سنن سعيد بن منصور
دراسة وتحقيق:
الدكتور سعد بن عبدالله بن عبدالعزيز آل حميد
سعيد بن منصور (ع) ابن شعبة، الحافظ الإمام، شيخ الحرم أبو عثمان الخراساني المروزي، يقال: الطالقاني، ثم البلخي، ثم المكي المجاور مؤلف كتاب "السنن".
سمع بخراسان والحجاز والعراق ومصر والشام والجزيرة وغير ذلك من مالك بن أنس، والليث بن سعد، وفليح بن سليمان، وأبي معشر السندي، وعبيد الله بن إياد بن لقيط، وأبي عوانة الوضاح، والوليد بن أبي ثور، وفرج بن فضالة، وهشيم، وحماد بن زيد، وحزم بن أبي حزم. وأبي الأحوص، وخالد بن عبد الله، وإسماعيل بن عياش، وخلف بن خليفة، وفضيل بن عياض، ومهدي بن ميمون، وحديج بن معاوية، وعبد الله بن جعفر المديني، وسفيان بن عيينة، وجرير بن عبد الحميد، ويحيى بن أبي زائدة، وأبي شهاب الحناط، وشريك القاضي، وإسماعيل بن زكريا، وحماد بن يحيى الأبح، وعتاب بن بشير، وعبد العزيز بن محمد، وأبي معاوية، وداود العطار، وعبد العزيز بن أبي حازم، وخلق سواهم.
وكان ثقة صادقا من أوعية العلم.
قال سلمة بن شبيب: ذكرت سعيد بن منصور لأحمد بن حنبل، فأحسن الثناء عليه، وفخم أمره.
وقال أبو حاتم الرازي: هو ثقة من المتقنين الأثبات ممن جمع وصنف.
وقال حرب الكرماني: أملى علينا سعيد بن منصور نحوا من عشرة آلاف حديث من حفظه.
وتعد فيمة كتابه الجامع "سنن سعيد بن منصور" من خلال كونه من الكتب القليلة التي تعني بتخريج الآثار عن الصحابة والتابعين ومن بعدهم، بالإضافة للأحاديث المرفوعة، إلى جانب ما يمتاز به الكتاب من علو الإسناد، مما حدا بالعلماء إلى التخريج من طريقه، ومنهم أصحاب الكتب الستة وغيرهم، وساهم طول عمر سعيد بن منصور في تعزيز هذه المزية خاصة وأنه أدرك شيوخًا لم يدركهم بعض من اتفق معه في سنة الوفاة أو قاربها.
هذا إلى جانب كثرة العزو إليه عند الفقهاء والمحدثين والمفسرين وغيرهم، وتفرد المصنف ببعض الآثار التي لا توجد عند غيره، وذكره لبعض الآثار التي يشاركه فيها بعض أصحاب المؤلفات المفقودة كعبد بن حميد وابن المنذر في تفسيريهما.
ونقده ببعض الطرق التي تقوي طرقًا أخرى أو تفيد في كشف علة لبعض الطرق أو ترجيح بعضها الآخر.
هذا إلى جانب حاجة العلماء وطلبة العلم الماسة لمزيد من مصادر السنة الأصلية التي تروى بالإسناد، وحاجتهم لهذا الكتاب بالأخص بسبب قيمته العلمية.
وقد قام الشيخ"سعد بن عبدالله آل حميد" بتحقيق الكتاب على مخطوطاته الأصلية، والتعليق عليه، وقام بتقسيم تحقيقه إلى مقدمة وثلاثة أقسام وخاتمة وملحق تعقبه الفهارس.