مرويات فضل ميمنة الصف
رواية ودراية
الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فقد روى أبو داود وغيره؛ من حديث عائشة رضي الله عنها قالت رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف".
وقد وردت شواهد لهذا الحديث، منها ما هو صحيح غير صريح في الدلالة، ومنها ما هو صريح غير صحيح.
وترتب على العمل بهذا الحديث الإخلال بنظام الصفوف، وترك بعض السنن؛ كفضل الصف الأول، والقرب من الإمام، ونحو ذلك مما سيأتي ذكره.
ومن المعلوم أن لأهل العلم مسلكين حال تعارض الأدلة، هما:
1- مسلك الجمع والتوفيق إذا تكافأت الأدلة في القوة، وكان الجمع ممكنا.
2- مسلك الترجيح إن لم يمكن الجمع، أو تفاوتت الأدلة في قوتها.
والأصل في هذا الباب، وأصرح الأدلة في هذه المسالة هو حديث عائشة المذكور، ولكنه حديث ضعيف على ما ترجح لي في هذا البحث، فلا يكافئ الأدلة المعارضة له في القوة، ولم يمكن الجمع بينه وبينها، فرجحتها عليه، وناقشتُ ما جاء في معناه من الأدلة الصحيحة التي يمكن الاستدلال بها، كما بينتُ ضعف الأحاديث الأخرى.
وقد قدمت الأدلة التي تدل بمنطوقها على فضل ميمنة الصف؛ لأنها أقوى في الدلالة التي دلالتها دلالة مفهوم، ثم ذكرت أقوال أهل العلم في هذه المسألة، ورجحت ما رأيته راجحًا من هذه الأقوال، وشفعت ترجيحي بمناقشة أدلة من ذهب إلى تفضيل ميمنة الصف في جميع الأحوال، وذكرت أدلة الترجيح.
وقد قسمته إلى مقدمة، وأربعة مباحث، وخاتمة، وبعض الملاحق تناولت في المقدمة أهمية البحث، وخطته، ومنهجه.
• فتناولت في المبحث الأول: الأحاديث الواردة في ميمنة الصف، ودلالتها ودلالة منطوق، وعددها أربعة أحاديث.
• وتناولت في المبحث الثاني: الأحاديث الواردة في ميمنة الصف، ودلالتها ودلالة مفهومه، وعددها ستة من الأحاديث والآثار.
• وتناولت في المبحث الثالث: أقوال أهل العلم في مدى أفضلية ميمنة الصف.
• وتناولت في المبحث الرابع: بيان الراجح من أقول أهل العلم، وسبب هذا الترجيح.
• وفي الخاتمة بينت أهم ما توصلت إليه في بحثي هذا من نتائج.
• كما أني ألحقت بالبحث عدة فهارس في الأحاديث والآثار، والمصادر والمراجع والموضوعات الواردة به.
أسال الله أن يكون هذا العمل خالصًا صوابًا، وصلى الله وسلم على نبينا محمد