 

وحجم الأرض وأقطارها ودورانها قد قدِّرت بتوازن مدهش؛ فلو نقَصَ حجمُها لقلَّتْ كتلتها، ونقَصتْ جاذبيتها؛ فلا ماء أمسكَتْ، ولا هواءَ حَفِظتْ، أما لو كبر حجمُها وتضاعَف، لازدادت قوة جاذبيتها "الثقالة"، ولاقترب غلافها الجوي وأصبح سمكه بضع كيلومترات، ولارتفَعَ الضغط الجويُّ إلى مئات الكيلو جرامات على البوصة المربعة، فتصعُب بالتالي حركة الكائنات عليها.

 

وجميع أهل العلم يَعرِفون تمامًا أن الحياة تستحيل على الأرض لو كانت قشرتها أكثرَ سمكًا مما هي عليه، ولو كان غلافها ألطف مما هو عليه الآن، لأصاب الخللُ سقفَها المحفوظ، وأحرقتْها الشهب والنيازك.

 

وقد ركِّبت غازات هواء الأرض بدقة بالغة بنسبها الحالية، التي لو تغيَّرت لاحترقت الحياة، فلو زادت نسبة الأكسجين، لاستحال ازدهار الحضارة الإنسانية، وكذا لو انخفضت نسبته عما هي عليه اليوم.

 

ولو قارنَّنا الظروف السائدة على الأرض بغيرها من الكواكب، لأدرَكْنا الآيات التي فيها؛ فهذا عطارد أقرب الكواكب إلى الشمس تتراوح درجة حرارته ما بين 450م في جانبه المقابل للشمس، وناقص 175م في جانبه المظلم، والأولى تكفي لصهر الرصاص، والثانية تكفي لإسالة غاز الأكسجين، وليس لعطارد غلاف جوي.

 

أما كوكب الزهرة، الذي هو توءم الأرض، فيبلغ الضغط الجوي عليه 150 ضغطًا جويًّا أرضيًّا؛ أي: بما يكافئ الضغط الموجود على عمق 1000 متر من سطح البحر، وحرارةُ الزهرة تتراوح بين 200 إلى 700 درجة مئوية، حيث يتكون غلافه من حوالي 97% من ثاني أكسيد الكربون.

 

أما المريخ، الذي يأمُل العلماء في وجود حياة عليه، فيشبه جوُّهُ الجاف جوَّ الصحاري القطبية؛ حيث تصل درجة حرارته 12 درجة نهارًا، وناقص 62 درجة ليلًا عند خط استوائه.

 

والظروف السائدة على بقية الكواكب غير مناسبة للحياة.

 

والآية الثانية في الأرض تتعلق بأقواتها التي قدَّرها الله فيها، وعاشت على تلك الأقواتِ كائنات بدء خلقها من قرابة أربعة آلاف مليون سنة، وستظل تكفي أحياءها التي تعيش عليها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، علمًا بأن أعداد أنواعها تقدَّر بالملايين، ناهيك عن عدد أفرادها التي لا يمكن أن تحصي عددها.

 

وقد ذرأ الله فيها عناصرَ تربو على المائة، ائتلفت منها الجزيئات والمركبات العديدة، ولكل عنصر دورتُه: فللحديد دورة، وللأكسجين دورة، ولثاني أكسيد الكربون دورة، وللماء دورة... إلخ.

 

إن عالم الجيولوجيا حينما يقارِن معطيات علم الأرض اليوم بحقائق القرآن العلمية المتعلِّقة بالأرض، يجد توافقًا عجيبًا بين أحدث معطيات علوم الأرض والقرآن الكريم.

 

فالأرض مِلكٌ لله الذي فطرها وخلقها، تسبِّح له ويسبِّح له من وما فيها، يأمُرُ الله خالقُها البشرَ بعدم الإفساد فيها بعد إصلاحها، ويتوعَّد المفسِدين فيها والمتكبرين بالهلاك، وقد وضعها الله للأنام، وهي خاشعة، مشرقة بنور ربها، تبكي فقْدَ الصالحين من عباد الله، وهي المهد والبساط والفراش والمهاد والمتاع، ومصدر الخيرات، تُنبِت الزرع، وتخزن الماء، وتذرأ الثروات.

 

هي ذَلول بسبلها وأنهارها وعلاماتها، وهي المستقر والقرار، منها الخلق والإنشاء، وفيها الإعادة، ومنها الإخراج.

 

يسير فيها الناس ويضربون فيها ويهاجرون، وتمرح فيها الدوابُّ في كنف الرزاق، تحيا وتموت، حياتُها بالماء المنزل من السماء بقدَرٍ.

 

كانت هي والسماءُ رَتْقًا وفتَقَهما الله في مشهد فريد رهيب، ويمسكها سبحانه وتعالى أن تزول هي والسموات.

 

بداية خلقها لغزٌ تحار فيه العقول، دحاها الله وأخرَجَ منها ماءها ومرعاها، وبالجبال أرساها، وهي خاشعة هامدة تجدها تهتزُّ وتربو، وترجع وترجف، وتُدَكُّ وتخسف، وتقطع فتمد، وتُنقص من أطرافها، وتخرج أثقالها وتزأر، ذات صدع، قشرتها قطع، بحارها عذب فرات، وملح أجاج، فلا يطغى هذا على ذاك؛ لوجود برزخ وحجر محجور.

 

جبالها أوتاد، إلا أنها ليست جامدة، فهي تمر مر السحاب، تدور وفي دورانها قرارٌ لها ولكل ما عليها، صبحها مسفر، ونهارها مبصر، وليلها سكون، ونهارها معاش، ليلها ونهارها متعاقبان، يغشي أحدهما الآخر، ويولج أحدهما في الآخر، تسبح في فلكها، فريدة في موضوعها ومكوناتها وهوائها ومائها، فيها آيات تشهد على نشأتها وتاريخها وأممها.

 

سبحان من خلقها وفطرها وأبدعها، وصدق تعالى في قوله: ﴿ وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِلْمُوقِنِينَ ﴾ [الذاريات: 20].

 

الأرض مدحوَّة كالبساط الممهد، وفيها مسالكُ وفِجاج للمتقلِّبين في أقطارها، والسالكين في مناكبها، وفيها سهل وجبل، وبرٌّ وبحر، وقطع متجاورات، وعيون متفجرة، ومعادن متفننة، فيها النبات، وأنواع الأشجار، وأصناف الثمار المختلفة الألوان والطعوم والروائح، وفيها دوابُّ منبثة.

 

شكل (26): الأرض وأغلفتها





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • عروض تقديمية
  • في الإعجاز
  • الإعجاز العلمي ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة