• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب   موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامةد. حسني حمدان الدسوقي حمامة شعار موقع  الدكتور حسني حمدان الدسوقي حمامة
شبكة الألوكة / موقع د. حسني حمدان الدسوقي حمامة / الإعجاز العلمي للفتيان


علامة باركود

حقائق الخلق في الإسلام

حقائق الخلق في الإسلام
د. حسني حمدان الدسوقي حمامة


تاريخ الإضافة: 25/10/2016 ميلادي - 23/1/1438 هجري

الزيارات: 10151

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقائق الخلق في الإسلام

(إعجاز علمي للفتيان)


1- الحقيقة الأولى: الله هو الحق وما دونه باطل، الله هو الحق، ومن ثم فهو أحقُّ أن يُعبد، وإن لم يُتَّبَعِ الحق فليس هناك إلا الضلال، والباطل زاهق والحق باقٍ، تلك المعاني هي آيات محكمات في كتاب الله في قوله تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ﴾ [الحج: 62]، و﴿ مَا خَلَقَ اللَّهُ ذَلِكَ إِلَّا بِالْحَقِّ يُفَصِّلُ الْآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ ﴾ [يونس: 5]، و﴿ فَذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمُ الْحَقُّ فَمَاذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلَالُ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾ [يونس: 32]، و﴿ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى ﴾ [يونس: 35]، و﴿ إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ ﴾ [يونس: 36]، و﴿ بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ ﴾ [الأنبياء: 18]، و﴿ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ الْحَقَّ فَهُمْ مُعْرِضُونَ ﴾ [الأنبياء: 24]، و﴿ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾ [غافر: 20]، و﴿ وَيَمْحُ اللَّهُ الْبَاطِلَ وَيُحِقُّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ إِنَّهُ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ﴾ [الشورى: 24].

 

ومن ثَم فإن الادعاء بأن الطبيعة تَصطفي ادعاء باطل؛ لأنه يناقض الحق الذي يخلق ما يشاء ويختار، والادعاء بحدوث التطور وَفْق آليات قائمة على الظن باطل يُبعد الناس عن فَهْم قدرة الله المطلقة، وبناءً عليه فإن التطور أو الانتقاء الطبيعي باطل من وجهة نظر العلم والشرع، وأيضًا ما سوف يستحدث من تجديد للفكر التطوري القديم سيكون باطلاً، طالما أنه بعيد عن الله.

 

الحقيقة الثانية: الله هو الخالق: الله تعالى هو الخالق، وغيره عاجز عن خلق أي حياة، سبحانه وتعالى فاطر يخلق من غير أصل، وغيره يحتاجون إلى أصول لم يأتوا بها من عندهم، تلك المعاني تؤكدها بشدة آيات القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الأنعام: 102]، و﴿ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الزمر: 62]، و﴿ هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [الحشر: 24].

وبما أن كل نوع من الخلائق شيء، فإن جميع الأنواع مخلوقة رغم أنف دعاة التطور، وعليهم أن يأتوا ببرهانهم إن كانوا صادقين، والطبيعة لا تَخلُق ولا تَصطفي، وليس لها من أمرها شيء: ﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ﴾ [القصص: 68].

ومشكلة التطوريين أنهم قد تشابه عليهم الخلق: ﴿ أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ ﴾ [الرعد: 16].

ويخبر الحق تعالى عن عجز البشر عن أن يخلقوا حياة؛ سواء بأنفسهم، أو بواسطة ما يتخذونه آلهة من دون الله: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ﴾ [الحج: 73]، و﴿ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ ﴾ [النحل: 20].

 

الحقيقة الثالثة: كل شيء خُلِق بقدر، فظهور الخلائق لا يتم بتجريب، ولكنه يتم بقدر، وكل شيء خلقه الله بحدود مميزة، وليس في خلق الله حلقات وسطى بين الأنواع؛ يقول الحق تعالى: ﴿ إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ﴾ [القمر: 49]، و﴿ الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسَانِ مِنْ طِينٍ ﴾ [السجدة: 7].

 

الحقيقة الرابعة: كل شيء حي من ماء: جميع الأحياء من ماء، هذا ما أخبر به القرآن الكريم في قوله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ ﴾ [الأنبياء: 30]، وجميع الدواب مخلوقة من الماء: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [النور: 45].

 

الحقيقة الخامسة: الزوجية قانون عام: يُخبرنا القرآن الكريم أن النباتات والحيوانات، وكل المخلوقات خلقها الله أنواعًا، وكل نوع من زوجين؛ يقول تعالى: ﴿ سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [يس: 36]، و﴿ وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنَ الْفُلْكِ وَالْأَنْعَامِ مَا تَرْكَبُونَ ﴾ [الزخرف: 12]، و﴿ وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [الذاريات: 49].

 

والحقيقة السادسة: الرزق على الله: رزق جميع الكائنات على الله، وصراع الكائنات سُنة، وليست قوَّة خلاَّقة، والقوي يعيش بجانب الضعيف رغم أنف خدعة: "البقاء للأصلح"؛ يقول تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [هود: 6].

الرازق متكفل بإعاشة وتدبير حياة قرابة 4 - 5 مليون نوع من الكائن، يتوقع العلماء وجودها على الأرض في تلك اللحظة، فكم كان عدد الأنواع التي تعاقبت على الأرض منذ بدء الخلق، فما بالنا إذًا بعدد الأفراد في تلك الأنواع! وصدق الله تعالى إذ يقول: {مَا مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا إِنَّ رَبِّي عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ} [هود: 56].

 

الحقيقة السابعة: تنوُّع الخلائق: من ينظر إلى التنوع في البشر الذين يَعمرون الأرض، والذين عمَروها، عليه أن يدرك أن التنوع سمة رئيسة في جميع الدواب، وصدق الله إذ يقول: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنعام: 38]، و﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ﴾ [فاطر: 27، 28].

 

الحقيقة الثامنة: والدواب مصنفات: تمكن علماء الأحياء من وضع تصنيف يضم الأحياء والأحافير، ومن الوارد أن تضاف مصنفات مستحدثة في ضوء معرفة ما ليس معلومًا اليوم؛ يقول تعالى: ﴿ وَاللَّهُ خَلَقَ كُلَّ دَابَّةٍ مِنْ مَاءٍ فَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى بَطْنِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى رِجْلَيْنِ وَمِنْهُمْ مَنْ يَمْشِي عَلَى أَرْبَعٍ يَخْلُقُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [النور: 45].

 

الحقيقة التاسعة: الخلق متجدد باستمرار: يشير القرآن إلى تجدُّد الخلق، يشير إلى ذلك قوله تعالى: ﴿ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لَا تَعْلَمُونَ ﴾ [النحل: 8]، و﴿ أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ ﴾ [الإسراء: 99]، و﴿ وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ ﴾ [القصص: 68]، و﴿ أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ ﴾ [الأعراف: 54]، و﴿ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ﴾ [إبراهيم: 19]، و﴿ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ ﴾ [الحجر: 86].

 

الحقيقة العاشرة: كتاب الخلائق عند الله: سجل العلماء في أرشيف الحياة الماضية قرابة 000ر250 نوع فقط من الكائنات، مع اليقين بأن هذا العدد ليس إلا عيِّنة من السجل الحقيقي للكائنات التي توالت على الأرض، بالإضافة إلى ما يقرب من قرابة 4, 5 مليون نوع من الأحياء الحالية، وعلمنا عن الماضيين والمحدثين غير مكتمل، والسجل الكامل لا يوجد إلا عند المحصي المعيد - عند الله تعالى - القائل عز وجل: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59]، و﴿ إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍ ﴾ [يس: 12].

 

الحقيقة الحادية عشرة: تغيير خلق الله عبثٌ: الله تعالى أحسن خلق كل شيء خلقه، ثم هداه لما خلق، ومحاولة تغيير خلق الله من الظاهر أو من الباطن، أو منهما معًا - عبثٌ، واستخدام تقنيات الهندسة الوراثية في تغيير جينات الإنسان وغيره من المخلوقات خسران مبين، ويحذر القرآن من ذلك العبث في قوله تعالى: ﴿ إِنْ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ إِلَّا إِنَاثًا وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا * لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لَأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيبًا مَفْرُوضًا * وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الْأَنْعَامِ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطَانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَانًا مُبِينًا * يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا ﴾ [النساء: 117 - 120].

 

الحقيقة الثانية عشرة: الخلائق تسجد لله: كل المخلوقات تسجد لله طائعة أو كارهة، والإنسان قد مُيِّز بالعقل الذي يُميز بين البدائل، والمعاندون المنكرون للخلق تخضع أجهزة أجسامهم للسنن والنواميس التي أودعها الله فيهم، وصدق الله حيث إذ يقول تعالى: ﴿ وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلَائِكَةُ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ ﴾ [النحل: 49]، و﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ ﴾ [الحج: 18].

 

الحقيقة الثالثة عشرة: تسخير الكون للإنسان: الإنسان من أكرم الخلق على ربه، خلقه الله وسخر له ما في الأرض وما في السموات، وفي هذا الشأن يقول تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [البقرة: 29]، و﴿ أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ وَالْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [الحج: 65].

و﴿ وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ ﴾ [الجاثية: 13].

ويقرر النص القرآني أن الكون مسخر للإنسان، وإنه لمن إبداعات العلم أن يصل إلى تلك الحقيقة واحد من أعلم علماء اليوم، وهو الدكتور ستيفن هوكنج مجيبًا على سؤال طرحه: لماذا يكون الكون مستويًا هكذا؟ وتأتي الإجابة مُصاغة فيما يعرف بالمبدأ الإنساني "Anthropic principle" "إننا نرى الكون بما هو عليه لأننا موجودون"، ودلالة الآيات القرآنية السابقة أشمل وأعم من الصياغة العلمية لذلك المبدأ، فكل شيء في الأرض والسماء قد ضُبِط ضبطًا دقيقًا لنَحيَى على الأرض.

 

الحقيقة الرابعة عشرة: إخراج الحي من الميت والميت من الحي: إذا كان العلماء منذ زمن بعيد قد تحدثوا عن انبثاق الأنظمة الحية من جزيئات غير حية كما أشرت من قبل، فإن الحقيقة أن إخراج الحياة ليس في مقدور البشر، وذلك لسبب وحيد: هو أن الله وحده هو الذي يهب الحياة، ويتضح هذا بجلاء في قوله تعالى: ﴿ تُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 27]، و﴿ إِنَّ اللَّهَ فَالِقُ الْحَبِّ وَالنَّوَى يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَمُخْرِجُ الْمَيِّتِ مِنَ الْحَيِّ ذَلِكُمُ اللَّهُ فَأَنَّى تُؤْفَكُونَ ﴾ [الأنعام: 95]، و﴿ يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ ﴾ [الروم: 19].

 

الحقيقة الخامسة عشرة: لكل أمة أجل: الدواب مثل الإنسان تتكون من أمم، وتتحد كل الأمم (Nations or varieties) في صفات النوع، وتتمايز في الصفات؛ مثل: اللون والحجم والمظهر... إلخ، هذا ما نلحظه من قوله تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنعام: 38].

والدابة تضم الأفراد، وكل فرد وكل أمة إلى أجل محدود، وأجل الفرد في الدنيا هو فترة بقائه حيًّا من لحظه مولده حتى تَحين وفاته، وأجل النوع في الدنيا هي فترة الدوام المحصورة بين أول ظهور له وآخر ظهوره له على الأرض، وقد تتعدد الأسباب والموت واحد، ولكن الأجل محدود، وصدق الله العظيم إذ يقول: ﴿ وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ ﴾ [الأعراف: 34]، و﴿ مَا تَسْبِقُ مِنْ أُمَّةٍ أَجَلَهَا وَمَا يَسْتَأْخِرُونَ ﴾ [الحجر: 5].

والسؤال: هل يستطيع "الانتقاء الطبيعي" المزعوم أن يَصطفي سلالة ما، يُكتب لها الخلود ولا يصيبها الموت؟! لا ولن يحدث ذلك!

 

والحقيقة السادسة عشرة: مآل الحياة إلى الزوال: ينص القرآن الكريم على محدودية الحياة الدنيا، وأن الحياة الدنيا إلى زوال وفناء، وأن البقاء لله وحده؛ يقول تعالى: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26، 27].

﴿ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 88].

﴿ يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ ﴾ [غافر: 16].

 

ويوضح القرآن الكريم معالم الانقلاب الكوني.

﴿ فَإِذَا النُّجُومُ طُمِسَتْ * وَإِذَا السَّمَاءُ فُرِجَتْ ﴾ [المرسلات: 8، 9].

﴿ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ * وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ ﴾ [التكوير: 1، 2].

﴿ إِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ * وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ ﴾ [الانفطار: 1، 2].

وفي القرآن الكريم وصف لعشرات من صور الانقلاب الكوني تؤدِّي إلى نهاية الكون، ويرى العلماء أنه مع ازدياد حجم الكون نتيجة تمدُّده، تقل الكثافة المتوسطة لمصادر الطاقة العالية وتستنزف، ويتوقع العلماء أن تصبح المادة المتاحة مركزة في ثقب أسود، وحينئذ تُطوى السماء وتُقبض الأرض، وصدق الله تعالى إذ يقول: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67].

 

حينئذ ندرك أن الحياة الدنيا قصيرة جدًّا، يحسبها أهلها يوم القيامة أنها ساعة من نهار، وتمتد حياة البرزخ بعد الموت إلى قيام الساعة، وبعد ذلك تبدأ حياة الخلود، وعلى من يتمسك بأهداب خيوط الطبيعة الواهنة أن يتذكر أن الطبيعة تلك تفنى وتزول، ثم يقف الجميع أمام رب العالمين، وصدق الله إذ يقول: ﴿ إِنْ كُلُّ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْدًا * لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدًّا * وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْدًا ﴾ [مريم: 93 - 95]، و﴿ فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ * إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ لِلْعَالَمِينَ ﴾ [التكوير: 26، 27].

وتأتي الحقيقة الأخيرة: ﴿ وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ ﴾ [العنكبوت: 64].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • مقالات
  • بحوث ودراسات
  • كتب
  • عروض تقديمية
  • في الإعجاز
  • الإعجاز العلمي ...
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة